الخطر يهدد حياة والدة علاء عبد الفتاح بعد 150 يومًا من الإضراب عن الطعام

حذر طبيب استشاري في مستشفى سانت توماس في لندن من أن ليلى سويف، والدة الأسير والناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، “معرضة لخطر الموت المفاجئ” بسبب استمرار إضرابها عن الطعام.

ودخلت ليلى سويف، التي بدأت إضرابًا عن الطعام للمطالبة ببذل المزيد من الجهود من جانب الحكومة البريطانية للإفراج عن عبد الفتاح، المستشفى في 24 فبراير/شباط بسبب انخفاض ضغط الدم ومستويات الصوديوم بشكل خطير.

وفي اليوم الـ 150 من إضرابها عن الطعام، فقدت سويف ما يقرب من 30 كيلوغرماً تعادل 35% من وزنها، وانخفض مستوى السكر في دمها إلى 1.5 ميلي مول/لتر، في حين حذر الأطباء من أنها تواجه الآن “خطراً مباشراً على حياتها”.

وترفض سويف تناول الجلوكوز الاصطناعي أو التغذية، لكنها تستخدم محلولاً ملحياً يبقيها على قيد الحياة.

وحذر طبيب سويف من أن حالتها “خطيرة للغاية” وأكد على “أهمية وقف إضرابها عن الطعام أو قبول الجلوكوز الاصطناعي أو التغذية لتقليل المخاطر على حياتها”.

لكن والدة الأسير تصر على رفض مجرد التفكير في ذلك حتى يتم حل الوضع المتعلق بابنها.

ويعتبر علاء عبد الفتاح، شخصية رئيسية في الثورة المصرية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك آنذاك، وقد أمضى أكثر من عقد من الزمن خلف القضبان.

وفي 29 سبتمبر/أيلول، كان من المقرر أن يكمل عبد الفتاح عقوبة مدتها خمس سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، لكن السلطات رفضت إطلاق سراحه، ورفضت احتساب العامين اللذين قضاهما في الحبس الاحتياطي ضمن مدة عقوبته.

بدأت سويف إضراباً عن الطعام في ذلك اليوم، وظلت منذ ذلك الحين تدعو رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للمساعدة في إطلاق سراح ابنها، كما أخذت تنفذ وقفة احتجاجية يومية أمام داونينغ ستريت على الرغم من حالتها الصحية التي كانت تزداد سوءاً.

وقامت سناء سيف، ابنة سويف بنقل والدتها إلى قسم الطوارئ في مستشفى سانت توماس مساء الاثنين بعد انخفاض مستويات السكر في دمها وشعورها بخدر في وجهها.

وقالت سيف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم الأربعاء: “المعجزة أنها واعية، لقد اكتسبت القدرة على تحمل مستويات منخفضة للغاية من الجلوكوز”.

وأوضحت سيف إنها حاولت إقناع والدتها بعدم الاستمرار في الإضراب، موكدةً أن العائلة التقت برئيس الوزراء الذي قال إنه يحتاج إلى الوقت.

“الوضع يائس للغاية، أحث رئيس الوزراء على التدخل والاتصال بالسيسي بسرعة كبيرة، لا أريد أن تموت، وأتمنى ألا ينتهي الأمر بنا إلى الفشل في إنقاذها وأن تتمكن الحكومة من التحرك” – سناء سيف

وتابعت: “أخبرتني، وهي محقة، أن وزارة الخارجية أهدرت الكثير من الوقت، وما الضمان ألا ينتظروا عامين آخرين إذا أوقفت إضرابها الآن؟، أنا أحترم ما تفعله، لا أريد أن أفقد والدتي”.

وفي اجتماع مع سويف في 14 فبراير/شباط، أبدى ستارمر “التزامه الشخصي” بتأمين إطلاق سراح ابنها. 

وفي منشور على موقع X عقب الاجتماع، تعهد “بمواصلة إثارة قضية علاء عبد الفتاح على أعلى مستويات الحكومة المصرية والضغط من أجل إطلاق سراحه”.

وكتب ستامر إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 26 ديسمبر/كانون الأول و8 يناير/كانون الثاني، وناقش مستشار الأمن القومي جوناثان باول قضية علاء مع السلطات المصرية في القاهرة في 2 يناير/كانون الثاني.

لكن حملة تحرير علاء أكدت أنه لم يحدث اتصال علني بين حكومة المملكة المتحدة والسلطات المصرية منذ ذلك الحين.

وخلال أسئلة وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية هاميش فالكونر ردًا على سؤال حول قضية عبد الفتاح من قبل المتحدث باسم الشؤون الخارجية للحزب الديمقراطي الليبرالي كالوم ميلر إن “المجلس بأكمله منخرط في القضية ونحن جميعًا نأمل في صحة ليلى”.

وأضاف: “تعهد رئيس الوزراء ببذل كل ما في وسعه من جهد من أجل محاولة ضمان إطلاق سراح علاء وسيستمر في القيام بذلك”.

يذكر أن ميلر هو واحد من 50 برلمانياً كتبوا إلى ستارمر في 29 يناير/كانون الثاني، داعين إياه إلى “تكثيف الجهود الحكومية لجعل إطلاق سراح علاء العاجل حقيقة واقعة”.

وجاء في الرسالة: “نحن مقتنعون بأن المحادثة المباشرة بينكم وبين الرئيس السيسي بشأن قضية علاء، شخصيًا أو عبر الهاتف، ضرورية لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في عودة علاء بسلام إلى عائلته في برايتون وإنهاء إضراب ليلى سويف عن الطعام”.

مقالات ذات صلة