مسيرات تأييد السيسي في مصر تتحول إلى احتجاجات تطالب برحيله

انقلبت بعض المسيرات التي رعتها الحكومة المصرية للإعلان في البداية عن تأييد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب إعلانه الترشح لولاية ثالثة إلى مظاهرات مناهضة للحكومة في عدة أماكن في جميع أنحاء البلاد.

وأظهرت العشرات من مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متظاهرين في مدينة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط في محافظة المنوفية بدلتا النيل، يطالبون السيسي بالتنحي ويحرقون و لافتات حملته الانتخابية ويدوسون عليها.

وتم التقاط المشاهد في أعقاب تقارير عن فعاليات على مستوى البلاد، رعاها حزب مستقبل وطن الموالي للسيسي، احتفالاً بقراره الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في الفترة من 10 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر.

ويمكن سماع المتظاهرين في مقاطع الفيديو وهم يهتفون “الشعب يريد إسقاط النظام”.

كما اندلعت احتجاجات صغيرة في مدن أخرى بينها الإسماعيلية، حيث شوهد العشرات وهم يهتفون ضد الحكومة.

وتسلل هتاف وسط المتظاهرين يردد عبارة “استمر يا رئيس” لكن سرعان ما قوبل بترديد كلمة “لا” مباشرة.

وبحسب موقع “صحيح مصر”، وهو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي يعنى بمكافحة المعلومات المضللة وإجراء التحقيقات، فقد وقعت الاحتجاجات بعد ساعات قليلة من خطاب السيسي المتلفز مساء الاثنين الذي أعلن فيه ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر.

كما تحقق الموقع من اندلاع المظاهرات في شارع الإسكندرية بالقرب من مستشفى مرسى مطروح العام، إلا أن وزارة الداخلية المصرية أصدرت بيانًا على فيسبوك في وقت لاحق من يوم الاثنين، زعمت فيه أن الناس في الشوارع شاركوا في مناوشات خلال حدث فني.

وجاء في البيان أن “مشاجرة اندلعت بين بعض الشبان في مدينة مطروح بسبب التسابق لالتقاط الصور مع الشعراء الليبيين ما استدعى انتشار قوات الأمن للقبض على الجناة”.

الانتخابات الرئاسية

وتم تنظيم التجمع الانتخابي في البداية من قبل حزب مستقبل وطن، حيث خرج العشرات من المصريين إلى الشوارع مباشرة بعد خطاب السيسي المتلفز الذي أعقب مؤتمرًا استمر ثلاثة أيام عرض فيها إنجازاته خلال فترة حكمه التي استمرت تسع سنوات.

وقال في كلمته: “إذا كنت الشخص المناسب لهذا الدور، أسأل الله أن يوفقني وييسر لي الأمر، وأدعو جميع المصريين إلى مشاهدة هذا المشهد الديمقراطي واختيار الشخص المناسب لهذا الدور، هذا هو خيار كل المصريين الذين أحترمهم، لم أقطع قط وعودًا لا أستطيع الوفاء بها، كل ما يمكنني قوله هو أنني سأواصل العمل، العمل، العمل، والله سوف يسهل الأمور”.

إلا أن المؤتمر كان محاطًا أيضًا بالجدل، بعد أن أدلى الرئيس بعدد من التعليقات الغريبة، حيث قال أنه يتعين على شعبه تقبل احتمالية التعرض للجوع كثمن لنجاح البلاد. 

وقال أيضًا أن بإمكانه “تدمير مصر” من خلال توزيع المخدرات على الفقراء لإثارة الفوضى قبل الانتخابات الرئاسية.

و في بيان نُشر على موقع X، أدان السياسي اليساري والنائب السابق أحمد طنطاوي، الذي يقدم نفسه كمنافس الرئيسي للسيسي في الانتخابات، خطاب الرئيس وكتب مخاطباً السيسي مباشرة: “لقد مات المصريون جوعاً أثناء حكمك بسبب إدارتك، ولم يروا شيئاً من التنمية التي وُعدوا بها”.

وستجرى الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي تعاني فيه مصر، التي يقطنها أكثر من 109 ملايين نسمة، من أزمة اقتصادية حادة أدت إلى خسارة الجنيه المصري نصف قيمته مقابل الدولار، ما أدى إلى تضخم قياسي ونقص في العملات الأجنبية.

ويتولى السيسي منصب الرئاسة منذ عام 2014، بعد عام من إطاحته بسلفه المنتخب ديمقراطياً، محمد مرسي، من خلال انقلاب عسكري.

وفاز السيسي بولاية ثانية في انتخابات 2018 بانتصار ساحق، بنسبة 97% من الأصوات، ضد مرشح واحد كان أيضاً من مؤيديه، بعد أن تم اعتقال جميع المرشحين المعارضين البارزين أو انسحبوا من الانتخابات تحت الترهيب.

ومهدت التعديلات الدستورية عام 2019 الطريق أمام الجنرال السابق بالجيش البالغ من العمر 68 عاما للترشح لفترتين إضافيتين، فضلاً عن تمديد مدة كل فترة رئاسية من أربع إلى ست سنوات.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت الشهر الماضي مواعيد الانتخابات وحددتها في الفترة من 10 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر ، على أن تجري الترشيحات للانتخابات في الفترة من 5 إلى 14 تشرين الأول/ أكتوبر.

مقالات ذات صلة