تقرير أممي: ذخائر أمريكية استخدمت في الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مسعفين في لبنان

كشف تحليل، أجرته صحيفة الغارديان، للشظايا التي عثر عليها في موقع الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان أن إسرائيل استخدمت سلاحاً أميركياً في غارتها الجوية التي أدت إلى ارتقاء عدد من العاملين في مجال الرعاية الصحية في جنوب لبنان في آذار/ مارس.

ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان الرائدة هيومن رايتس ووتش، فقد وُصف الهجوم بأنه انتهاك للقانون الدولي، وقد يؤدي وصف من هذا النوع إلى استحضار القوانين الأمريكية التي من شأنها أن تضع حداً لشحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.

وقع الهجوم الذي استهدف مركز إسعاف تابع لجمعية الإغاثة اللبنانية في بلدة الهبارية، في 27 آذار/مارس، مسفراً عن ارتقاء سبعة مسعفين متطوعين، تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا.

ووفقًا لتحليل صحيفة الغارديان، فقد كشفت الشظايا التي عثر عليها المستجيبون الأوائل للهجوم أن القنابل المستخدمة في الهجوم كانت قنبلة إسرائيلية من طراز MPR وتزن 500 رطل، بالإضافة إلى ذخيرة هجومية مشتركة (Jdam)، وهي مجموعة توجيه صاروخية أمريكية الصنع.

كما حصلت الصحيفة على صور الأسلحة التي تحققت منها هيومن رايتس ووتش بمساعدة خبير أسلحة مستقل.

يتم تصنيع Jdams من قبل شركة Boeing الأمريكية، وترتبط مجموعات التوجيه بالقنابل التي تحولها إلى صواريخ موجهة.

ويأتي هذا الاكتشاف قبل الموعد النهائي المحدد في 8 آيار/مايو والذي يتعين على إدارة بايدن فيه تقديم تقرير حول ما إذا كانت واشنطن ترى أن استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية يمثل انتهاكًا للقانون الأمريكي أو الدولي.

وقد أرسلت إسرائيل بالفعل إشعارًا إلى إدارة بايدن مدعية بأنها لا تنتهك أيًا من مجموعتي القوانين، والآن يتعين على الإدارة إبلاغ الكونغرس فيما إذا كانت توافق على التقييم الإسرائيلي.

منذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ردت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم الدعم الدبلوماسي الكامل لإسرائيل، كما قامت الإدارة أيضًا بتسريع شحنات الأسلحة الى دولة الاحتلال.

وقتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 34 ألف فلسطيني في حربه على القطاع الفلسطيني المحاصر، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

كما تتبادل قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار عبر الحدود على قوات حزب الله في جنوب لبنان منذ بداية الحرب على غزة.

وقتلت إسرائيل 16 عاملاً طبياً في لبنان منذ تشرين الأول/ اكتوبر، وقد استشهد عشرة من هؤلاء العمال في يوم واحد في شهر آذار/ مارس.

يتمتع العاملون في مجال الرعاية الصحية والعاملون الطبيون بالحماية بموجب القانون الدولي، كما يعتبر استهدافهم أو استهداف البنية التحتية الطبية كالمستشفيات أو مراكز الإسعاف جريمة حرب.

وبموجب قوانين ليهي، التي سُميت على اسم السيناتور الأمريكي السابق باتريك ليهي، تُمنع الولايات المتحدة من تقديم العون أو المساعدة لقوات الأمن الأجنبية عند توفر معلومات موثوقة تفيد بأن تلك القوات ارتكبت “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

وأثارت العديد من جماعات حقوق الإنسان مخاوف طوال الحرب الإسرائيلية على غزة من أن الذخائر التي زودتها الولايات المتحدة للبلاد قد جعلت واشنطن متواطئة في عدة مزاعم بارتكاب جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة.

وتواجه إدارة بايدن أيضًا دعوى قضائية في الولايات المتحدة، حيث اتهم الفلسطينيون داخل غزة وخارجها الدولة بالتواطؤ في “الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني” من خلال تزويد الجيش الإسرائيلي بالسلاح والعتاد.

مقالات ذات صلة