بسبب بعض التغريدات الناقدة.. الحكم بإعدام شقيق الداعية السعودي سعيد بن ناصر الغامدي

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً بالإعدام على محمد الغامدي، شقيق الداعية الشهير سعيد الغامدي، بسبب تغريداته ضد الفساد ودفاعه عن علماء الدين المعتقلين، حسبما ذكرت عائلته وجماعات حقوقية.

وقال الداعية سعيد الغامدي، في منشور على منصة X ، إن الحكم بالإعدام صدر بحق شقيقه، محمد، بسبب تغريدات من حساب مجهول لا يتابعه سوى تسعة أشخاص.

وركزت تغريدات الغامدي الناقدة على البطالة والتضخم وسوء إدارة الحكومة للموارد، ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وناشد سعيد الغامدي، المقيم في المملكة المتحدة، كل من يملك القدرة على المساعدة في إنهاء معاناة شقيقه من ظلم الأحكام الجائرة.

وذكر الغامدي أن الحكم صدر بحق أخيه، وهو مدرس متقاعد، أيضاً بسبب دفاعه، أثناء التحقيق، عن العلماء السعوديين المعتقلين عوض القرني وسلمان العودة وعلي العمري وسفر الحوالي القابعين في السجون السعودية منذ العام 2017 والذين يواجهون أحكاماً بالإعدام. 

ويوم الجمعة، جرى تأكيد الحكم الصادر ضد محمد الغامدي، في أوائل تموز/ يوليو، بعد مرور ما يزيد عن العام على اعتقاله في يونيو/حزيران 2022، من قبل مجموعتي مناصرة في المملكة المتحدة، هما منظمة القسط ومؤسسة سند الحقوقية.

ويأتي هذا الحكم كأول حكم بالإعدام على خلفية منشورات ناقدة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد صدور سلسلة من الأحكام المتطرفة بسبب النشاط عبر الإنترنت. 

وكان أول هذه الأحكام المتطرفة الحكم بالسجن لمدة 34 عامًا على طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز، سلمى الشهاب، بسبب تغريدات نشرتها في آب/ أغسطس الماضي.

وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان والمحامون السعوديون المخضرمون عن صدمتهم بتلقي خبر الحكم بالإعدام.

عادة ما يُتهم منتقدو الحكومة السعودية بشكل روتيني بالتحريض على العنف أو الإرهاب في القضايا المتعلقة بحرية التعبير، لكن لا يوجد مثل هذا الادعاء في حالة محمد الغامدي، حسبما تقول لينا الهذلول، رئيسة قسم المراقبة والاتصالات في منظمة القسط.

وقالت الهذلول: “إنهم لا يقولون إنه أنشأ أياً من المنظمات الإرهابية، بل يقولون حرفياً إنه خان دينه والدولة من خلال متابعة حساباته على يوتيوب وتويتر، إنها أيضًا المرة الأولى التي يتم فيها إصدار حكم بالإعدام بهذه السرعة.”

وقال طه الحجي، المحامي السعودي والمستشار القانوني لدى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن المحاكم السعودية “تستفيد من الأحكام التقديرية لتصفية من تشاء”.

وأضاف إن “العبث والاستهتار بحياة الناس وصل إلى مرحلة خطيرة في السعودية، وإصدار أحكام الإعدام بناء على اتهامات سخيفة هو أمر مرعب وخطير”.

وقال سعيد الغامدي، وهو معارض علني، إن الإجراء المتبع في القضية يشير إلى أنه يهدف إلى معاقبته لرفضه الخطوات التي قدمتها الحكومة السعودية لإعادته إلى البلاد.

وقالت الهذلول إنه من “المحبط والمحزن ومن الجنون” أن يتم التغلب بسهولة على الحملة المناهضة للقمع المتصاعد ضد حرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة.

وقالت: “أصواتنا أصبحت أقل سماعاً مع كل ما يحدث في المملكة العربية السعودية، فكل ما يراه العالم هو نيمار و هؤلاء المشاهير في المملكة”، في إشارة إلى لاعب كرة القدم البرازيلي الذي انضم مؤخراً إلى نادي الهلال السعودي.

وتابعت: “لكن ما نمر به نحن السعوديون حقاً هو احتمالية قطع رؤوسنا بسبب حسابات مجهولة المصدر”.

مقالات ذات صلة