عندما تحول فستان الزفاف إلى كفن! قصف غزة يحرم شاباً من خطيبته إلى الأبد!

بقلم مها الحسيني 

ترجمة وتحرير مريم الحمد

كان محمد قد غادر منزل خطيبته دانيا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وذلك بعد أن أنهى مساعدتها في دراستها، لم تكد تمضِ نصف ساعة على مغادرته حتى جاءتهم مكالمة من والدها قال فيها “دانبا تحتضر”!

لم يكن محمد مدركاً لما حصل حتى وصل إلى مستشفى الشفاء في غزة، عندها تم إبلاغه بالخبر الذي نزل على قلبه كالصاعقة، لقد قُتلت دانيا خلال الغارة الجوية على منزل جارهم، القيادي خليل البهتيني، شمال شرقي القطاع.

كان محمد قد حجز لها شاليهاً لحفلة الزفاف كما أرادت، ولكن القصف الإسرائيلي لم يمهلها حتى يوم الزفاف، تاركاً محمد وحيداً على ذكرى دانيا التي لم يبدأ حياته معها بعد!

وقف محمد وسط ركام غرفة دانيا بين الجدران التي دُمرت والنافذة التي طارت والأثاث الذي أضحى ركاماً، يتذكر كيف قضى معها آخر ساعة في تلك الغرفة، وعندما أخبروه في المستشفى أنها في المشرحة، لم يتمالك محمد نفسه، فأُغمي عليه، يقول “ما زلت لا أتخيل أنها ذهبت، كنا نتحدث عن حفل زفافنا حتى أننا اخترنا أسماء أول أطفالنا قبل أقل من ساعة”، وأضاف “لقد توقفت حياتي في غمضة عين، أنا في كابوس”.

ظهر محمد في فيديو خلال جنازة خطيبته يودعها قبل أن يبدأ حياته معها!

أما والد دانيا الذي نجا فيقول “كنا نائمين واستيقظت على باب غرفة نومي وهو ينفجر ويسقط على سريرنا، كانت الغرفة مليئة بالغبار والدخان، صرخت أنادي أولادي فلم يجبني أحد، ظننت أنهم نائمون، وعندما ذهبت إلى غرفتهم، وجدتهم تحت الأنقاض”، ويضيف “ساعدني الجيران في انتشال بنتي، دانيا فقدت حياتها بينما إيمان أُصيبت بجروح”.

كانت دانيا طالبة في السنة الثانية في الجامعة، تدرس المحاسبة وتستعد لزفافها بعد أسابيع، كما أنها كانت محبة للحياة وتحفظ القرآن، شخصيتها قوية ولكنها هادئة وخجولة في نفس الوقت، هكذا وصفها والدها.

أما خطيبها محمد، فيقول والد دانيا أنه “كان يحب الارض التي تمشي عليها” لشدة حبه وتعلقه بها رغم تعرفهما قبل شهرين فقط، في نفس اليوم الذي رحلت فيه دانيا، كان محمد قد حجز لها شاليهاً لحفلة الزفاف كما أرادت، ولكن القصف الإسرائيلي لم يمهلها حتى يوم الزفاف، تاركاً محمد وحيداً على ذكرى دانيا التي لم يبدأ حياته معها بعد!

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة