خروج مستشفى العودة في شمال غزة عن الخدمة

وضع الحصار الإسرائيلي على مستشفى العودة في شمال غزة ما لا يقل عن 250 طبيبًا ومريضًا وأفراد أسرهم على حافة المجاعة حيث يطلق القناصة النار على كل من يحاول دخول المبنى أو مغادرته أو حتى يظهر بالقرب من النافذة.

وقال أحد الموظفين في مستشفى العودة أنه لا يتوفر للمتواجدين فيه حالياً من الطعام إلا ما يكفيهم لبضعة أيام فقط، مؤكداً أنهم جميعاً لا يملكون مواقع بديلةٍ ينزحون إليها. 

وأوضح الموظف الذي اكتفى بالتعريف على نفسه باسم محمد: “نحن محاصرون في المستشفى منذ أربعة أيام ولا يستطيع أحد التحرك أو الدخول أو الخروج من المستشفى”.

وأشار إلى أن القناصة الإسرائيليين الذين يطوقون المستشفى حولوا الفلسطينيين في الداخل إلى رهائن حتى نفاد الطعام والماء، مؤكداً أن الجنود يغلقون جميع مخارج المستشفى ومداخله، ويقومون بإطلاق النار على كل من يتحرك فيه.

وذكر محمد أن الدبابات الإسرائيلية كانت تتحرك كذلك على بعد 50 إلى 70 متراً من المستشفى، موضحاً أنه في حال استمر الحصار، فسوف ينفد الطعام من المستشفى في غضون أيام قليلة.

وتابع: “الطعام يكفي لثلاثة أيام فقط والماء يكفي ليومين أما الوقود فيكفي لأربعة أيام، لكن لمولد سيتوقف عن العمل اليوم لأن أحداً لا يمكنه التحرك لملئه بالوقود، وبالتالي فإن المياه الجارية ستنقطع أيضاً”.

وبحسب محمد، فقد شرعت القوات الإسرائيلية منذ صباح السبت بمهاجمة خزانات المياه في المستشفى، مبيناً في تسجيل صوتي أن المحاصرين “يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم”.

ومنذ أكثر من أسبوع، كان مستشفى العودة هو المستشفى الوحيد الذي مازال في الخدمة حيث يقدم الخدمات الطبية للنساء الحوامل في شمال غزة، وقد وصف محمد الوضع بأنه قاتم، حيث يكتظ المستشفى بالجرحى الفلسطينيين والأمهات الجدد مع أطفالهن الرضع.

من ناحيته، قال تلالنغ موفوكينج، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الصحة يوم الخميس أن إسرائيل أعلنت “حرباً بلا هوادة” على النظام الطبي في غزة.

وبالعودة إلى محمد فقد قال: “أمس، قتل القناص زميلاً لنا بالرصاص عندما كان واقفاً قرب النافذة”، مضيفاً أن نجل زميل له أصيب أيضا بالرصاص، لكن الأطباء تمكنوا من إنقاذ حياته.

وفي اليوم الأول من الحصار، أطلق قناص إسرائيلي النار على امرأة حاولت دخول قسم الولادة في المستشفى فقتلها، ولا تزال جثتها ملقاة في الشارع بالخارج، دون أن يتمكن أحد من انتشالها بسبب التهديد بالقتل بالرصاص.

وخلال ليلة الجمعة، أصيب عامل نظافة في المستشفى برصاصة عبر النافذة وفارق الحياة.

يذكر أن مستشفى العودة تعرض للهجوم الاسرائيلي أكثر من مرة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر. 

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود وفي 21 تشرين الثاني / نوفمبر أن ثلاثة أطباء، من بينهم اثنان من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، قتلوا في غارة على المستشفى. 

ورغم أن المنظمة لم تذكر اسم المسؤول عن الغارة، فقد أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في اليوم نفسه أن غارة إسرائيلية قتلت أربعة أطباء على الأقل في مستشفى العودة.

وكان أحد أطباء منظمة أطباء بلا حدود الذين استشهدوا، ويدعى محمود أبو نجيلة، قد كتب على لوحة بيضاء داخل المستشفى في 20 تشرين الأول / أكتوبر “لقد فعلنا ما في وسعنا تذكرونا”.

ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فقد وقع ما لا يقل عن 364 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 553 فلسطينياً وإصابة 729 آخرين كما تضررت أكثر من 50 منشأة صحية ونحو 200 سيارة إسعاف.

مقالات ذات صلة