الاحتلال يعدم عائلة كاملة في منزلها في حي الشيخ رضوان بغزة

بواسطة أحمد السماك

ترجمة وتحرير نجاح خاطر 

هرعت عائلة الخالدي المحاصرة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى الطابق الأرضي من منزلها ظناً منها أنه سيكون ملاذاً آمناً من استهداف الغارات الإسرائيلية لمكان قريب. 

لكن غارة جوية أخرى ضربت الشقة المجاورة حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الخميس ما أدى إلى مقتل بعض الجيران وإصابة فاطمة الخالدي، وهي أم لطفلين.

كان الوقت قد فات في تلك المرحلة على المغادرة أو محاولة الوصول إلى المستشفى، حيث طوقت الدبابات الإسرائيلية المنطقة بينما كان الجنود الإسرائيليون يقتربون من المنزل الذي كان يؤوي حوالي 30 شخصاً، بينهم بعض الذين نزحوا في وقت سابق من الحرب من أجزاء أخرى من المدينة.

في حوالي الساعة الثامنة مساءً، وصل بعض الجنود الإسرائيليين، الذين كما قال فهد الخالدي، صهر فاطمة، الذي كان متواجداً في جنوب غزة في ذلك الوقت: “بدون أي اعتبار للنساء أو الأطفال أو كبار السن الذين كانوا نائمين، ألقوا قنبلتين يدويتين على المنزل”.

وأضاف الخالدي راوياً ما حدث كما شرحه له شقيقه محمد لاحقاً أن “الجنود المدججين بالسلاح أطلقوا النار بشكل مباشر على الناس بشكل عشوائي دون تمييز بين صغير وكبير”.

ارتقى خمسة أشخاص على الفور، بمن فيهم أحمد، شقيق خالد الآخر وزوج فاطمة، وأصيب فيصل وهو أحد أبناء أحمد وفاطمة.

وصاح الجنود، بحسب ما قاله الخالدي: ” من لا يزال على قيد الحياة، فليخرج من الغرفة الآن”.

وتم صف الناجين، ومن بينهم محمد الأخ الأكبر لفهد، في ساحة المنزل قبل تجريدهم من ملابسهم، وبعد تفتيشهم واستجوابهم أعطاهم الجنود توجيهات محددة المغادرة إذا أرادوا العيش.

لقد غادروا خوفاً على حياتهم، وتركوا خلفهم القتلى والجرحى، وقال الخالدي: “بعد ذلك عاد الجنود إلى الغرفة وقاموا بإعدام جميع المصابين”. 

وتُركت فاطمة، التي كانت حاملاً، لتنزف حتى الموت فيما نجا فيصل، ابنها البالغ من العمر أربع سنوات، والذي أصيب في الغارة، وتم نقله فيما بعد إلى مستشفى الشفاء.

وهناك، أصيب عمه محمد بالصدمة عندما سمع أن الصبي الصغير يحتاج إلى ست عمليات جراحية، ولم يكن لدى الأطباء في المستشفى الذي دمرته القوات الإسرائيلية في وقت سابق الموارد اللازمة لإجرائها.

تمزقت أمعاء فيصل وكذلك مثانته، ولا يزال في حالة حرجة في مستشفى الشفاء، بحسب الخالدي الذي قال: ” لقد نشرت العديد من المناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الصحفيين، وحاولت الاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر لنقل فيصل إلى مستشفى آخر في الجنوب، لكن كل ذلك ذهب سدى، كل ما نريده الآن هو علاج فيصل بشكل عاجل.”

إعدامات ميدانية

وبعد يومين من المواجهة المروعة، عاد محمد إلى المنطقة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، وأحصى جثث تسعة أشخاص في المنزل، بينهم أحمد وفاطمة وعمه المسن الكفيف وزوجته وآخرون.

قصة عائلة الخالدي أكدها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي وثق العديد من عمليات الإعدام الميدانية المماثلة التي نفذتها القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

ووقعت عمليات القتل في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، وهي مناطق تخضع للتعتيم الإعلامي حيث يمنع الجنود الإسرائيليون المحاصرين من الوصول إلى المستشفيات والحصول على الاحتياجات الأساسية.

والآن، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع، يكشف السكان الناجون عن تفاصيل الجرائم المروعة التي ارتكبت ضدهم.

وذكر المكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية، اليوم السبت، إنه تلقى شهادات حول إعدام ما لا يقل عن 137 فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية شمال قطاع غزة.

وأوضح المكتب الإعلامي إنه في بعض الحالات، اصطفت مجموعات من الأشخاص في حفرة حفرتها القوات الإسرائيلية، قبل إطلاق النار عليهم ثم دفنهم في مقابر جماعية.

وشملت الحالات الأخرى مقتل نساء حوامل أثناء سيرهن إلى المستشفى والتلويح بالأعلام البيضاء، فضلاً عن إطلاق النار على رجال وقتلهم أمام عائلاتهم.

وقال الأورومتوسطي إنه وثق ما لا يقل عن تسع حالات مختلفة تم فيها إطلاق النار على مجموعات من المدنيين وقتلهم دون أن يشكلوا تهديدا على القوات الإسرائيلية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف في وقت سابق من هذا الشهر بقتل ثلاثة أسرى إسرائيليين في غزة بينما كانوا أنصاف عراة يلوحون بعلم أبيض، ويطلبون المساعدة باللغة العبرية.

وخلال الأسبوع المنصرم، قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه ” تلقى معلومات مثيرة للقلق” حول إحدى حالات الإعدام المزعومة والتي نفذت بإجراءات موجزة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة إنه تم تأكيد عمليات القتل، لكن التحقق من الظروف لا يزال جارياً.

وقالت المفوضية في بيان لها: ” يجب على السلطات الإسرائيلية أن تجري على الفور تحقيقاً مستقلاً وشاملاً وفعالاً في هذه الادعاءات، وإذا ثبتت صحتها، فيجب تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

وأضافت أن وقوع عمليات القتل “يثير القلق بشأن احتمال ارتكاب جريمة حرب” ويأتي “في أعقاب مزاعم سابقة بشأن استهداف وقتل مدنيين متعمدين على أيدي القوات الإسرائيلية”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة