انتقادات لاتحاد جامعة كامبريدج بسبب الانحياز للرواية الإسرائيلية

يواجه اتحاد كامبريدج اتهامات بتقويض حرية التعبير بعد أن غير عنوان ندوة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

و عقد الاتحاد ندوة حوارية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يوم الخميس، لكن اثنين من المتحدثين المدعوين، آفي شلايم، أستاذ فخري للعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، و وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق، انتقدا حذف كلمة “احتلال” من عنوان الندوة.

وجاء في مقدمة الإعلان عن الندوة: “يعتقد هذا البيت أنه يتوجب على الغرب أن يمارس ضغوطًا أكبر على إسرائيل لإنهاء احتلالها”، ولكن تم تغييره لاحقًا باستخدام عبارة “هذا البيت سيضغط على إسرائيل لمبادلة الأرض بالسلام”..

ومن غير الواضح متى تم التغيير، لكن وفقًا لموقع الاتحاد على الإنترنت والعدد الأخير من مجلته، أصبح الإعلان عن الندوة متداولا منذ 24 نيسان/ أبريل.

وقال شلايم للاتحاد خلال خطابه الذي استمر 14 دقيقة: “لو علمت أن هذا هو العنوان، لكنت وقفت ضده، لأنني لا أؤمن بالأرض مقابل السلام”.

وأوضح موقفه بالقول إن “إسرائيل قالت منذ 55 عامًا إنها ستبادل الأرض بالسلام ولم تفعل ذلك، أنا أؤيد حلًا ديمقراطيًا، دولة ديمقراطية واحدة تتمتع بحقوق متساوية لجميع مواطنيها بغض النظر عن الدين [والعرق] بين نهر الأردن والبحر.

وأضاف: “لكنني سأتحدث عن الاقتراح الأصلي، الذي كان منطقيًا بدرجة أكبر، فالوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية هو أطول احتلال وأكثر احتلال عسكري وحشيةً في العصر الحديث “.

ومضى خنفر، المدير العام السابق لشبكة الجزيرة الإعلامية، في مقارنة النضال الفلسطيني بنضال الشعوب المضطهدة استعمارياً عبر التاريخ.

وقال: “لا يوجد أحد في العالم، لا هيئة محترمة ولا حكومة ولا قانون دولي، لا يزال رافضا الاعتراف باحتلال أرض فلسطين في عام 1967، إلا إسرائيل والمدافعين عنها. هذه حقيقة”.

وفقًا للقانون الدولي، تعد المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية ويحظر على سلطات الاحتلال نقل سكانها المدنيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها العسكرية.

كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في تشرين الأول / أكتوبر، إن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني بسبب استمراره وسياسات الضم الإسرائيلية القائمة بسياسة الأمر الواقع.

أثار تغيير عنوان الندوة غضب العديد من النشطاء المؤيدين لفلسطين، حيث انتقد أحد الأعضاء الاتحاد وتنظيمه للحدث واصفا إياه بأنه “غير محضر له بشكل جيد”.

وقال باسل علاء الدين، وهو طالب من أصول فلسطينية حضر الندوة، إنه “يشعر بالخجل وخيبة الأمل لأن أقدم مجتمع حر في العالم لم يعد قادرًا على الدفاع عن حرية التعبير”.

وقال: “ألم يعد بإمكاننا أن نسمي احتلالاً غير شرعي بما هو عليه حقا؟ هذا ما يعنيه أن تكون طالبًا فلسطينيًا في كامبريدج”.

ومن جهته، قال رئيس اتحاد فلسطين بجامعة كامبريدج إنه “من المخيب للآمال بشدة” استبعاد مصطلح “الاحتلال” من العنوان الذي “يصف الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وأضاف: “إن تأطير “تبادل الأراضي” … يتجاهل حق الفلسطينيين في العودة ويحول الرواية إلى نزاع إقليمي. وهذا يستبعد رأي الغالبية العظمى من المفكرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يصرون على الحرية والمساواة من نهر الأردن إلى البحر الابيض المتوسط.”

وفي السابق، واجه الاتحاد انتقادات أيضا لاستضافته مسؤولين إسرائيليين على الرغم من انتقادات مجموعات طلابية أخرى.

ففي العام الماضي، احتشد أكثر من 100 طالب ضد قرار دعوة السفيرة الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي، التي وصفت النكبة علنا بأنها “كذبة عربية”، في إنكار تام للمجازر والطرد القسري للفلسطينيين على أيدي الميليشيات الصهيونية عام 1948 عقب قيام دولة إسرائيل الجديدة.

مقالات ذات صلة