مستشفيات غزة النازفة! هل تقوى على الاستمرار؟

أدخل الهجوم الإسرائيلي الذي استمر خمسة أيام على غزة في وقت سابق من هذا الشهر المستشفيات الفلسطينية على الفور في وضع الأزمة.

وسارع العاملون في القطاع الصحي الذي يعاني أصلاً من نقص التجهيزات في ظل الحصار الذي تقوده إسرائيل منذ 16 عامًا إلى إجلاء المرضى لإفساح المجال لجرحى الضربات الجوية الجديدة.

أخذت الإمدادات الطبية والأدوية في النفاد بسرعة، بعدما كان قد تم تقنين توزيعها لتلبية احتياجات سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

وبدأ الأطباء يتهيؤون للأسوأ مع إغلاق إسرائيل للمعابر لمنع دخول الوقود والمساعدات والإمدادات الأخرى إلى القطاع.

وقال بسام الحمادين، الوكيل المساعد في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الوضع ازداد صعوبة عندما تعرضت العديد من المنازل لضربات جوية إسرائيلية في ذات الوقت.

وأضاف أن طواقم المستشفيات اضطروا إلى وقف جميع العمليات الجراحية لإعطاء الأولوية لضحايا القصف الذين احتاجوا إلى رعاية فورية ومركزة.

في خمسة أيام من القصف، الذي بدأ في 9 أيار/ مايو، قتلت إسرائيل 33 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال وجرحت 190 بينهم 64 طفلاً.

ومع وقف الهجوم بوساطة مصرية، تجنب النظام الطبي في القطاع أزمة كبيرة، لكن المستشفيات المنهكة لا تزال تكافح دون أمل قريب في التعافي التام.

“متوتر بشكل كبير”

وبحسب الحمادين، فقد أثر الهجوم على النظام الطبي بشكل كبير حيث أدى إلى “استنزاف سريع للموارد الحيوية” التي كان “من المفترض أن تكفي لمدة شهر في الظروف العادية، لكنها استنفذت في يوم واحد من حملة القصف”.

وأضاف الحمادين أن الطلب غير المسبوق خاصة على المواد الجراحية أدى إلى “نقصها بشكل كبير” في القطاع الذي كان يعاني قبل الهجوم من نقص بنسبة 50% من الأدوية والإمدادات.

ولا يزال قطاع الصحة يتعافى من آثار حملة القصف الإسرائيلية التي استمرت ثلاثة أيام في عام 2022 وحملة قصف أخرى استمرت 11 يومًا في عام 2021.

وتأتي العمليات العسكرية المتكررة في الوقت الذي تفرض فيه إسرائيل حصارًا جويًا وبحريًا وبريًا على غزة منذ عام 2007.

وبسبب الحصار يفتقر قطاع الصحة إلى البنية التحتية الملائمة فيما تعاني مرافقه من الإنهاك وتنقطع الخدمة في كثير من الأحيان بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وفقًا للأمم المتحدة.

وغالبًا ما تعاني المستشفيات والعيادات من أضرار مباشرة أو غير مباشرة من الضربات الجوية الإسرائيلية أثناء العمليات العسكرية.

فقد أصيب مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، والذي يقدم المساعدة لنحو 350 ألف شخص، بأضرار في التصعيد الأخير بعد قصف منزل مجاور له في غارة إسرائيلية.

وأوضح إياد أبو زاهر، مدير المستشفى، أن الهجوم تسبب في أضرار جزئية لعدة أقسام بما فيها وحدة العناية المركزة.

كما أصيب المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، شمال غزة، بأضرار طفيفة إثر قصف قريب أدى إلى انهيار الكابلات الكهربائية وأنظمة التكييف والسقوف في العديد من غرف المستشفى.

المرضى وعبور الإغلاق

ويعتبر مرضى القطاع الذين يتلقون العلاج خارجه من أول من عانى من الحصار والهجمات التي تتعرض لها المستشفيات.

فعلى سبيل المثال، تعطل الغارات حركة المرضى الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل الكلى بشكل منتظم خاصة المقيمين في المناطق النائية، مما يعرضهم لخطر المضاعفات التي تهدد حياتهم.

كما أصبح نقل عناصر الطاقم الطبي بمن فيهم الأطباء والمسعفين إلى المستشفيات مهمة شاقة بسبب القصف.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجمات تجعل المرضى الذين تمت إحالتهم من غزة للعلاج في الضفة الغربية عالقين أيضًا، حيث تغلق إسرائيل معبر بيت حانون (إيرز) الذي يربطها بغزة أثناء العمليات العسكرية.

ووفقًا لمركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره غزة، فقد مُنع 427 شخصًا من مغادرة غزة في الفترة ما بين 9-11 أيار/ مايو من هذا العام معظمهم من مرضى السرطان، وبينهم 27 حالة تتطلب علاجًا فورياً لإنقاذ للحياة.

مقالات ذات صلة