لماذا يتحدث الجميع عن الناشط المؤثر الأميركي شون كينغ؟

عاد الكاتب والناشط الأمريكي شون كينغ الأسبوع الماضي إلى واجهة الأخبار مجدداً بعدما أثار اعتناقه مع زوجته للإسلام عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كان كينغ يرتدي الكوفية حين أشهر مع زوجته الدكتورة راي كينغ إسلامهما في مركز مجتمعي في تكساس قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان، وكان إلى جانبهما الإمام المعروف عمر سليمان، وقد أثار إسلامهما تعبيرات البهجة من قبل العديد من المسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعزا كينغ قراره إلى “الأشهر الستة الماضية من المعاناة والألم والصدمة التي شهدناها في غزة”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأوضح ذلك بقوله: “لقد تأثرت بعمق برؤيتي للناس الآن وهم في أخطر مكان على هذا الكوكب لكنهم ما زالوا قادرين على رؤية المعنى والهدف من الحياة رغم أنهم لا ينظرون إلا إلى الأنقاض وبقايا أسرهم”.

وعندما اعتنق الإسلام قال كينغ: “إن إيمانهم وإخلاصهم للإسلام لم يفتحا قلبي فحسب، بل فتحا قلوب الملايين من الناس حول العالم”.

غير أن آخرين نظروا لإسلام كينغ من زاوية مختلفة ونشروا مواقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد كتب أحد المستخدمين على منصة X “في الإسلام، عليك أن تطلب المغفرة من الشخص أو الأشخاص الذين أذيتهم، ولا يمكنك أن تتوقع رحمة الله فقط عندما لا تعالج الضرر الذي تسببت فيه”.

وكتب آخر: “لقد انتهت أزمة شون كينغ مع الكنيسة المسيحية، لذا فهو الآن يتحول عنها، إنه محتال”.

ولكن لماذا أثار كينج رد الفعل العنيف في المقام الأول؟

خلافات

يشغل كينغ منصب الرئيس التنفيذي لشركة The North Star والمدير التنفيذي لمشروع Grassroots Law Project، وهي منظمة غير ربحية تعاونت منذ عام 2020 مع المدعين العامين التقدميين في بوسطن وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو لإنشاء لجان تركز على معالجة الضرر المنهجي الناجم عن إنفاذ القانون والمدعين العامين في تلك المناطق الحضرية.

عمل كينغ في السابق على جمع الأموال لصالح حركة Black Lives Matter. طوال السنوات التي قضاها كناشط في مجال العدالة الاجتماعية عاملاً على زيادة الوعي بمختلف أشكال الظلم في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم، وواجه كينغ انتقادات بسبب جهوده في جمع التبرعات.

غير أنه حقق نجاحاً كبيراً في جمع الأموال لعائلات بعض الضحايا ولمشاريعه الخاصة، وهو العامل الذي دفع البعض إلى وصفه بالمحتال، على الرغم من أنه لم يواجه أبداً اتهامات باختلاس الأموال.

وفي عام 2013، زُعم أن كينغ فرض رسوماً بقيمة 49.99 دولاراً على المنتسبين لــ “جامعة أهداف الحياة”، حيث قال إنه سيعلم الناس كيفية تولي مسؤولية حياتهم، وقد اتُهم بعدم الوفاء بهذه الالتزامات وتم إغلاق الموقع.

وفي عام 2021، نشر كينغ مقالاً حول محادثة مع والدة تامير رايس الصبي الأسود الذي كان يبلغ من العمر 12 عاماً حين قتل على يد الشرطة في ولاية أوهايو لحمله لعبة مسدس في العام 2014.

وخلال حوار مع موقع ذا جريو في ذلك الوقت، وصف كينغ محادثته مع والدة الطفل رايس بأنها “إيجابية ودافئة”، وأوضح أن اللقاء تم ترتيبه بعد تفاعلات بين أعضاء فريقهم الذين كانوا يهدفون إلى إعادة فتح قضية تامير.

وأشار كينج إلى أن الاجتماع خلق تواصلاً يومياً بين الموظفين، لكن رايس أصدرت بياناً خاطبت فيه كينغ بالقول: “لم أعطك الإذن أبداً بإثارة أي شيء، أنتم والولايات المتحدة سرقتموني بسبب وفاة ابني”.

وفي ذات القضية، انبرى لاحقاً أحد الذين حضروا الاجتماع الذي عقد عبر تطبيق Zoom لنشر لقطات من الاجتماع، دفاعاً عن كينغ.

في عام 2019، أرسل كينغ بريداً إلكترونياً إلى ناشطة سوداء شابة تدعى كلاريسا بروكس، يحذرها من أنه ينوي اتخاذ إجراء قانوني ضدها ما لم تحذف تغريدة نشرتها حول سوء تعامله مع جمع التبرعات التي اعتبرها “تشهيرية”.

وذكر ضمن هذه الرسالة الإلكترونية الاستعانة بخدمات أربعة محامين لمواصلة الدعوى المرفوعة ضدها.

وبحسب منتقديه، فإن كينغ لم يستأجر فعلياً أياً من هؤلاء المحامين “بل استخدم أسماءهم وعلاقته بهم لتهديد بروكس وإجبارها على الخضوع”.

وعلق أحد المستخدمين على X “لا نزال بحاجة إلى رفع الصوت بشأن كون شون كينج شخصاً سيئاً بعد كل هذه السنوات”.

لكن وعلى الرغم من هذه الادعاءات، لم يتم توجيه أي اتهام قط لكينغ بإساءة استخدام الأموال، بل في الواقع، كان يشجع الناس على التواصل مع الشرطة أو المدعي العام إذا كان لديهم أي دليل على أنه أساء استخدام الأموال.

وفي عام 2019، عرض كينغ على منتقديه “نظرة غير مقيدة على موارده المالية”، موضحاً تفاصيل مبلغ 34.5 مليون دولار تم جمعها منذ بداية حركة “حياة السود مهمة”، من خلال “فريق من الخبراء” يسمى مجلس المراجعة المالية لشون كينغ.

وأكد هذا المجلس أنه “لا يوجد أي دليل على الإطلاق” على سوء سلوك مؤسسه، موضحاً: “لقد بحثنا وسألنا ولم تقل أي عائلة، أو مؤسسة خيرية، أو قضية، أو حملة أن شون حصل على تعويض مباشر أو غير مباشر مقابل جمع التبرعات عبر الإنترنت”.

وبعد يوم واحد من إشهار تحوله إلى الإسلام، أعلن كينغ عن جولة إفطار غير خاضعة للرقابة مع الأستاذ والمؤلف خالد بيضون، حيث تبلغ تكلفة الاشتراك العام 60 دولاراً وتكلفة التذاكر المميزة تصل إلى 120 دولاراً.

وشرع الناس في حث بعضهم البعض على عدم إنفاق هذا القدر الكبير من المال، واصفين الأمر بما يشبه الاحتيال لكن كينغ دافع عن نفسه على موقع فيسبوك قائلاً إن 100% من الأموال التي تم جمعها تذهب إلى مؤسسة Human Concern International الخيرية، وستذهب مباشرة إلى غزة.

وكتب في منشور على فيسبوك: “نحن لن نلمس أياً من هذه الأموال أبداً،  نقول هذا في كل مناسبة، وتقول المؤسسة الخيرية هذا، حتى أنهم قاموا بإلغاء الرسوم والنسب المئوية الخاصة بهم للتأكد من أن 100% من الأموال المتبرع بها في كل حدث تذهب إلى غزة فقط، لقد جمعنا الملايين وأنا فخور بذلك”.

وأضاف: “إن فكرة أننا وخالد بيضون نستولي على الأموال التي نجمعها في هذه الأحداث هي فكرة مشينة، الجمعيات الخيرية نفسها لن تفعل ذلك أبداً”.

وكتب حسن وادي، المدير العالمي لمنظمة Human Concern International، على إنستغرام أن الأموال التي تم جمعها من خلال الأنشطة أرسلت فعلاً إلى غزة.

وكتب يقول: “أقترح عليك الحضور والمراقبة قبل أن تحكم خاصة في شهر رمضان، دعونا نكون إيجابيين ولا ندفع الناس بعيداً من فضلكم”. وأضاف أن الأنشطة لم تكن فارهة، بل تم تنفيذها “على نمط المسرح ودون زخارف فاخرة، بل مجرد لافتة”.

كما أطلق كينغ أيضًا صفحة LaunchGood لجمع الأموال بهدف تقديم وجبات ساخنة للصائمين في غزة، وقد جمعت الصفحة حتى الآن أكثر من مليون دولار.

لكن التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء صدرت عن مسلمين أو غير مسلمين أثارت عاصفة من الجدل، حيث تطرق المستخدمون إلى أنه لا يوجد ضمان بأن تذهب التبرعات إلى غزة.

ودافع كينج عن نفسه عبر فيسبوك وقال: “لدي أشخاص في حياتي وأنا مسؤول أمامهم، المجالس والمشرفون وطاقم العمل وضباط الامتثال والعائلة، لن أحاول أبداً أن أثبت لأي شخص عبر الإنترنت أنني مسلم حقاً، إنني أضع قلبي وروحي في الإسلام وهو الآن محور حياتي”.

وأضاف: “السرقة من الناس أو القضايا أو الجمعيات الخيرية جريمة، إذا كنت تعتقد أنني أفعل هذا فقم بتسليمي، ولكن إذا كان كل ما تفعله هو نشر منشورات على Instagram تقول فيها إنني لص، فأنت تتباهى لجذب الانتباه، اتصل بالشرطة أو بالمدعي العام لمدينتك وولايتك”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة