إدانات واسعة بسبب تعليق دول غربية تمويلها الأونروا

أدان مسؤولون فلسطينيون قرار مجموعةٍ من الدول على رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتجميد تمويلها لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وجاء هذا القرار بعد أن زعمت إسرائيل يوم الجمعة أن 12 من أصل 30 ألف موظف في الأونروا شاركوا في الهجمات التي شنتها حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول / أكتوبر.

وذكر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا يوم الجمعة أن ” السلطات الإسرائيلية زودت الأونروا بمعلومات حول التورط المزعوم لعدد من موظفيها في الهجمات”.

وأضاف: ” اتخذت الوكالة قرارًا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير بهدف حماية قدرتها على تقديم المساعدة الإنسانية”.

وأكد لازاريني أن أي موظف يتبين تورطه في “أعمال إرهابية” ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية.

وأعلنت واشنطن في وقت لاحق من يوم الجمعة أنها ستوقف تمويل الوكالة إلى حين معالجة الاتهامات التي قالت إنها تتعلق بـ 12 موظفاً في الأونروا.

“لقد استسلمت حكومة المملكة المتحدة، من خلال تعليق تمويلها للأونروا، لأولئك الذين قاموا بتمكين الجرائم الإسرائيلية والإبادة الجماعية المحتملة” – كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: ” لقد أوقفت وزارة الخارجية مؤقتاً التمويل الإضافي للأونروا حتى نراجع هذه الادعاءات والخطوات التي تتخذها الأمم المتحدة لمعالجتها”.

وأعلنت كل من أستراليا وكندا وإيطاليا وفنلندا والمملكة المتحدة وسويسرا وهولندا أيضًا أنها ستوقف تمويل الأونروا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها يوم السبت أن ” المملكة المتحدة تشعر بالفزع إزاء المزاعم التي تفيد بأن موظفي الأونروا متورطون في هجوم 7 تشرين الأول / أكتوبر ضد إسرائيل، وهو عمل إرهابي شنيع أدانته حكومة المملكة المتحدة مراراً وتكراراً”.

في المقابل أكدت دول أخرى من بينها النرويج وأيرلندا أنها لن تقطع التمويل عن الوكالة.

وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي إن “وضع السكان في غزة كارثي، والأونروا هي أهم منظمة إنسانية هناك”، مضيفا أن أوسلو تدعم تحقيق الوكالة.

أما وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن فأوضح أن لديه ثقة كاملة في قرار لازاريني بإيقاف الموظفين المشتبه بهم وفتح تحقيق.

وكتب مارتن على منصة X ” قدم موظفو الأونروا البالغ عددهم 13,000 موظف المساعدة لـ 2.3 مليون إنسان ودفعوا ثمناً لا يصدق مع مقتل أكثر من 100 موظف في الأشهر الأربعة الماضية، لقد قدمت أيرلندا للأونروا 18 مليون يورو (19.5 مليون دولار أمريكي) في عام 2023 وسوف نواصل دعمنا في عام 2024″.

وندد حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية بقرار عدد من الدول تعليق تمويلها للوكالة قائلاً: ” في هذا الوقت بالذات وفي ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، نحتاج إلى أقصى قدر من الدعم لهذه المنظمة الدولية وعدم وقف الدعم والمساعدة لها”. 

وأضاف في تصريحات على منصة X ” ندعو الدول التي أعلنت وقف دعمها للأونروا إلى التراجع الفوري عن قرارها، الذي ينطوي على مخاطر سياسية وإنسانية كبيرة”.

كما أدانت حركة حماس قرار تجميد الدعم للأونروا واتهمت إسرائيل بشن “حملة تحريض” ضد وكالات الأمم المتحدة التي تقدم الإمدادات الحيوية للفلسطينيين في غزة.

وقالت حماس في بيان عبر تطبيق تلغرام: ” نطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعدم الاستسلام للتهديدات والابتزازات التي تقوم بها إسرائيل”.

ما هي الأونروا؟

تأسست الأونروا عام 1949 بعد عام من النكبة التي هجر فيها 750 ألف فلسطيني قسرياً عند تأسيس إسرائيل، وهي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة والأردن سوريا ولبنان.

وتعد الأونروا ثاني أكبر جهة توظيف في غزة، بعد حماس ويعمل في الوكالة 30 ألف موظف 13 ألف منهم في قطاع غزة الذي تدير المنظمة فيه 183 مدرسة و22 منشأة صحية وسبعة مراكز نسائية، من بين العديد من المرافق الأخرى.

ويلتحق بمدارس الأونروا في غزة 286,645 طالبًا في حين تستقبل منشآتها الطبية 3.4 مليون زيارة سنوية بالمتوسط، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد ما لا يقل عن 136 من موظفي الوكالة واستهدفت مدارسها ومرافقها وملاجئها بشكل متكرر بالقصف الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين الفلسطينيين النازحين أثناء لجوئهم إلى مرافق الأونروا.

من ناحيته،  قال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني: ” يعمل لدى الأونروا 13,000 موظف في 350 منشأة في غزة تخدم 1.7 مليون لاجئ فلسطيني، وتقوم حاليًا بإيواء مليون نازح وقد فصلت 12 موظفًا في الأونروا، الأمر يتعلق إذن بالادعاءات”.

وأضاف في تصريحات على منصة X يوم السبت: ” كيف يمكن أن يُتوقع من وكالة كبيرة كهذه تعمل في منطقة حرب خاضعة للاحتلال الإسرائيلي أن تقوم بدور الشرطة الذي يعمل 24 ساعة على مدار سبعة أيام في الأسبوع؟”.

وتهاجم الحكومة الإسرائيلية منذ فترة الأونروا متهمة إياها بتأجيج التحريض ضد إسرائيل، وهو ما تنفيه الوكالة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس يوم السبت أن الحكومة ستسعى إلى منع الوكالة من العمل في غزة بعد الحرب.

وكتب كاتس على موقع X ” لقد حذرنا منذ سنوات من أن الأونروا تديم قضية اللاجئين وتعرقل السلام وتعمل كذراع مدني لحماس في غزة،  ونحن بدورنا سنعمل على حشد الدعم الأمريكي والأوروبي والدولي لوقف أنشطة الأونروا في غزة”.

مقالات ذات صلة