جرائم الإبادة لا تسقط بالتقادم! “ذكريات مجزرة” وثائقي يُعرض في لندن لإحياء ذكرى “رابعة”

شهدت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) يوم الخميس عرض الفيلم الوثائقي “ذكريات مجزرة” لنيكي بولستر، والذي يوثق مقتل مئات المعتصمين المصريين في ميدان رابعة العدوية في القاهرة في أعقاب انقلاب 2013.

ورافق عرض الفيلم الذي يوثق قصة وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر حلقة نقاش ضمت نشطاء وصحفيين وشهود عيان.

وشهدت صالة عرض الفيلم مناوشات مع مجموعةٍ صغيرةٍ من مؤيدي السيسي، رفعوا لافتاتٍ قبل أن يتم إخراجهم من قبل الجمهور الذي تفاعل بردود فعل عاطفية مع عروض الفيلم عن أحداث المجزرة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 900 معتصماً.

وقال خالد شلبى، وهو شاهد عيان على المجزرة ومراسل موقع ميديل إيست آي البريطاني:” لقد بدا من الواضح أن الخطة كانت منذ البداية قتل الجميع”.

وأضاف شلبي:” لا يمكنني، بعد مرور سنواتٍ عديدة، نسيان صوت صفارات الإنذار المخيف وهو يطلب من المتظاهرين أن يتفرقوا”.

لغة الإبادة الجماعية

لا يوثق الفيلم أحداث المجزرة فحسب، بل يقدم شهادةً عن موت الديمقراطية المصرية، وتحطيم الأحلام التي نشأت في ميدان التحرير في الأسابيع التي سبقت سقوط المستبد مبارك وما بعد ذلك.

وفي فيلم بولستر، تمثل رابعة النهاية المفاجئة لأحلام المصريين التي أعقبت انتفاضة 25 كانون ثاني / يناير 2011 ضد مبارك، حين شارك الإخوان المسلمون في أول انتخابات ديمقراطية أصبح فيها مرشحهم الدكتور محمد مرسي أول زعيم منتخب لمصر.
وفي حزيران / يونيو 2013، أطاح السيسي، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في ذلك الوقت، بمرسي ما أثار احتجاجات واعتصامات في مصر لكن مجزرة رابعة قضت على آخر بقايا الثورة.

ويتضمن الفيلم لقطات إخبارية عن حملات مناهضة الاعتصام، حيث يُشار إلى المتظاهرين بـ “الصراصير” الذين ينبغي “سحقهم”.

وقالت داليا فهمي، الأستاذة المشاركة في العلوم السياسية بجامعة لونغ آيلاند ك، خلال حلقة النقاش: “هذه اللغة استخدمت في رواندا وسريبرينيتشا والمحرقة وكمبوديا … كانت هذه إبادة جماعية”.

ويسلط فيلم بولستر الضوء على تقاعس الجهات الدولية الفاعلة ودورها في ترسيخ سلطة السيسي.

وقال عمرو مجدي، الباحث في هيومن رايتس ووتش، خلال حلقة النقاش:” أعتقد أن ارتكاب المجزرة لم يكن يهدف فقط لتفريق الاحتجاجات، ولكن لمعاقبة الناس فعليًا وجعل المعتصمين عبرة”.

كما يكشف الفيلم عن مذكرات رودس، الذي يعترف بأن السيسي كان يعلم أن الولايات المتحدة لن تتدخل بعد الانقلاب.

وبحسب فهمي، فإن “الاستقرار” في مصر يعني بالنسبة للإدارة الأمريكية “زيادة القمع” بحق شعبها.

وختمت فهمي بالقول أن “مصر عبارة عن صندوق بارود … أخشى أن لا تكون دورة التغيير التالية سلمية للغاية”.

مقالات ذات صلة