أهم 5 أفلام حول نكبة فلسطين

بقلم سارة آغا

ترجمة وتحرير مريم الحمد

إنها الذكرى 75 على النكبة الفلسطينية عام 1948، التي تسببت بطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من مناطقهم، وعلى أنقاض قراهم ومدنهم أقيمت إسرائيل، وتحولوا إلى لاجئين في المخيمات في الضفة وغزة والبلاد العربية المجاورة.

لقد شاركت سابقاً في تقديم فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية تحت عنوان “الأرض المقدسة ونحن”، والذي تحدث عن فترة النكبة، وذلك ليس ببعيد عني فأنا يعود نسبي أيضاً لعائلة طُردت من قريتها عام 1948، بل تم مسح القرية من الخريطة وإعادة تسميتها، كجزء من حملة إسرائيل لإنكار الوجود الفلسطيني!

كشف الفيلم الوثائقي “الأرض المقدسة ونحن” عن أدلة قوية لإثبات أن جدي الأكبر، الذي كان شيخاً بدوياً في فلسطين في الثلاثينات، كان يمتلك آلاف الأمتار من الأرض في قريتنا ولكنها ذهبت إلى غير رجعة!

أنا أؤمن بقدرة الفن والإعلام على التثقيف والإلهام، خاصة الوثائقية أو الواقعية القيمة من حيث التاريخ والمخطوطات والأدلة، بالإضافة إلى السرد القصصي المؤثر، ومن هنا أريد أن أخبركم عن 5 أفلام مهمة حين نتحدث عن النكبة.

  • النكبة:

سلسلة وثائقية من 4 أجزاء أنتجتها قناة الجزيرة عام 2008، من إخراج الفلسطينية روان الضامن.

تبدأ السلسلة الحديث منذ ما قبل 150 سنة تقريباً، مع حصار نابليون بونابرت على مدينة عكا طمعاً في تأسيس وجود فرنسي في فلسطين، وخلال ذلك أصدر خطاباً يعرض فلسطين كوطن لليهود، ومن ثم يتطرق إلى دعم البارون إدموند روتشيلد الذي أنفق 14 مليون فرنك فرنسي لإنشاء 30 مستوطنة يهودية في فلسطين في نهايات القرن 19، وكيف ساهمت نقود روتشيلد في إجبار 60 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم في منطقة مرج بني عامر عام 1910.

يقول أحد المؤرخين الذين ظهروا في الفيلم الوثائقي: “إذا كانت النكبة تعني طرد الفلسطيني من أرضه والاستيلاء عليها، فإن النكبة بدأت قبل عقود من عام 1948″، حيث يمشي الفيلم في خط زمني منذ عام 1799 حتى عام 1948 وما حصل بينهما وصولاً إلى ما يُعرف بالنكبة اليوم.

  • الزمن الباقي:

فيلم درامي واقعي أنتج عام 2009 لمخرجه الفلسطيني إيليا سليمان، حيث يروي الفيلم مأساة من خلال مجموعة من المشاهد الدرامية المؤلمة لا تخلو من كوميديا خفيفة، من خلال تصوير ما حدث في مدينة الناصرة منذ عام 1048 حتى يومنا هذا.

من مشاهد الفيلم، تصوير رجال فلسطينيين معصوبي الأعين ينتظرون إعدامهم في بستان زيتون، أو ارتداء القوات الصهيونية للكوفية من أجل خداع القرويين الفلسطينيين أثناء مهاجمتهم.

أعتقد أن الفيلم يجب أن يكون اسمه “الأشخاص الذين بقوا” وليس “الزمن الباقي”، لأنه يستكشف حياة بعض المجتمعات التي تمكنت من البقاء بعد النكبة حتى اليوم.

  • 1948:

فيلم وثائقي تم إنتاجه عام 1998، من إخراج محمد البكري، الفلسطيني الذي أخرج وأنتج عدداً من الأفلام الوثائقية حول تاريخ فلسطين، حيث يعرض فيلم “1948” شهادات شهود عيان على النكبة، ويشمل ذلك قرويين فروا من مذابح دير ياسين والدوايمة ومناطق حول طبريا.

بالإضافة إلى قصص الناس التي رووها بألسنتهم، يروي بكري أبياتاً للشاعر محمود درويش داخل الفيلم، كما تتقاطع المقابلات مع لقطات لبكري وهو يؤدي مشاهد من مسرحيته The Pessoptimist، التي اقتبسها من رواية ساخرة للكاتب إميل حبيبي.

صنع بكري فيلم “زهرة” عام 2009، ويحكي حياة وذكريات امرأة تبلغ من العمر 78 عاماً، ولدت في الجليل قبل النكبة، بالإضافة إلى فيلم “جنين 2002″، الذي يروي حصار مدينة جنين خلال الانتفاضة الثانية.

  • طنطورة:

فيلم وثائقي أنتج عام 2022 من إخراج الإسرائيلي ألون شوارتز، الذي صرح في مقابلة أن “معظم الإسرائيليين يعتقدون أن الفلسطينيين هربوا عام 1948، ولا يعرفون أن الجيش الإسرائيلي دخل قرية بعد قرية وطرد الناس وارتكب المذابح مثل الطنطورة”.

يعرض الفيلم مقابلات مع جنود إسرائيليين سابقين، يروون ما حدث في قرية طنطورة الفلسطينية الساحلية، وما اقترفته أيديهم من ذبح لأهالي القرية، كما يحتوي الفيلم على توثيق لبحث أجراه الإسرائيلي تيدي كاتز قبل سنوات وكيف حاولت الحكومة الإسرائيلية إغلاق ملف التحقيق في المجزرة آنذاك.

كانت الطنطورة إحدى القرى التي تم استهدافها عام 1948، لكن المعلومات حولها لم تكن معروفة، حتى قامت المخرجة الفلسطينية الأمريكية هالة غبريال بإنتاج فيلم وثائقي يكشف المجزرة عام 2020 تحت عنوان One Night In Tantura، روت فيه قصة أهلها الذين هربوا من القرية، لكنه لم يحظى بشهرة فيلم شوارتز.

موقع الطنطورة اليوم ساحة انتظار سيارات في منتجع شاطئي إسرائيلي، ويقول مخرج الفيلم شوارتز “رسالتي أن يعلم الإسرائيليون ما حدث بالفعل”.

  • فرحة:

فيلم درامي واقعي أنتج عام 2021 من إخراج الأردنية الفلسطينية دارين سلام، فيلم فرحة الذي تحدث عنه الجميع ونال استحسان النقاد، وتم عرضه على نتفليكس مما يمثل إنجازاً حقيقياً، حتى أن الحكومة الإسرائيلية هاجمته وجاهدت من أجل حظره.

تقول المخرجة سلام أن الفيلم يستند إلى قصة حقيقية سمعتها عندما كانت طفلة حول ما حدث مع فتاة فلسطينية في إحدى قرى فلسطين عام 1948، اسمها فرحة، تصورها القصة بالفتاة المفعمة بالحيوية التي تقنع والدها بإكمال تعليمها في المدينة، لكن الهجوم الإسرائيلي على قريتها قتل حلمها.

يصور الفيلم مشاهد مريعة تحاكي ما حصل إبان النكبة، ويتحدى فكرة أن “كبار السن سوف يموتون والصغار سوف ينسون”، من خلال قصة ملهمة مؤثرة من بين مئات القصص المهمة والتي تحتاج توثيقاً.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة