في تحدٍ لريشي سوناك: عشرات الآلاف يتظاهرون في لندن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة

غصت شوارع وسط لندن بعشرات الآلاف من المشاركين في مسيرة يوم السبت الداعمة للفلسطينيين والرافضة للدعم البريطاني المتواصل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ظل تصاعد الدعوات لوقف إطلاق النار.

وشارك في المسيرات نشطاء يهود متحدّين ادعاءات السياسيين والمسؤولين اليهود بأن لندن آخذة بالتحول إلى “منطقة محظورة” على الجالية اليهودية أثناء المسيرات في العاصمة.

وأطلق المتظاهرون احتجاجهم من هايد بارك كورنر، حيث قوبلوا بتواجد كثيف لشرطة العاصمة التي توجه ضغوطاً متصاعدةً “لإدارة” الاحتجاجات التضامنية مع الفلسطينيين.

كما استدعيت قوات شرطية أخرى من جميع أنحاء المملكة المتحدة إلى لندن لدعم شرطة العاصمة.

وأطلق المتظاهرون وهم يشقون طريقهم وسط لندن دعوات لوقف إطلاق النار في غزة وهتفوا “فلسطين حرة” و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”، في إشارةٍ إلى وطن الفلسطينيين التاريخي الممتد من نهر الأردن شرقاً حتى البحر الأبيض المتوسط غرباً.

وبدا لافتاً في الكتلة اليهودية في المسيرة ارتداء المتظاهر اليهودي ديفيد وشاحاً حول رقبته كتب عليه: ” اليهود ضد الإبادة الجماعية في غزة”.

وفي إشارة إلى تعليقات أدلى بها مسؤول حكومي في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكر ديفيد الذي حضر من جنوب العاصمة أن ” لندن ليست منطقة محظورة على اليهود”. 

وأوضح أن ” هناك الآلاف من اليهود يسيرون هنا اليوم، والوضع آمن جداً لهم ولعدد لا يحصى من الآخرين الذين يسيرون ضد الإبادة الجماعية”.

وأضاف أن تصريحات المسؤول في حكومة المحافظين برئاسة رئيس الوزراء ريشي سوناك هي ” مجرد هراء”، مضيفاً أن ” أمثال هذا المسؤول مثله وسوناك سيحاولون دائمًا تقسيم الناس، لقد فعلوا ذلك مع اللاجئين، ومن المحتمل أن يفعلوا ذلك ضد الفئات الضعيفة الأخرى”.

ومنذ أن شرعت إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، شارك مئات الآلاف من المتظاهرين على مدار الأشهر الستة الماضية في مسيرات في وسط لندن وأماكن أخرى من المملكة المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

كما دعا الناشطون إلى مقاطعة التجار والشركات مثل بنك باركليز وماكدونالدز، التي يتهمونها بالتربح من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وحمل بعض المتظاهرين ومنهم باول ووف لافتات تحمل رسائل لسوناك، الذي ألقى خطاباً ضد التطرف الأسبوع الماضي قال فيه: ” لا تدعوا المتطرفين يختطفون مسيراتكم”.

وكتب ووف على لافتته: ” سوناك، هل نبدو لك مثل المتطرفين؟”

وأوضح ووف، الذي يشارك في الاحتجاجات منذ عدة أسابيع: ” هذه اللافتة هي احتجاج صغير ضد محاولة حكومة المحافظين تصوير أن المتطرفين يقودون مثل هذه الاحتجاجات”.

وتابع: ” أعتقد أنهم يجب أن ينزلوا ويشهدوا الاحتجاج ويروا بأنفسهم أي نوع من الناس يأتون إلى الاحتجاجات”.

يذكر أن مسيرة السبت قد نظمت من قبل ائتلاف من الجماعات المؤيدة لفلسطين بينها حملة التضامن مع فلسطين، ومنظمة أصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية البريطانية، وتحالف أوقفوا الحرب.

وقال إسماعيل باتيل، رئيس منظمة أصدقاء الأقصى أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم التوصل إلى حل سياسي لشعب غزة.

وأضاف: ” يسعى السياسيون مثل ريشي سوناك تقسيمنا، لكن ذلك لم يمنع الناس من الحضور إلى الاحتجاجات والمشاركة في حملات مثل المقاطعة لدعم شعب فلسطين”.

وأردف: ” لاحظنا أن المزيد من أفراد المجتمع المسلم يتواصلون معنا للحصول على المشورة بشأن كيفية المشاركة في حملات المقاطعة التي نقوم بها ضد التمور المزروعة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية”.

وانتهت المسيرة أمام السفارة الأمريكية، حيث أدان المتحدثون أيضاً خطط الرئيس الأمريكي جو بايدن لبناء ميناء لإيصال المساعدات إلى غزة، ودعوه إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.

وتحدثت في المسيرة المغنية شارلوت تشيرش، التي قالت أنها كانت تحضر حملات جمع التبرعات والمسيرات لدعم الفلسطينيين في غزة.

وأوضحت تشرش: ” أنا هنا اليوم من أجل شعب غزة، الذي يعاني ويمر بأسوأ شيء رأيته في حياتي”.

وتعليقًا على المخاوف من قمع الحكومة البريطانية للاحتجاجات، قالت تشيرش: ” فكرة أننا متطرفون لن تكون مجدية، فكل حدث شاركت فيه من أجل فلسطين كان مليئاً بالمشاعر والحب والحزن والرحمة”.

مقالات ذات صلة