احذر! هذه الأخبار إما زائفة أو مضللة

بقلم ريحان عُدين 

ترجمة وتحرير مريم الحمد

منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تنتشر الشائعات المضللة حول الأحداث كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل سيل المعلومات الكبير، يجب التنبه إلى تدفق العشرات من المنشورات التي تكون إما زائفة أو مضللة، خاصة على موقع اكس الذي ينتشر فيه الخبر فور حصوله على أرض الواقع.

فيما يبدو أن مالك اكس، ايلون ماسك، قد زاد المشكلة تعقيداً، من خلال حث المستخدمين، في منشور تم حذفه لاحقاً، على الاطلاع على الوضع في إسرائيل وفلسطين من خلال متابعة حسابين معروفين بالترويج لأخبار مضللة.

تم نشر الكثير من المعلومات الخاطئة من خلال حسابات تحمل علامة زرقاء، مما يدل على أن المستخدم قد اشترى اشتراك اكس المميز مقابل 8 دولارات شهرياً، فالعلامات الزرقاء تعطي الحساب نوعاً من الأصالة، وتُعطى الأولوية في جداول المستخدمين بصرف النظر عن مصداقيتها.

إحدى البوستات المضللة، مثلاً، كانت عن تفجيرات مزعومة في غزة، وكانت بالواقع لمشجعي كرة قدم جزائريين، كما أن المتحدث  باسم طالبان المزيف الذي ادعى أن الجماعة الأفغانية انضمت لحماس في جهودها الحربية، ظهرت وراءه لقطات من لعبة فيديو بزعم أنها غارات جوية.

إليك بعض المنشورات المضللة التي انتشرت في الأيام الأخيرة:

اعتداءات لم تحصل

مقطع فيديو نشره المعلق اليميني، إيان مايلز تشيونغ، ادعى فيه أن مقاتلي حماس كانوا ينتقلون من منزل إلى منزل ويقتلون جميع الأشخاص داخل المنازل، فأشار مستخدمون سريعاً إلى أن الفيديو للشرطة الإسرائيلية، حسب ما اتضح من زيهم، فتمت إضافة إشارة “ملاحظة مجتمعية” في نهاية المنشور بواسطة اكس للإشارة إلى عدم دقة المعلومات، قبل أن يحذفها تشيونغ.

في منشورات أخرى، زعمت روايات أن إسرائيل قصفت كنيسة القديس برفيريوس، أقدم كنيسة في العالم، فسرعان ما كتبت الكنيسة لتكذب الخبر، معلنة أنها فتحت أبوابها أمام النازحين بسبب حملة القصف الإسرائيلي.

مقطع آخر زعم أنه يظهر “مقاتلي حماس وهم يسقطون من طائرة هليكوبتر حربية إسرائيلية في غزة”، ولكنها في الواقع كانت لقطات من لعبة الفيديو أرما 3، وقد تم نشر مقاطع منها أيضاً من قبل زعيم حزب بريطانيا أولاً اليميني، بول جولدينج، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل “على وشك فتح نار جهنم على غزة”.

كما ادعى منشور آخر زائف أن إسرائيل وافقت على “ضربة نووية تكتيكية على قطاع غزة”، ولكن ذلك كان كذباً، فقد كانت اللقطات التي تمت مشاركتها تعود للتجارب النووية في الولايات المتحدة قبل عدة عقود.

تفجيرات من سوريا وكرة قدم جزائرية

تم أيضاً تداول مقاطع فيديو زعمت أنها تظهر الصراع الذي ينشأ في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أو تظهر لقطات قديمة في إسرائيل وفلسطين، منها تغريدة من حساب بالعلامة الزرقاء مقره الهند ويتابعه ما يقرب من 400 ألف متابع، أظهرت مسجداً يتعرض للقصف مع تعليق “كان على إسرائيل أن تترك الآذان كاملاً”، مع رمز تعبيري ضاحك، وهو في الواقع مسجد دمرته داعش في الرقة في سوريا عام 2014.

تعليقاً على مقطع آخر من سوريا، زعمت حسابات ذات علامة زرقاء أنها تظهر مقاتلي حماس وهم يضحكون، قبل إسقاط قنبلة إسرائيلية، وهو فيديو قديم موجود بنسخته الأصلية على موقع يوتيوب قبل 4 سنوات ويظهر هجومًا على قافلة في سوريا.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فقد نشر مقطع فيديو زعم أنه قصف لغزة، ولكن في اول المقطع تظهر قوات النظام السوري وهي تقصف مدينة أريحا في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

في فيديو آخر، زعم حساب مقره الهند أن تلك إسرائيل وهي ترد على حماس بغارات جوية، مع تعليق “أحسنتم هذا الانتقام العظيم”، لكن ذلك لا يظهر في الفيديو، بل تبين أنه فيديو لمشجعي كرة قدم جزائريين يحتفلون بفوز نادي بلوزداد لكرة القدم بلقب الدوري المحلي.

المرشح البريطاني اليميني، جيم فيرجسون، زعم في منشور يظهر أن إسرائيل “ترد”، لكنه كان عبارة عن لقطات من برج سكني في غزة تم قصفه خلال الهجوم الإسرائيلي عام 2021، وليس الآن، كما زعم منشور على صفحة مركز “شورات هادين” القانوني المؤيد لإسرائيل، أن تلك إسرائيل وهي “تضرب أهدافاً إرهابية في غزة”، في حين أنها أظهرت غارة إسرائيلية في 13 مايو وليس في أكتوبر.

قصص زائفة حول الأطفال والرضع

ظهرت العديد من المقاطع المضللة كذلك حول إساءة معاملة الرضع أو الأطفال من طرف مقاتلي حماس، فقد نشر المحامي الأمريكي الإسرائيلي، مارك زيل، مقطع فيديو زعم فيه أنه يظهر طفلاً يهودياً اختطفه “إرهابيو حماس”، لكن تبين أنه فيديو يعود لشهر سبتمبر ولا علاقة له بغزة.

وفي موضع آخر، قام حساب بعلامة زرقاء بنشر مقطع فيديو لكاميرات تصور طفلاً على الأرض، كدليل على أن الإسرائيليين “يصنعون مقاطع فيديو مزيفة لتقول أن مقاتلي حماس قتلوا أطفالاً”، وحقيقة الفيديو أنه مقطع من فيلم فلسطيني قصير بعنوان “المكان الفارغ” للمخرج عوني اشتيوي، حول قصة الأسير أحمد مناصرة.

ادعى مقطع آخر أنه يظهر أطفالاً إسرائيليين “تم اختطافهم واحتجازهم في أقفاص من قبل حماس”، ولكن لا يوجد أي دليل يشير إلى حدوث ذلك، وتبين أنها مقاطع مجهولة المكان والمصدر ولكنه نشرت على تيك توك في 4 أكتوبر أي قبل بدء الصراع الحالي.

طالبان المزعومة والدعم الأمريكي

زعمت تغريدة من حساب، صار معلقاً بعدها لادعائه أنه يمثل إدارة العلاقات العامة في طالبان، أن الجماعة الأفغانية طلبت من حكومات إيران والعراق والأردن أن تسمح لمقاتليها بالمرور للانضمام إلى القتال في غزة، الأمر الذي نفاه متحدث باسم طالبان، كما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست.

وفي مثال آخر، ظهرت صورة تم التلاعب بها لإظهار أنها مذكرة كتبها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوافق فيها على مساعدات أمريكية بقيمة 8 مليار دولار لإسرائيل رداً على الوضع، وهو ادعاء تم دحضه من خلال تحقق وكالة فرانس برس، فلم يكتب البيت الأبيض هذه المذكرة والرسالة تبين أنها مزورة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة