أبرز الأكاديميين والعلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل في غزة

بقلم ندى عثمان 

ترجمة وتحرير مريم الحمد

تتمتع فلسطين بواحد من أعلى معدلات التعليم وأدنى معدلات الأمية في العالم، غير أن الحرب على غزة دمرت قطاع التعليم، وقتل الآلاف من الطلاب، فيما حُرم مئات الآلاف الذين ما زالوا على قيد الحياة من التعليم في المدارس والجامعات، لأنها تحولت إما إلى خراب أو مراكز إيواء!

وفقاً لأرقام المرصد الأورومتوسطي، فقد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن 94 أستاذًا جامعيًا من خلال “غارات جوية متعمدة ومحددة” على منازل شخصيات أكاديمية أو علمية أو فكرية من التخصصات المتنوعة، حتى أن العديد منهم كان ممن أسسوا للتعليم والبحث في جامعات قطاع غزة.

فمن هم أبرز هؤلاء الأكاديميين الذين كانوا ضحايا الحرب على غزة؟

  • أمين البهيتي من جامعة الأزهر:

كان يبلغ من العمر 24 عاماً وهو من مدينة غزة، وكان طبيب أسنان ومدرساً مساعداً في جامعة الأزهر، حتى قُتل في 5 نوفمبر بعد أن غادر منزله للعثور على طعام لوالدته وإخوته التسعة، في ظل الحصار الذي فرضه الاحتلال وقد عثر على جثته بعد يومين من مغادرته منزله.

  • البروفيسور أدهم حسونة من جامعتي غزة والأزهر:

كان أستاذاً في جامعتي غزة والأقصى بالإضافة إلى عمله كصحفي مستقل، وقد قتل مع عدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية، استهدفت منزله في 1 ديسمبر عام 2023.

  • البروفيسور جهاد المصري من جامعة القدس المفتوحة:

هو مؤرخ وأستاذ جامعي ومدير فرع جامعة القدس المفتوحة في خان يونس، وقد استشهد بتاريخ 17 أكتوبر متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء القصف الإسرائيلي على خان يونس، وقد اشتهر بنشر أبحاث حول التاريخ الإسلامي والتقاليد الفلسطينية في مجلات إقليمية ودولية.

  • الدكتور طارق ثابت من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية

كان زميلًا في جامعة ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة وأستاذًا في غزة، كما كان باحثًا في برنامج فولبرايت، ودرس التنمية الاقتصادية وريادة الأعمال في البلدان النامية كجزء من برنامج زمالة همفري في ميشيغان، وقد قُتل في نوفمبر مع 15 فرداً من عائلته الممتدة.

وفقاً لشهادة مدير برنامج همفري، كايل هيس، فقد كان ثابت يأمل في أخذ ما تعلمه في الولايات المتحدة وإعادته إلى غزة للمساعدة في تحسين الاقتصاد المحلي، كما أطلق برنامج الزمالة الخاص به بيانًا جاء فيه: “أثناء وجوده في جامعة ولاية ميشيغان، اعتمد على خبرته الواسعة في القطاع غير الربحي وريادة الأعمال من خلال تلقي دورات في التمويل والتسويق، والتواصل على نطاق واسع مع نظرائه المحليين، والتحدث إلى مجموعات المجتمع المحلي والشباب”.

يذكر أن ثابت أمضى عاماً أثناء دراسته في إيست لانسينغ بولاية ميشيغان، فوصفه عضو مجلس أمناء المركز الإسلامي في شرق لانسينغ، ثاسين سردار، بقوله: “بالنسبة لشخص قادم من منطقة واقعة تحت الحصار من قبل إسرائيل، كان لديه موقف إيجابي للغاية ومتفائل في الحياة، كما أنه جاء إلى هنا في مهمة للتعلم”.

  • العالم سفيان تايه:

هو رئيس الجامعة الإسلامية في غزة وباحث رائد في الفيزياء والرياضيات التطبيقية، وقد قُتل في غارة جوية إسرائيلية على حي الفالوجا شمال شرق مدينة غزة في 2 ديسمبر.

ولد عام 1971 في مخيم جباليا للاجئين في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من الجامعة الإسلامية في غزة، كما حصل على جائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي لعامي 2019 و 2020.

تم اعتبار العالم تايه من ضمن أفضل 2% من الباحثين العلميين على مستوى العالم في عام 2021، كما تم تعيينه رئيساً لليونسكو في قسم الفيزياء وعلوم الفضاء في فلسطين.

  • الدكتورة سيرين محمد العطار من الجامعة الإسلامية في غزة:

كانت طبيبة نسائية تعمل لدى وكالة الأمم المتحدة للأونروا، كما كانت أستاذة في الجامعة الإسلامية في غزة، وقد قُتلت في غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج في 11 أكتوبر.

ووفقاً للأونروا، فقد كانت طبيبة بارعة للغاية، وحاصلة على شهادات البورد العربي والأردني والفلسطيني في أمراض النساء والتوليد، بعد أن تخرجت من كلية الطب في جامعة القدس.

وتذكرها الأونروا “لكرمها وحبها العميق لعملها والرعاية والمودة التي قدمتها لمرضاها، وقدمت لهم دعمًا لا يتزعزع”.

تصف رئيسة برنامج الصحة الميداني التابع للأونروا في غزة، غادة الجدبا، سيرين بقولها: “لقد كانت واحدة من أفضل وأروع الأطباء وأكثرهم إنسانية الذين التقيت بهم وتعاملت معهم”.

  • الباحث الأكاديمي رائد قدورة:

هو حائز على درجة الدكتوراة من الجامعة الوطنية الماليزية، وقد قُتل في 19 نوفمبر مع 29 فرداً آخر من أفراد عائلته، كما تذكر تقارير أن طفلاه التوأم وُلدا قبل أسبوعين من وفاته.

في عام 2022، نشر مقالاً في صحيفة موندويس روى فيه كيف تم طرد جده من مدينة يافا عام 1948، فكتب “بالنسبة لجدي، كانت يافا حبه الأول قبل أن تحرمه إسرائيل من تلك العروس بإجباره على النزوح مع مئات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين، بحثاً عن مكان أكثر أمانا والهروب من إجرام العصابات الصهيونية” واستطرد ” وبمجرد وصول جدي إلى غزة، أقسم أن يعود مرة أخرى وألا يترك حبيبته لأي شخص آخر”.

  • البروفيسور في علم النفس شاهر الياغي:

كان الأستاذ وعالم النفس الشهير، يعمل في وزارة التربية والتعليم في غزة، وقد عُثر عليه مقتولاً بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في ديسمبر، حيث قُتل مع زوجته وأطفاله.

يذكر أن ياغي كان قد عمل مع العديد من المنظمات غير الربحية كمنسق لضمان الجودة المدرسية لأكثر من 9 سنوات، كما عمل مع الأونروا كمشرف على الاحتياجات التعليمية الخاصة ومستشار في مجال الصحة العقلية.

تخرج ياغي من جامعة كالجاري عام 1994 بدرجة البكالوريوس في برامج التأهيل، ثم التحق بالدراسة في الجامعة الإسلامية في غزة حيث حصل على درجة الماجستير في علم النفس عام 2006.

  • البروفيسور إبراهيم الأسطل من الجامعة الإسلامية في غزة:

هو أستاذ وعميد في الجامعة الإسلامية في غزة، قُتل في هجوم إسرائيلي في 23 أكتوبر مع زوجته وبناته وأكثر من 80 من أفراد عائلته.

ولد عام 1961، وأمضى سنوات عديدة في كتابة وتحرير المنشورات المتعلقة بالدراسات التربوية والنفسية، كما عُرف بالعمل على برامج تتعلق بتحسين جودة التعليم التكنولوجي في جامعات وكليات غزة، وفي عام 2005، شارك في تأليف كتاب بعنوان “مهنة التدريس وأدوار المعلمين في مدارس المستقبل”.

  • البروفيسور في القانون الدولي سعيد الدهشان:

كان خبيراً في القانون الدولي، وقد قُتل هو وعائلته يوم 11 أكتوبر، ومن أهم إنجازاته، في كتابه “المحاكمة الدولية لإسرائيل وقادتها على جرائمهم ضد الفلسطينيين” تحديده للمسار القانوني لمحاسبة إسرائيل على خرقها القوانين الدولية.

ويرى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل ثابتة، أن “إسرائيل تختار بشكل منهجي كبار الأكاديميين الفلسطينيين لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالمجتمع الفلسطيني وعرقلة التطور العلمي والتكنولوجي في المستقبل”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة