بدءاً من فبراير 2024.. الأردنيون مرحبٌ بهم في بريطانيا ومن غير فيزا!

يرتبط الأردن بعلاقات تاريخية وثيقة مع بريطانيا، ومع ذلك فلم تنفتح المملكة المتحدة حتى اليوم تجاه إضافة المواطنين الأردنيين ضمن نظام تصاريح السفر الإلكترونية (ETA)، إلا أنه واعتباراً من فبراير عام 2024، سيتم إعفاء الأردنيين والخليجيين من تصاريح الزيارة التقليدية للمملكة المتحدة، وسيصبح بإمكانهم بدلاً من ذلك الحصول على التصريح الالكتروني مقابل 10 جنيهات استرلينية فقط، وعبر تطبيق على الهاتف.

ويشمل هذا القرار الجديد كلاً من الأردن والسعودية والبحرين وعُمان والكويت والإمارات، حيث ستتمكن هذه الدول من استخدام التطبيق الذي يستخدمه الامريكيون والاستراليون.

هذا القرار يأتي في إطار حرص المملكة المتحدة على تعزيز علاقتها مع الأردن، من أجل خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة إيرادات المملكة المتحدة من قطاع السياحة

وبحسب محللينن فإن القرار سوف يعزز العلاقات التجارية والتعليمية والثقافية بين بريطانيا والأردن، فالأردن ليس دولة غنية بالنفط كدولة قطر، التي سوف يصبح مواطنوها أول دفعة تستخدم التطبيق قبل نهاية هذا العام، لكنه غني برأس المال البشري.

عمال مهرة

 يشمل المخطط حوالي 3 مليون فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية الدائمة، لكنه لا يتضمن الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية، الذين يحملون “سلسلة T” من جوازات السفر الأردنية، التي تعني “مؤقت”، وهي تستخدم بدلاً من الجنسية الكاملة من أجل منع إسرائيل من تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، كما أن الأردن توقف عن منح الجنسية للفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية بعد عام 1967.

في التطبيق المقرر، سوف يُطلب من المتقدمين تقديم بيانات الاتصال وجواز السفر ومقاسات الشخص الحيوية، بالإضافة إلى صورة وإجابات عن بعض الأسئلة، على أن يتم الرد في 3 أيام، وستكون الفيزا الالكترونية صالحة لمدة عامين.

ويرى محللون أن هذا القرار يأتي في إطار حرص المملكة المتحدة على تعزيز علاقتها مع الأردن، من أجل خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة إيرادات المملكة المتحدة من قطاع السياحة.

العلاقات الحميمة بين العائلتين الملكيتين في الأردن وبريطانيا قد دفعت باتجاه القرار أيضاً

منذ مغادرة الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، سعت الحكومة البريطانية إلى معالجة مشكلة نقص العمال في قطاعات الرعاية الصحية والطيران والنقل، وتشير التقديرات إلى أن 18% من القوى العاملة هي من المهاجرين، وفقاً لتقرير صادر عن جامعة أكسفورد، وبذلك سوف يفتح مخطط التصاريح الالكترونية الباب أمام المهنيين الأردنييين لزيارة المملكة المتحدة واستكشافها كخيار للعمل والمعيشة.

روابط ملكية

يقدر عدد الجالية الأردنية في بريطانيا بحوالي 25 ألف شخص، منهم مهندسون وممرضون ورجال أعمال، كما أن عدداً كبيراً من الأردنيين ذوي المهارات العالية الذين كانوا مغتربين في الإمارات قد انتقل جزء منهم إلى المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة.

ويرى محللون أن العلاقات الحميمة بين العائلتين الملكيتين في الأردن وبريطانيا قد دفعت باتجاه القرار أيضاً، حيث شهدت الآونة الأخيرة حضور أمير وأميرة ويلز إلى زفاف ولي العهد الأردني، بالإضافة إلى تواجد العاهل الأردني في حفل تتويج الملك البريطاني تشارلز بين 8 دول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

يذكر أنه بعد سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، حكمت بريطانيا الأردن على شكل انتداب من عام 1921-1946، ومن بعد ذلك أرست الملكة الراحلة إليزابيث أسس العلاقات الحالية بين البلدين مع الملك الراحل الحسين بن طلال، وتأتي التأشيرة الجديدة لتشير إلى تطور جديد في سلم تلك العلاقة.

وفقاً لوزارة التخطيط الأردنية، فقد حصل الأردن على دعم بقيمة 650 مليون جنيه استرليني من المساعدات البريطانية خلال السنوات الخمس الماضية، كما تبلغ قيمة التبادل التجاري بين الأردن والمملكة المتحدة 812.7 مليون دولار سنوياً.

يذكر أنه حتى اليوم يتعين على من يزور الأردن من البريطانيين دفع تأشيرة بقيمة 56 دولاراً عند الوصول، لم تتلق الأردن طلباً رسمياً بشأن إلغاء تلك التأشيرة حتى الآن، لكن بعد القرار الجديد، ربما تكون الأردن على استعداد لمناقشة ذلك مع الجهات البريطانية ذات الصلة، في إطار الحرص على تطوير العلاقة بين البلدين.

مقالات ذات صلة