“إلهام فرح”.. معلمة فلسطينية تُرِكَت تنزف حتى الموت في شوارع غزة

كل من عرفوا إلهام فرح يتذكرون ابتسامتها وشخصيتها المرحة، التي تنسجم أيما انسجام مع اسم عائلتها فقد كانت فعلاً اسماً على مسمىً. 

كانت إلهام، وهي مسيحية فلسطينية من قطاع غزة وهي أيضاً ابنة الشاعر الفلسطيني المعروف حنّا فرح، تقيم في حي الرمال حيث أمضت حياتها المهنية معلمةً للموسيقى قبل أن تتقاعد.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، فقد أصيبت إلهام برصاص الجيش الإسرائيلي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، بالقرب من كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة.

كانت المرأة البالغة من العمر 84 عامًا تتخذ من الكنيسة مأوى ينجيها من القصف الإسرائيلي المتواصل، لكنها خرجت لتفقّد ما إذا كان منزلها قد نجا من الغارات الجوية حين أصيبت بطلق ناري في ساقها وسقطت على الأرض، ولم يتمكن الموجودون في الكنيسة من مساعدتها بسبب شدة القصف.

نشرت كارول ابنة شقيق إلهام فرح نداء استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي فيما كانت عمتها تنزف وتناشد من يمكن أن يساعدها أو يقوم بنقلها إلى سيارة الإسعاف.

قالت كارول في منشورها: “نداء لمن يستطيع المساعدة، عمتي معلمة الموسيقى إلهام فرح أصيبت بعد إطلاق النار عليها من قبل قوات الاحتلال وهي ملقاة على الأرض في الشارع وتنتظر سيارة الإسعاف، إنها قريبة من مستشفى الشفاء، من فضلكم مدوا لها يد المساعدة”.

وبعد إعلان وفاة إلهام، شاركت كارول ذكرياتها مع عمتها على منصات التواصل الاجتماعي.

فقد نشرت كارول على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر: “لقد كانت لطيفة وطيبة جدًا، واصلت إرسال آيات الكتاب المقدس وأغاني العبادة لي هذا الأسبوع بما توفر لديها من شحن محدود للكهرباء”. 

كما تدفقت التعازي من طلاب الموسيقى السابقين من أجل معلمتهم الراحلة.

ويظهر أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت المعلمة إلهام وهي تعزف على البيانو في مدرسة الكمالية في حي الزيتون، إحدى أقدم المدارس في القطاع المحاصر.

تم تسجيل مقاطع عزفها على البيانو خلال الاحتفال الذي أقيم بترميم المبنى كجزء من مبادرة الجامعة الإسلامية بغزة.

وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن فرح يقول ” لا أعتقد أن أحداً في غزة لم يقابلها في الشارع، كانت دائمًا توقف الناس وتبتسم لهم وتبدأ في التحدث معهم، كانت أيقونة غزة ثقافياً ومعرفة ووعياً، سنواصل الصلاة من أجلك وسنستمر في الحديث عنك”، وتابع: “عزاؤنا الوحيد أنها عاشت حياتها وهي تعزف الموسيقى”.

وفي منشور آخر، حياها أحد طلابها السابقين مستذكراً إلهام وهي تعزف قائلاً: “لقد أحببنا الاستماع إلى الموسيقى التي تعزفها، لقد كانت حصتها واحدة من أجمل الفصول الدراسية”.

وارتقى أكثر من 11,240 شخصًا في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بينهم 4630 طفلاً و3130 امرأة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أي ما يعادل 73% من ضحايا العدوان.

وتعرضت ثلاث كنائس للقصف خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما شارك المسيحيون هناك في عمليات تعميد جماعية كإجراء احترازي في حال مقتلهم.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة