حملة مقاطعة لجامعة كولومبيا من قبل أكاديميين أمريكيين مع توسع الاحتجاجات الطلابية في أنحاء الولايات المتحدة

تعهد أكاديميون ودكاترة بمقاطعة جامعة كولومبيا بسبب سياساتها القمعية ضد الطلاب المحتجين في حرم الجامعة في الأيام الماضية، الأمر الذي امتد تأثيره لفعاليات مشابهة في جامعات أمريكية أخرى.

انتشرت مخيمات الطلاب في الكليات، خاصة على الساحل الشرقي، ومن المتوقع أن يزداد عدد تلك المخيمات الاحتجاجية خلال الأيام القليلة المقبلة.

تطالب المخيمات الطلابية بشكل أساسي بسحب استثمارات الشركات المشاركة في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و”الإبادة الجماعية” في غزة، وقد انتشرت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وتافتس وإيمرسون في بوسطن وجامعة نيويورك والمدرسة الجديدة في مدينة نيويورك وفاندربيلت في ناشفيل في ولاية تينيسي وجامعة ييل في كونيتيكت وجامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة ميشيغان وجامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل.

 تم إيقاف حوالي 85 طالباً من جامعة كولومبيا وكلية بارنارد بسبب مشاركتهم، وبالمثل، فقد أُلقي القبض في جامعة ييل على 47 طالباً لرفضهم تفكيك معسكرهم

وفي بيان لهم، قال طلاب جامعة تافتس أنهم، وبالتعاون مع طلاب في إيمرسون ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أقاموا معسكرات في حرمهم الجامعي “كجزء من حركة طلابية وطنية متنامية لسحب الاستثمارات من الإبادة الجماعية والفصل العنصري”، كما جاء في البيان: “إن وجودنا في الحرم الجامعي، وخاصة في مساحة مخيم التضامن في غزة، مخصص لبناء التحالفات وتنظيم التضامن الهادف الذي يعزز حملتنا لسحب الاستثمارات المؤسسية، حيث يتم تشجيع المشاركة في مظاهرة الخيام بجميع أشكالها”.

أما ائتلاف التحرير الفلسطيني في تافتس، والمكون من عدة مجموعات، بما في ذلك طلاب تافتس من أجل العدالة في فلسطين، فقد أكد على أن المظاهرات مستمرة “إلى أن تسحب مؤسساتنا استثماراتها من جميع الشركات التي تساعد وتحرض على الإبادة الجماعية في فلسطين، سنواصل التنظيم لتعطيل العمل كالمعتاد”.

ويأتي انتشار الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأمريكية في الوقت الذي أصدرت فيه مجموعات من الأساتذة والأكاديميين بيانات للنأي بأنفسهم عن قرار جامعة كولومبيا باستدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي لاعتقال الطلاب، بالإضافة إلى الإيقاف الجماعي للطلاب لرفضهم إنهاء احتجاجاتهم من أجل فلسطين.

تجدر الإشارة إلى أنه تم القبض على ما لا يقل عن 108 طلاب من كولومبيا، وذلك عندما اتصلت مديرة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، بقسم شرطة نيويورك لدخول الحرم الجامعي وتفكيك مخيم كان قد أُقسم في حرم الجامعة في اليوم السابق.

منذ ذلك الحين تم إيقاف حوالي 85 طالباً من جامعة كولومبيا وكلية بارنارد بسبب مشاركتهم، وبالمثل، فقد أُلقي القبض في جامعة ييل على 47 طالباً لرفضهم تفكيك معسكرهم.

يذكر أن الاحتجاج الذي اتسع نطاقه كان قد بدأ في الساعات الأولى من يوم 17 أبريل في جامعة كولومبيا، حيث ضم ما يزيد قليلاً عن 100 طالب، ليتحول إلى حركة تضم المئات بعد الاعتقالات التعسفية، فقد شق الطلاب طريقهم تلقائياً إلى حديقة الحرم الجامعي وأقاموا على الفور مخيماً جديداً.

وفقاً لمنظمي الاعتصام، فإن العديد من الطلاب لم يتعاطفوا في البداية مع المعسكر، ولكنهم شعروا لاحقاً بأنهم مجبرون على الانضمام إلى الحركة وذلك بسبب اشمئزازهم من إدارة الجامعة.

