الفلسطينيون يحيون يوم الأرض وسط الحرب والموت والانتهاكات ونهب الأراضي

تحل الذكرى السنوية الثامنة والأربعين ليوم الأرض على الفلسطينيين هذا العام وسط حرب إسرائيلية وحشية على غزة، وعمليات دهم شبه يومية في الضفة الغربية المحتلة، وفي ظل تصاعد إجراءات مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات.

ترجع قصة يوم الأرض الفلسطيني إلى تاريخ 30 آذار/مارس 1976، يوم استشهد ستة فلسطينيين على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة آلاف الفلسطينيين في منطقة الجليل شمال فلسطين احتجاجاً على مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

منذ ذلك الوقت، أصبح هذا الحدث يعرف باسم يوم الأرض وبات رمزاً للنضال الوطني الذي يوحد الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.

وتحت شعار “أوقفوا الحرب على غزة”، سار آلاف الفلسطينيين بعد ظهر يوم السبت، عبر بلدة دير حنا، وهي إحدى البلدات الفلسطينية في إسرائيل والتي شهدت أعنف حملة قمع ضد المتظاهرين في ذلك اليوم من عام 1976.

وترجع الأهمية الوطنية ليوم الأرض أيضاً باعتباره اليوم الذي شهد للمرة الأولى احتجاجات جماهيرية من قبل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ضد سياسات الاحتلال.

ويشكل المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل حوالي 17.5% من سكان البلاد وينحدرون من الفلسطينيين الذين لم ينزحوا من بيوتهم أمام هجمات الميليشيات الصهيونية عند تأسيس إسرائيل عام 1948.

وبحسب موقع عرب 48، فإن متظاهرين فلسطينيين خرجوا يوم السبت أيضاً في مدينة سخنين شمال إسرائيل، حيث دُفن ثلاثة من الفلسطينيين الستة الذين استشهدوا عام 1976.

واتجه المتظاهرون صوب منازل عائلة رجاء أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة الشواهنة، ووضعوا أكاليل الزهور على نصب تذكاري لتكريم الشهداء الستة.

أما الفلسطينيون الثلاثة الآخرون الذين استشهدوا في ذلك اليوم فكانوا خير ياسين ومحسن طه ورأفت الزهيري.

وذكر أحمد، شقيق الشهيد خضر الخلايلة، في كلمة ألقاها في المقبرة: “إن أهم ما قدمه الشهداء في يوم الأرض عام 1976 هو الإيمان بحقنا في أرضنا”.

وتوجه المتظاهرون من سخنين إلى المقبرة في مدينة عرابة المجاورة لتكريم الشهيد ياسين، ثم قاموا بتكريم الزهيري وطه في مسقط رأسيهما الطيبة وكفر كنّا.

وأوضحت قريبة الشهيدة خديجة الشواهنة وفاء في كلمتها: “يوم الأرض هو نقطة تحول في تاريخ شعبنا، إنه الخروج من آلة القمع وقوانين الطوارئ والحكم العسكري دون خوف، واليوم وبعد كل هذه السنوات مازلنا نعاني من قوانين الطوارئ والحكم العسكري”.

ومنذ ذلك اليوم من عام 1976، انخرط الفلسطينيون في أنشطة واسعة النطاق لإحياء ذكرى يوم الأرض والمطالبة بوضع حد لنظام التمييز العنصري لاسيما سياسات الأراضي والإسكان التي حولت مدنهم إلى معازل مغلقة.

كما نظمت مظاهرات في مدن حول العالم يوم السبت، بما فيها لندن و نيويورك ومدريد والرباط وبيروت.

وفيما كان الفلسطينيون يستعدون لإحياء ذكرى يوم الأرض، نفذت قوات الاحتلال عدة مداهمات ليلية في أنحاء الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد الفتى نبيل أبو عابد البالغ من العمر 13 عاماً في بلدة قباطية جنوب جنين.

واقتحمت قوات الاحتلال فجراً مدينة أريحا وداهمت عدداً من المنازل واستجوبت المواطنين، وشددت إجراءاتها العسكرية على الحواجز المقامة على مداخل المدينة، لليوم الثالث على التوالي، ومنعت مرور المركبات الفلسطينية منها وإليها.

من ناحية أخرى، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تقرير صدر يوم السبت، أن إسرائيل استولت على 27 ألف دونم (27 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة.

وقالت هيئة مكافحة الاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن إسرائيل وافقت منذ ذلك الحين على بناء 1895 وحدة استيطانية، مما أدى إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً من الأراضي الفلسطينية.

وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال أقام نحو 840 نقطة تفتيش وبوابة في الضفة الغربية ونفذ 9700 اعتداء ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم، ودمر واقتلع 9600 شجرة، معظمها أشجار زيتون.

مقالات ذات صلة