العدوان على غزة يبعت الأمل من جديد لثورة يناير المصرية

أشار نشطاء حقوقيون مصريون إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد خلال الأسبوع الماضي للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على غزة، اجتذبت حشودًا تذكِّر بثورة عام 2011.

واقتحم آلاف المتظاهرين يوم الجمعة الحواجز الأمنية واحتشدوا في ميدان التحرير، الذي كان لـ 18 يومًا مركزاً لثورة يناير المصرية عام 2011 والتي توجت باستقالة الرئيس السابق حسني مبارك.

ونجح المتظاهرون في البقاء داخل الميدان لما يقارب الساعة قبل أن تتمكن الشرطة المصرية من إخراجهم منه، حيث ورد أن أكثر من 100 متظاهر اعتقلوا في ذلك اليوم على خلفية الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في القاهرة والإسكندرية.

ولفترة وجيزة، وفرت ساحة الميدان مشاهد شبيهةً بمشاهد ثورة 25 يناير 2011.

وتسترجع المحامية ماهينور المصري، التي شاركت في ثورة 2011، ذكريات الثورة قائلة:” شعرت كما لو أن ميتاً عاد إلى الحياة بأعجوبة”.

واندلعت الاحتجاجات بعد أن دعت شخصيات إعلامية موالية للحكومة إلى تنظيم مظاهرات في مناطق محددة لإظهار التضامن مع فلسطين ودعم قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

لكن الآلاف تحدوا هذا التوجيه، وتوافدوا على الجامع الأزهر يوم الجمعة واقتحموا ميدان التحرير.

وعقب الانقلاب العسكري الذي أطاح من خلاله السيسي بالرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي عام 2013، تم سحق الاحتجاجات الشعبية عبر قانون مكافحة الاحتجاج وعبر حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضين السياسيين.

وخلال عام 2018، قال السيسي:” ما حدث قبل سبع أو ثماني سنوات لن يتكرر مرة أخرى في مصر”، وهي رسالة كررها في خطابات عديدة أخرى.

وخضع ميدان التحرير منذ ذلك الحين لعملية تجديد حيث تم تبييض المباني وتركيب كاميرات أمنية لتحديد مساحة لم تعد عامة في الميدان.

ووفقاً لنشطاء في القاهرة، فقد ظلت مظاهر التضامن العلنية مع الفلسطينيين، حتى وقت قريب، تقتصر على المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من الاعتقال أذكتها حملات القمع التي تعرض لها أنصار المعارض أحمد الطنطاوي.

لكن مظاهرة صغيرة انطلقت يوم الأربعاء 11 تشرين الأول / أكتوبر من أمام نقابة الصحفيين، ثم ثار  المصلون في الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على ما يجري في قطاع غزة.

وقالت عائشة، وهي ناشطة مصرية ثورية سابقة “لقد حاصرتنا قوات الأمن من كل اتجاه وأغلقت الأبواب”.

وبالنسبة لماهينور المصري، فقد كانت دعوات وسائل الاعلام الحكومية للمصريين للتظاهر تحاكي بشكل مخيف تلك الدعوات التي سبقت مذبحة رابعة في تموز / يوليو2013، عندما حث السيسي المصريين على النزول إلى الساحات العامة “لمنحه التفويض لمواجهة العنف والإرهاب”.

وقالت المصري: “الناس يريدون دعم الفلسطينيين بشكل منفصل عن الحكومة التي يشكك الكثيرون في نواياها”.

وقال رجل الأعمال الفلسطيني الذي عرف نفسه باسم محمد وهو مقيم في القاهرة:” شعرت بأن هناك نوع من الاستعراض، النظام يمنح الناس الإذن بالتظاهر لأجل فلسطين، لكنهم لا يستطيعون الاحتجاج على ما يجري في بلدهم”.

وتوج أسبوع الاحتجاجات بتجدد المظاهرة التي انطلقت من الجامع الأزهر يوم الجمعة 20 تشرين الأول / أكتوبر حيث غصت الشوارع بالمتظاهرين الذين توجهوا نحو ميدان التحرير واجتازوا الحواجز الأمنية.

وقالت عائشة التي كانت بين المتظاهرين:” بالنسبة لي كانت هذه فرصة نادرة، لم أتمكن حتى من أن أطأ الميدان لمدة 10 سنوات”. 

وأفادت الناشطة المصرية أن ساحة الميدان كانت “ممتلئة” بالمتظاهرين حيث اقترنت هتافاتهم لمطالب الثورة “عيش، حرية، كرامة” بالدعوات للتضامن مع فلسطين.

وبالنسبة لماهينور، فقد كانت القضية الفلسطينية المحفز الدائم للحراكات الشعبية المصرية التي بلغت ذروتها في انتفاضات عام 2011.

وتابعت:” أنا جزء من جيل فتح عينه على الانتفاضة الثانية، نحن مدينون بتسييسنا للفلسطينيين”.

“كلمة التحرير تعني التحرير، هذا ما نريده لفلسطين” -،ماهينور المصري، محامية مصرية.

وبالعودة إلى محمد فهو يتذكر كذلك أنه “عندما اندلعت الثورة في مصر، كان الناس أيضاً يطالبون بالتضامن مع الفلسطينيين والسوريين”. 

وذكر موقع مدى مصر الإخباري أنه تم اعتقال 114 شخصًا لمشاركتهم في الاحتجاجات على مستوى البلاد.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة