صراع طائفي من نوع جديد.. ماذا يحصل بين اليزيديين وإحدى الطوائف المسيحية في العراق؟

أثار مقطع فيديو يظهر مسيحيين إنجيليين وهم يصلون فيما يسمونه بمعبد يزيدي “شيطاني” في شمال العراق غضبًا شديدًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك بعد أن نشرت منظمة (Light A Candle) قصة على صفحتها على إنستغرام تظهر عددًا من المبشرين يصلون خارج المعبد مع تعليق كتب فيه “إننا نرى السلاسل قد كسرت وقوة العدو قد اندثرت”.

ويقول أحد النشطاء في الفيديو: “لقد كسرنا للتو قوة هذا المعبد، وكسرنا قوة اللعنة الشيطانية التي يضعها على الأشخاص الذين يدخلون يسوع … وإننا نلعن كل الأعداء المرتبطين بهذا، ونقول إن المعبد سيصبح لا شيء”.

حدد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي موقع المعبد بأنه قريب من بلدة بادر ذات الأغلبية اليزيدية، والتي تقع في منطقة متنازع عليها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان المستقلة في العراق، على الرغم من أن الأخيرة تسيطر حاليًا على المدينة.

ولقرون عدة، ظل اليزيديون يواجهون النقد من الديانات الإبراهيمية التي تشبه الملك طاوس، الشخصية المركزية في اليزيدية، بالشيطان.

تم استخدام مصطلح “الشيطانية” لتبرير العديد من الهجمات على الجماعة، بما في ذلك مذبحة الآلاف من الرجال اليزيديين، واستعباد الآلاف من النساء اليزيديات، من قبل تنظيم الدولة الإسلامي في عام 2014.

غضب عبر الإنترنت

أثار الفيديو غضبًا على الإنترنت حيث تساءل الكثيرون عن سبب سماح السلطات المحلية بتلك الزيارة.

وقالت نارين بريار، وهي ناشطة كردية في مجال حقوق الإنسان، إن الفعل كان مسيئًا بشكل خاص بالنظر إلى “تعرض اليزيديين إلى قرون من ممارسة الإبادة الجماعية وعمليات محو الثقافة”.

“المبشرون المسيحيون الأمريكيون يطاردون اليزيديين، ويصفونهم بأنهم” شيطانيين” في منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل تحويلهم بالقوة للديانة المسيحية ومحو ثقافتهم القديمة أكثر فأكثر” – نارين بريار ، ناشطة اجتماعية

تم تأسيس Light a Candle، وهي منظمة تدعي “تسليط نور ومحبة يسوع من خلال التبشير بالإنجيل”، من قبل Sean Feucht، المغني والمؤلف والناشط الذي يدعي أن لديه أربع ألبومات تتصدر قسم العبادة المسيحية على iTunes.

شاركت الجماعة في توزيع المساعدات على النازحين في شمال العراق، بمن فيهم اليزيديين، لكنها اتُهمت أيضًا بمحاولة تجنيد المتحولين إلى المسيحية خلال زياراتهم.

وفي تغريدة مثبتة على حسابه على تويتر، يزعم Feucht أن اليساريين قد “اختطفوا” عقول الشباب ويدعو إلى إحداث صحوة دينية كحل للمشكلة.

كما ينتقد سياسات من قبيل الإعفاء من القروض الطلابية و “فتح الحدود” والإجهاض وحقوق مجتمع الميم، و “تشويه أجساد الأطفال”.

يمتلك Feucht   “أجندة قومية مسيحية يمينية متطرفة” ويعتبر من أشد المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب، كما تم وصفه في مقال نشر في المجلة الأمريكية الشهيرة “رولينج ستون.

وأشار المقال إلى أن Feucht حقق مبالغ ضخمة من عمله مما مكنّه من امتلاك منازل في الولايات المتحدة تقدر قيمتها بأكثر من مليوني دولار.

مقالات ذات صلة