غضب وانتقادات بسبب “العنصرية” و”الاسلاموفوبيا” والتحريض ضد العرب والمسلمين في الصحف الامريكية

أثارت سلسلة من مقالات الرأي الافتتاحية في صحيفتي نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال غضباً عارماً على وسائل التواصل الاجتماعي حول العنصرية والتحيز الإعلامي في الولايات المتحدة.

وكانت الافتتاحيات في الصحيفتين قد شبهت الشرق الأوسط بـ “الغابة” ووصفت مدينة ديربورن بولاية ميشيغان بأنها “عاصمة الجهاد” الأمريكية، في إشارة إلى تواجد التجمعات العربية والمسلمة فيها.

ففي مقال له تحت عنوان “رؤية الشرق الأوسط من خلال المملكة الحيوانية”، وصف توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، أعداء الولايات المتحدة من حزب الله والحوثيين وكتائب حزب الله بالحشرات، قائلاً أن واشنطن لا تستطيع هزيمتهم دون “إشعال النار في الغابة بأكملها”، في إشارة واضحة إلى الشرق الأوسط الأوسع.

وأضاف: “أحياناً أتأمل الشرق الأوسط من خلال مشاهدة قناة سي إن إن وفي أحيان أخرى أفضّل متابعة قناة عالم الحيوان”. 

وعلقت الكاتبة الباكستانية فاطمة بوتو في منصة X على هذه التصريحات بالقول “من خلال عالم الحيوان؟ فريدمان، أيها الأحمق العنصري الجاهل تماما”.

وتابعت بوتو واصفةً سكان الشرق الأوسط: ” هؤلاء بشر، وفشلكم في إدراك ذلك هو جزء من مسببات رؤيتنا لبلدكم وهو يقر الإبادة الجماعية للرجال والنساء والأطفال على مدى 120 يومًا مؤلمًا”.

وكتب آخر على موقع X أن “مقارنة توماس فريدمان دول الشرق الأوسط بالحيوانات والآفات والحشرات أمر عنصري بشدة لدرجة أنه كان من الممكن أن يتم نشره في ديرستورمر أو على الراديو في رواندا قبل الإبادة الجماعية عام 1994”.

وتساءل مستخدمون آخرون لوسائل التواصل الاجتماعي عن سماح محرري صحيفة نيويورك تايمز بنشر مقال فريدمان، مشيرين إلى وجود معايير مزدوجة في سياستها التحريرية.

وقال أحدهم: ” إذا كتب عربي أمريكي نفس المقال وأشار إلى الإسرائيليين أو الشعب اليهودي على أنهم “دبابير طفيلية” و”عناكب” كما قال فريدمان، فسوف يزج به في السجن”.

ولم تكن مقالة فريدمان فريدة من نوعها في الصحافة الأمريكية، ففي ذات اليوم، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالة افتتاحية بعنوان “مرحبًا بكم في ديربورن، عاصمة الجهاد الأمريكية”، في إشارة إلى المركز الأبرز للأميركيين المسلمين والعرب في الولايات المتحدة.

وانتقد رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، المقال ووصفه بأنه “متهور ومتعصب للإسلاموفوبيا”، وقال إن الشرطة تكثف الآن وجودها لحماية المجتمع من جرائم الكراهية.

وتظهر أرقام التعداد أن 54% من سكان ديربورن هم من العرب الأمريكيين، مع مهاجرين من بلاد الشام والخليج وشمال أفريقيا.

ورغم أن غالبية أولئك هم من العرب المسلمين، إلا أن بينهم كذلك عدد كبير من المسيحيين العرب، حيث تُقدم ديربورن في وسائل الإعلام بثقافتها الشرق أوسطية الغنية.

وزعم كاتب المقال الافتتاحي، ستيفن ستالينسكي، أن أعضاء الجالية العربية الأمريكية في ديربورن “احتفلوا” بهجوم حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، مضيفًا أن “الحماس المحلي للجهاد ضد إسرائيل والغرب يمتد إلى ما هو أبعد من الاحتفال بحماس”، مدعياً أن المدينة كانت مركزاً “للإرهاب”.

وتعرضت مقالته لانتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لتحريضها على كراهية الإسلام والكراهية ضد الأمريكيين العرب في ظل تزايد الهجمات عليهم.

وكتب سعيد عريقات، الصحفي المقيم في واشنطن العاصمة، على منصة X “ربما حان الوقت كي تقوم الجالية العربية الأمريكية في ميشيغان بمقاضاة صحيفة وول ستريت جورنال لأنها سمحت لمنتداها بأن يصبح منبراً للتحريض ضد العرب وكراهية الإسلام.”

وانتشرت عريضة على الإنترنت تطالب وول ستريت جورنال بسحب مقالة افتتاحية ستالينسكي ومقالة افتتاحية أخرى لهيئة التحرير تدين دعوة مجلس مدينة شيكاغو لوقف إطلاق النار في غزة، حيث جمعت العريضة 4991 توقيعًا.

وجاء في العريضة: “هذه المقالات مثيرة للقلق وتتبنى استعارات عنصرية للمجتمعات الأمريكية العربية والمسلمة”.

وتابعت: “تفتقر مقالات الرأي هذه إلى أي بحث أو مراجع، وتستند إلى إشاعات وعقود من الخطاب المعادي للإسلام، والأسوأ من ذلك أنها تصم المجتمعات العربية والإسلامية المتنوعة سياسياً وإيديولوجياً بالإرهاب”.

وكان ستالينسكي قد زعم في مقاله أن عددًا من المنظمات في ديربورن قدمت دعمًا خطابيًا للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.

واتهم معهد هادي، الذي يدير مدرسة مونتيسوري الإسلامية، بإحياء ذكرى قائد فيلق القدس الإيراني الشهير قاسم سليماني والزعيم السابق لكتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، وكلاهما اغتالتهما الولايات المتحدة.

ويشغل ستالينسكي منصب المدير التنفيذي لمعهد أبحاث وسائل الإعلام في الشرق الأوسط المؤيد لإسرائيل، وهو مركز أبحاث غير ربحي يجمع ويترجم التقارير الإعلامية من المنطقة ويقدم التحليلات.

وقد شارك في تأسيس المركز ييجال كارمن، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، كما ظهر اسم المعهد في مقالات افتتاحية سابقة في وول ستريت جورنال.

مقالات ذات صلة