السفير السعودي لدى فلسطين يلغي زيارته للأقصى ..و احتجاجات داخل ساحات الحرم رفضاً للزيارة

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن سفير السعودية غير المقيم لدى فلسطين، نايف السديري، أرجأ زيارته التي كانت مقررة إلى المسجد الأقصى أمس الأربعاء.

وجاء إلغاء الزيارة وسط انتقادات أطلقها فلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبروا فيها قدوم السديري للأقصى شرعنه للاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية، وطالبوا بمنع الوفد السعودي من دخول المسجد.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر فلسطيني في رام الله التأكيد أن السديري أرجأ الزيارة بعد إدراكه “حساسية الأمر” وتفهمه “الانتقادات والتداعيات” المتعلقة به.

وأضافت الصحيفة اليومية الإسرائيلية أن الدبلوماسي السعودي يعتزم زيارة المسجد في وقت لاحق، مشيرة إلى أن زيارة الأربعاء لم يتم الإعلان عنها رسميًا ولم يتم تنسيقها مع دائرة الأوقاف الإسلامية، وهي مؤسسة إسلامية أردنية فلسطينية مشتركة تدير شؤون المسجد الأقصى، وغالباً ما تتولى تنسيق زيارات الوفود الرسمية.

وكان السديري، وهو أيضاً سفير الرياض لدى الأردن، قد وصل إلى الضفة الغربية المحتلة يوم الثلاثاء للقاء مسؤولين فلسطينيين.

وخلال زيارته، وهي الزيارة الأولى التي ينفذها مسؤول سعودي إلى الضفة الغربية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية، التقى السديري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية رياض المالكي والمسؤول البارز في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ. وقال السديري إن المملكة “تعمل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”.

وتأتي الزيارة على خلفية تحسن العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، رغم أن صفقات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين وداعمي القضية الفلسطينية الذين يعتبرون التطبيع مكافأة لإسرائيل على معاملتها للفلسطينيين التي ترقى إلى مستوى الفصل العنصري، بحسب خبراء الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.

كما أن دخول السديري إلى الضفة الغربية وزيارته للمسجد الأقصى (التي تم إلغاؤها الآن) لن يكونا ممكنين دون موافقة السلطات الإسرائيلية، وهو ما ينظر إليه العديد من الفلسطينيين على أنه قبول ضمني بالسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس الشرقية، الواقعتين تحت الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني.

وفي عام 2019، تعرض المدون السعودي محمد سعود، وهو من أشد المعجبين بإسرائيل، إلى الطرد من المسجد الأقصى من قبل الفلسطينيين الذين وصفوه بأنه “قمامة” و”رخيص” و”صهيوني”، وبصقوا في وجهه، حيث كان متوجهاً لزيارة القدس الشرقية المحتلة برعاية رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وجاءت رحلة السديري إلى فلسطين بعد أيام من المقابلة المطولة التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، مع شبكة فوكس نيوز والتي تطرق خلالها إلى المفاوضات السعودية للتطبيع مع إسرائيل. 

مقالات ذات صلة