الصور أظهرته هيكلاً عظمياً.. طفل جديد يلتحق بقافلة ضحايا “الموت جوعاً” في غزة 

فارق الطفل يزن الكفارنة الحياة في مستشفى النجار برفح بسبب الجوع وسوء التغذية ليرتفع عدد الأطفال الذين قضوا في ذات الظروف في القطاع المحاصر منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 16 طفلاً. 

وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت لكفارنة في 2 آذار/ مارس الطفل وهو مستلقٍ على سرير في المستشفى وقد غارت وجنتيه من الجوع بخلاف صور عرضها والده له في ذات الفيديو بدا فيها بصحة جيدة قبل الحرب. 

وقال والد الطفل: ” كان يزن يتمتع بصحة جيدة قبل الحرب، وكان يحصل على كل ما يحتاجه من الغذاء والرعاية الطبية، وعندما بدأت الحرب انقطع كل شيء وأصبح يعاني من ضعف التغذية وعدم تناول الأطعمة المفيدة”، مضيفاً أن الصورة التقطت له قبل أسبوع واحد فقط من بدء الحرب. 

ونزحت عائلة كفارنة من بيت حانون في غزة إلى رفح في الجنوب. وقال محمد الكفارنة، أحد أفراد الأسرة، في مقابلة مع الجزيرة أن الطفل ” وصل إلى مرحلة صار يعيش فيها على فتات من الخبز التي وجدناها بصعوبة كبيرة وجلبناها له بتكاليف باهظة للغاية“. 

وأضاف: ” عندما لم نكن نعثر على طعام، كنا نعطيه السكر حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة، حيث تسبب ضعف التغذية في وصوله إلى مرحلة يبدو فيها كالهيكل العظمي“. 

وبحسب محمد كفارنة، فقد وصل يزن إلى مرحلة أصبح فيها بحاجة إلى طعام وعناصر غذائية محددة لإبقائه على قيد الحياة بعد أن فقد الكثير من وزن جسمه، لكن الأسرة لم تتمكن من الحصول على أي شيء. 

كان يزن يعاني من شلل دماغي منذ ولادته، مما اضطره إلى اتباع نظام غذائي خاص وتناول المكملات الغذائية، لكن عائلته قالت أنه منذ بداية الحرب، لم يتمكن من الوصول إلى أي من هذه الأشياء. 

ووثق صحافيون في غزة وفاة أطفال آخرين نتيجة سوء التغذية والجوع، حيث أكد حسام شباط وهو صحفي في غزة أن فتاة صغيرة توفيت لعدم حصولها على الحليب، فيما توفيت أخرى تدعى هبة زيادة في مستشفى كمال عدوان شمال غزة متأثرة بالجفاف وسوء التغذية. 

أما المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة فأوضح الأسبوع الماضي أن ” الاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً جديدة على سكان غزة، حرب مجاعة”، مضيفاً أن عدد من يموتون من الجوع وسوء التغذية آخذ بالارتفاع خاصة في صفوف الأطفال“. 

وأوضح القدرة أن النظام الصحي في شمال غزة أصبح الآن عاجزاً عن تلبية احتياجات أهالي المنطقة المحاصرة، خاصة بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان. 

وكان المدير العام لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد حذر في أواخر شباط/ فبراير الماضي من أن غزة على حافة المجاعة. 

وكتب فيليب لازاريني على وسائل التواصل الاجتماعي: ” آخر مرة تمكنت فيها الأونروا من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة كانت في 23 كانون الثاني/ يناير“. 

وتشير الأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن ما لا يقل عن 500 ألف شخص يواجهون المجاعة، بينما يعاني جميع سكان غزة تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، من نقص حاد في الغذاء. 

وفي أواخر شهر شباط/ فبراير، توفي طفلان على الأقل بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة. 

وحذرت منظمات الإغاثة من أن حرمان إسرائيل للفلسطينيين في غزة من الغذاء والماء قد يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية. 

وذكرت رندة غازي، من منظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية، أن غزة تشهد ” أسوأ مستوى من سوء التغذية في العالم“. 

وتابعت: ” لا تحصل النساء الحوامل على التغذية والرعاية الصحية التي يحتجن إليها، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وزيادة مخاطر الوفاة أثناء الولادة“. 

مقالات ذات صلة