في حديثها لموقع ميدل إيست آي، وصف أحد الطلاب اليهود في الجامعة ما حصل بقوله: “لقد لعبت إدارة الجامعة بالنار هذه المرة، فعندما بدأ التخييم الأول، كنت أحاول الابتعاد عن المشاكل، جلست على الدرج بعيدًا وأشاهد، ولكن عندما بدأت الاعتقالات ورأيت أصدقائي يُسحبون بمعاملة سيئة للغاية من قبل ضباط الشرطة، فشعرت هنا أني مضطرة، مثل كثيرين آخرين، إلى رمي مخاوفي والانضمام إلى المعسكر التالي”، مضيفة بقولها: “نحن نفهم أن التحرير الفلسطيني لا يتعارض مع التحرير اليهودي”.

المقاطعة الأكاديمية والثقافية

أثار استهداف الطلاب والاعتداءات على الحرية الأكاديمية إدانة العديد من الأكاديميين والدكاترة الذين تربطهم علاقات بجامعة كولومبيا، حيث نظم أعضاء هيئة التدريس في كلية كولومبيا وبرنارد إضرابًا لدعم الطلاب.

“لقد خلقت جامعة كولومبيا بيئة معادية للطلاب الفلسطينيين أو الذين يدعمون الحرية الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تصرفات الإدارة جعلت الحرم الجامعي أقل أماناً بكثير بالنسبة للطلاب اليهود، فمن بين 85 طالباً تم إيقافهم بسبب مشاركتهم في المعسكر في كولومبيا، كان هناك 15 طالباً يهودياً” جماعة “الصوت اليهودي من أجل السلام”

من جهة أخرى، قال الأكاديمي في جامعة مدينة نيويورك، مارك لامونت هيل، أنه سينسحب من محاضرته المقررة في كولومبيا بسبب القمع المستمر في الجامعة، حيث كتب على موقع اكس: “من المقرر أن ألقي محاضرة مميزة لعام 2024 لمامي فيبس كلارك وكينيث بي كلارك في جامعة كولومبيا، ولكن في ضوء القمع الحالي الذي تمارسه الجامعة وتجريم الطلاب، فضلاً عن المقاطعة الأكاديمية الحالية للمؤسسة، فقد ألغيت حضوري ولن أقبل الجائزة المصاحبة البالغة 10000 دولار، وأنا أحث جامعة كولومبيا على تلبية مطالب المقاطعة”.

من جانبه، فقد أعلن برنامج مركز الدراسات العليا باللغة الإنجليزية عن مقاطعة أكاديمية كاملة لجامعة كولومبيا وكلية بارنارد، وذلك “حتى يعيدوا الطلاب الموقوفين إلى وظائفهم ويستجيبوا لمطالبهم بالشفافية وسحب الاستثمارات والتحرير”.

من جهتها، قالت جماعة “الصوت اليهودي من أجل السلام” المناهضة للصهيونية، أن جامعة كولومبيا وكلية بارنارد قامتا بخلق مناخ من القمع والأذى للطلاب الذين يحتجون سلمياً من أجل وضع حد “للإبادة الجماعية” الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.

أكدت الجماعة اليهودية أيضاً على أن الطلاب اليهود الذين يتحدثون باسم فلسطين هم الذين تم استهدافهم من قبل الإداريين، حيث جاء في بيان لها: “لقد واجه الطلاب اعتداءات على سلامتهم الجسدية أثناء وجودهم في الحرم الجامعي، وتعرضوا للاستقصاء العلني في وسائل الإعلام، وتعرضوا لخطاب الكراهية من قبل أعضاء هيئة التدريس والموظفين”.

وأضافت المجموعة في بيانها: “لقد خلقت جامعة كولومبيا بيئة معادية للطلاب الفلسطينيين أو الذين يدعمون الحرية الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تصرفات الإدارة جعلت الحرم الجامعي أقل أماناً بكثير بالنسبة للطلاب اليهود، فمن بين 85 طالباً تم إيقافهم بسبب مشاركتهم في المعسكر في كولومبيا، كان هناك 15 طالباً يهودياً”.

مقالات ذات صلة