جماهير الأهلي المصري تطالبه بإنهاء عقد شركة كوكا كولا بسبب علاقاتها مع الاحتلال 

تتصاعد الضغوط على النادي الأهلي المصري لقطع علاقاته مع شركة كوكا كولا بسبب علاقاتها مع الاحتلال الذي يشن عدواناً دموياً على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر.

وانطلقت الحملة لمقاطعة كوكا كولا على وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من حركة مقاطعة أوسع تشهدها مصر ضد الشركات والعلامات التجارية المتهمة بدعم عدوان الاحتلال المتواصل على غزة مثل ستاربكس وماكدونالدز.

وتطالب جماهير النادي الأهلي بإنهاء تعاقد الفريق مع عملاق المشروبات الغازية، بعد تداول صور لاعبي النادي وشعاره على علب كوكا كولا.

وأثار رئيس شركة كرة القدم التابعة للنادي عدلي القيعي ضجة كبيرة في مصر عندما أصر في مقطع فيديو على أن يشتري المشجعون منتجات النادي بعلامة كوكا كولا التجارية والجهات الراعية الأخرى لمساعدة النادي.

ودعت قطاعات من جماهير النادي إلى مقاطعة الفريق ومبارياته وكل الأنشطة المرتبطة به حتى يتم إنهاء عقوده مع كل من شركة المشروبات الغازية وشركة شاي ليبتون.

وتحت وسم #قاطعوا_الأهلي على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر أحد المستخدمين: “سأتوقف نهائياً عن دعم الأهلي وكل الرعاة المرتبطين به، إخوتي في غزة أهم عندي منك”.

وعلق مستخدم آخر في نفس الهاشتاج: “نحن نبقى صامتين عندما ينام الأطفال، وليس عندما يقتلون”.

وقال القيعي لوسائل الإعلام المصرية يوم الخميس: “هذه حملة موجهة وأنا أعرف من يقف وراءها، ولن أستمع إلى هذه الانتقادات، الأهلي لا يحتاج للدفاع عن نفسه لأنه نادٍ وطني متمسك بالدولة”.

وقال مصدر في المكتب الإعلامي للنادي الأهلي، فضل عدم ذكر اسمه أنه تم توقيع الصفقة بين النادي الأهلي وشركة كوكا كولا قبل عدوان الاحتلال الحالي، وأن إلغاء الاتفاقية من جانب النادي سيعرضه إلى عقوبات.

وأضاف المصدر أن شركة كوكا كولا لا تزال أحد الرعاة الأساسيين للنادي، لكنه لم يكشف عن قيمة العقد معها.

ويتمتع النادي الأهلي بقاعدة جماهيرية كبيرة في غزة التي لا تبعد عن مقر النادي بالعاصمة المصرية القاهرة سوى 348 كيلومتراً.

ويعتبر الأهلي النادي الأكثر نجاحاً في مصر وأفريقيا، وقد فاز هذا العام بلقب أبطال أفريقيا الحادي عشر ولقب الدوري المصري الممتاز رقم 43، كما تم التصويت للنادي للقب نادي القرن في أفريقيا.

يذكر أن ملايين المصريين انضموا إلى الحملة ضد الشركات الكبرى المرتبطة بالاحتلال والمدرجة في قائمة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS).

وتوافقاً مع توجهات الحملة، اتجه المصريون إلى شراء السلع المحلية، مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد المحلي في الدولة العربية بشكل كبير.

وفي مقطع فيديو انتشر على موقع X، شوهد أنصار الأهلي في نهائي الكرة الطائرة الإفريقية وهم يهتفون: “مقاطعون كوكا كولا لم ننس القضية الفلسطينية”.

ووضعت حركة المقاطعة شركة كوكا كولا على قائمة الشركات التي يجب مقاطعتها بدعوى أن لديها مصانع في المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في انتهاك للقانون الدولي.

وفي عام 2013، انتشرت معلومات عن استخدام تكنولوجيا إسرائيلية لطباعة الملصقات على مئات الملايين من زجاجات المشروبات الغازية التي تنتجها الشركة.

وقال أحمد البرديني، الذي يدعم النادي الأهلي منذ أكثر من 25 عاماً أن حملة المقاطعة أكبر من النادي الأهلي وإدارته، لكنه أضاف “ومع ذلك، كمشجع للأهلي، أتفهم قرار الإدارة بعدم إنهاء العقد مع كوكا كولا وليبتون”.

وأضاف: “الإدارات الرياضية في مصر تبحث دائماً عن طرق لتحسين وضع النادي المالي، ومن الصعب التنازل عن أي من هذه الإيرادات”.

وأشار إلى أن النادي الأهلي اتخذ موقفاً إيجابياً منذ اليوم الأول للحرب على غزة “من خلال دعم إخواننا في القطاع وإرسال قوافل إنسانية باسم النادي، وهو النادي الوحيد الذي فعل ذلك”.

وأضاف البورديني: “كما تبرع الأهلي بعائدات بعض المباريات لغزة”.

ويشن جيش الاحتلال عدواناً على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 42,500 فلسطيني، من بينهم 10,091 امرأة و15,780 طفلاً.

ورغم رد الحكومة المصرية العنيف على الاحتجاجات، إلا أن عدوان الاحتلال المستمر على غزة دفع العديد من المصريين إلى الاحتجاج على الحرب والدعوة إلى وقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح مع غزة، وإنهاء الاحتلال.

وفي الأشهر الأخيرة، تم اعتقال العشرات من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، بما في ذلك الصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق المرأة.

مقالات ذات صلة