سياسيون ليبيون يدينون التطبيع في العلن ويخطبون ود إسرائيل في الخفاء!

أثار إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لقائه نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إيطاليا عاصفة دبلوماسية، في المرة الأولى التي تخرج فيها العلاقات الإسرائيلية مع بعض الجهات السياسية الليبية من السر إلى العلن.

فقد استنكرت العديد من الأطراف السياسية الليبية الاجتماع وبادر رئيس حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس عبد الحميد الدبيبة إلى طرد الوزيرة من منصبها قبل أن تفر على عجل من البلاد إلى تركيا.

من جهتهم، ادان الساسة والمحللون الإسرائيليون في إسرائيل إفصاح كوهين عن اللقاء 

 باعتباره يعرض تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا للخطر، فيما انتقدت إدارة بايدن حكومة إشهار الحكومة الإسرائيلية للمباحثات التي كان ينبغي أن تبقى سرية، قائلة أن ذلك “قتل” احتمال التطبيع بين البلدين.

وحّد الغضب السياسيين الليبيين المنقسمين من الأساس، تماماً مثلما جمعهم سابقاً التواصل المباشر مع المسؤولين الإسرائيليين وأجهزة المخابرات في بعض المراحل.

” الموساد يعمل على تطوير التواصل مع الحكومتين المتنافستين في ليبيا، وأنه يشعر بالغضب لأن كوهين أضر بنشاطه السري”. يوناتان توفال، المحلل في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية

فخلال عام 2022، ورد أن الدبيبة التقى برئيس الموساد ديفيد بارنيا، في الأردن و تباحثا حول تطبيع العلاقات والتعاون الأمني بين البلدين.

وتقول التقارير أن الدبيبة ناقش احتمال التطبيع أيضاً مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، الذي زار ليبيا في كانون الثاني / يناير من هذا العام وشجع حكومة الدبيبة على الانضمام إلى الدول العربية الأربع التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في عام 2020.

قدم الدبيبة موافقته المبدئية على فكرة التطبيع، لكنه كان يشعر بالقلق إزاء رد الفعل الشعبي العنيف في بلد أظهر منذ فترة طويلة دعماً قوياً للفلسطينيين.

وقد نفى الدبيبة رسمياً لقاء بارنيا في الأردن رغم تداول الخبر من قبل العديد من وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية ذات المصداقية.

من جهتها أيضاً، سعت سلطات شرق ليبيا الخاضع لسيطرة خليفة حفتر إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، لكن وسائل الإعلام المقربة منها نددت بلقاء المنقوش مع كوهين.

وكان مبعوثو الموساد قد التقوا بحفتر في القاهرة في مناسبات عديدة بين عامي 2017 و2019، وقاموا بتسهيل تدريب بعض ضباطه، التي ساعدها الموساد أيضًا في شراء معدات للرؤية الليلية وبنادق قنص.

وخلال العام 2021، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن أن صدام، نجل خليفة حفتر، التقى مسؤولين استخباراتيين في إسرائيل.

وأوضح توفال أن إسرائيل تلعب إلى جانب الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا والولايات المتحدة في ليبيا لتحقيق مصالحها كما يفعل الآخرون، وأنها تحافظ على علاقاتها بالطرفيين الليبيين وتحضر لبناء علاقات دبلوماسية قوية مع الذي سينتصر في نهاية المطاف.  

وكان سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي يسعى الآن لدور سياسي في البلاد، هو المسؤول عن إدارة العلاقات مع إسرائيل في عهد حكم أبيه الذي كان من الداعمين بقوة للفلسطينيين.

وأشار الخبير في الشأن الليبي جليل حرشاوي والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن معظم الفواعل السياسيين الحاليين في ليبيا “متوافقون مع إسرائيل في المنظور الأمني”، وأنهم يفكرون الآن في إمكانية “جني فوائد من العلاقة في المجال الدبلوماسي”.

وأوضح حرشاوي أن جميع الجهات السياسية الفاعلة في ليبيا انخرطت في سباق دبلوماسي للحصول على اعتراف دولي وبناء اتصالات مع الدول التي يعتقدون أنها يمكن أن تعزز أهدافها السياسية مثل إسرائيل، مضيفاً أن “هذا هو سبب زيارة صدام حفتر لها”.

ولفت حرشاوي إلى أن اتفاقيات إبراهيم خلقت أيضًا تصورًا إقليميًا في الشرق الأوسط مفاده أن “الجهات الفاعلة الجيدة” لها علاقة مع إسرائيل بينما لا تقيم الأطراف السيئة علاقة معها.

وكانت إسرائيل قد طبعت علاقاتها مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان في سلسلة من الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة منذ عام 2020، فيما يقال أن السعودية تدرس أيضًا تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة