صورة جديدة من صور الترابط الفلسطيني الجزائري.. هذه المرة من السودان!

جسدت الدبلوماسية الجزائرية موقفاً ميدانياً سامياً جديداً يعبر عن روح التضامن الأخوية العالية مع الشعب الفلسطيني. ففي خضم الاشتباكات المتصاعدة بين الجيش السوداني ووحدات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، فتحت سفارة الجزائر أبوابها للطلبة الفلسطينيين العالقين في السودان وأصرت على معاملتهم كما تعامل رعاياها، بل واعتبرتهم جزائريين بكامل الحقوق.

وقال شهود عيان أن السفير الجزائري والقنصل العام للجمهورية الجزائرية وكبار المسؤولين في السفارة اصطحبوا الطلبة الفلسطينيين في ذات الحافلة التي نقلتهم تحت حماية العلم الجزائري في رحلة استمرت لأكثر من 20 ساعة وصولاً إلى مدينة بورسودان على البحر الأحمر.

وأوضح الأكاديمي والكاتب والمؤرخ الفلسطيني المغترب أسامة الأشقر أن من بين الطلبة الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم برعاية جزائرية نجلاه الدكتور عمر، والمهندس عمار، وخالهما، وعائلته.

وأوضح الأشقر أن الطلبة الذين تقطعت بهم السبل بعد تعرض مواقع سكناهم للقصف العنيف لجأوا للسفارة الجزائرية في الخرطوم التي قامت بتأمين احتياجاتهم وتوفير الحماية لهم ورفضت اعتبارهم رعايا أجانب، بل جزائريين بكافة الحقوق.

وأشار الأشقر إلى أن السفير الجزائري اطمأنّ إلى إجلاء المواطنين الجزائريين في الحافلة الأولى، واستقل مع بقية مسؤولي السفارة وطاقمها وعائلاتهم في الحافلة الثانية مع الطلبة الفلسطينيين. 

ووجه الأشقر الشكر لجمهورية الجزائر ممثلة بسفيرها في السودان، والقنصل العام بالسفارة، وطاقم السفارة بأكملهم، قائلاً إنهم “كانوا مثالاً في دينهم وأخلاقهم وعروبتهم وإنسانيتهم”.

وبين الأشقر أن السفارة الجزائرية تحملت كافة تكاليف رحلة الإجلاء “رغم ارتفاع أجرتها إلى أضعاف مضاعفة كما هو الحال في مثل هذه الظروف”.

وأشاد الأشقر “بإدارة السفير وطاقمه التحديات التي واجهتهم”، قائلا إنهم تعاملوا “بحنكة ذكية وصبر مشهود ونَفَس طويل وصدر مفتوح وحسم رغم كل التوتر والإشكالات والقلق واختلاط المشكلات وتعقيدها”.

ووجه الأشقر التحية لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ورئيسها عبد المجيد تبون وقيادتها وشعبها ووزارة خارجيتها وسفارتها في السودان وسفيرها هناك ودبلوماسييها على موقفهم الذي وصفه بأنه “دَين في أعناقنا لن ننساه للجزائر التي نزداد لها حباً واحتراماً”.

وتتمتع الجزائر بعلاقات خاصة مع فلسطين على المستويين الرسمي والشعبي، حيث استضاف تبون وفداً فلسطينياً كبيراً جداً من القيادة السياسية الفلسطينية وقادة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية ومن بينها حركة حماس في احتفالية الذكرى المئوية لاستقلال البلاد.

كما سعت الجزائر في مرات عديدة لاحتضان حوارات المصالحة الفلسطينية الداخلية، بالإضافة لالتزامها بدفع مبالغ مالية ثابتة كمساعدات للسلطة الفلسطينية.

وعلى المستوى الشعبي، لا يتوانى الفلسطينيون عن رفع الأعلام الجزائرية في فعالياتهم الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن العلم الجزائري دائم الحضور في تجمعات المصلين في المسجد الأقصى المبارك.

ومن المعتاد أن يقدم الجمهور الجزائري وصلات غنائية لفلسطين ويرفع أعلامها في المسابقات الرياضية التي تشارك فيها الجزائر على مستوى المنتخبات أو الأندية.

ويحفظ الفلسطينيون للجزائر أن أرضها احتضنت إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين في العام 1988.

مقالات ذات صلة