نيويورك تايمز تحقق مع صحفية مستقلة دعت إلى تحويل غزة إلى مسلخ  

فتحت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً مع الصحفية المستقلة أنات شوارتز بسبب إعجابها بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي يدعو إلى تحويل غزة إلى “مسلخ” ويكرّس ادعاءات كاذبة مفادها أن حماس قطعت رؤوس 40 طفلاً رضيعاً في هجومها الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر. 

وكانت شوارتز، قد أبدت إعجابها بمنشورات تدعو إسرائيل إلى إعدام الفلسطينيين إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة، وقالت إن على الغربيين أن يعيشوا “الخوف” حتى يصدقوا أن حماس مثل داعش. 

وأثار تاريخ أداء شوارتز على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي كشفه مستخدم على منصة  Xتساؤلات حول تحيز وسائل الإعلام في صحيفة نيويورك تايمز وموثوقية التقرير الذي تمت مشاركته على نطاق واسع والاستشهاد به خلال الحرب على غزة. 

وقالت المتحدثة باسم الصحيفة دانييل رودس ها في بيان: ” نحن ندرك أن الصحفية المستقلة في إسرائيل والتي عملت مع التايمز قد أبدت إعجابها بالعديد من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي”. 

وأضافت ” تعد هذه الإعجابات انتهاكات غير مقبولة لسياسة مؤسستنا ونحن نقوم حاليًا بمراجعة الأمر.” 

يذكر أن صحيفة نيويورك تايمز كانت قد نشرت في كانون الأول/ ديسمبر تقريراً استقصائياً مطولاً بعنوان “صرخات بلا كلمات”، يعرض بالتفصيل نمطاً من الاعتداءات الجنسية والاغتصاب التي يُزعم أن مقاتلي حماس ارتكبوها خلال هجوم السابع من أكتوبر. 

وتمت مشاركة المقال على نطاق واسع وجرى الاستشهاد به في وسائل الإعلام، لكن الصحيفة بدأت تواجه انتقادات بسبب التقرير بعد وقت قصير من نشره. 

وتناقضت أقوال أفراد عائلة إحدى الضحايا المزعومين مع المزاعم الواردة في التقرير، قائلين إنه لم يعرف بعد ما إذا كان أحد أفراد أسرتهم قد تعرض للاغتصاب، بينما نفى آخرون تماما أن تكون قريبتهم قد تعرضت للاغتصاب. 

وأثارت تعليقات شوارتز تساؤلات حول التحيز في صحيفة نيويورك تايمز، التي قامت بطرد مصور صحفي مستقل بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم المقاتلين الفلسطينيين. 

وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على موقع  X : ” يا إلهي، واحدة من المؤلفين الثلاثة لخدعة الدعاية الفظيعة عن الاغتصاب الجماعي في صحيفة نيويورك تايمز هي أنات شوارتز، أعجبتها المنشورات التي تطالب بتحويل غزة إلى مسلخ، هذه هي الشخصية التي اختارتها صحيفة نيويورك تايمز للكتابة عن الفلسطينيين وتصويرهم كوحوش دون البشر”.  

ونشر مستخدم آخر لوسائل التواصل الاجتماعي يقول: ” هل ستتحمل صحيفة نيويورك تايمز هذا الأمر لو صدر عن الجانب الآخر؟ بالتأكيد لا”.  

وشاركت أنات شوارتز وابن أخيها آدم سيلا البالغ من العمر 24 عاماً في تأليف القصة مع الصحفي جيفري جيتلمان الحائز على جائزة بوليتزر. 

كما لفت مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الانتباه إلى حقيقة أن شوارتز وقريبها لم يعملا في صحيفة نيويورك تايمز حتى تشرين الأول/ نوفمبر، ويفتقران إلى الخبرة الصحفية التقليدية. 

عملت شوارتز في صناعة الأفلام الوثائقية وفي تحليل البيانات قبل أن يتم تعيينها في صحيفة نيويورك تايمز وفقًا لملفها الشخصي على LinkedIn، فهي مديرة وكاتبة سيناريو في منفذ الإعلام الإسرائيلي المملوك للدولة، Kan 

وكتب مستخدم آخر لوسائل التواصل الاجتماعي: ” كيف تمكنت أنات التي لا تملك أي خبرة صحفية، ومؤلفها المشارك آدم سيلا البالغ من العمر 24 عامًا من نشر تحقيق على الصفحة الأولى؟”. 

جدير بالذكر أن شوارتز، التي أفادت التقارير أنها أدت خدمتها العسكرية في المخابرات الجوية الإسرائيلية، أعجبت أيضًا بمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تقول إنه من الضروري إنشاء ” رواية مفادها أن حماس هي داعش لأغراض تخويف الغربيين”. 

ومن المرجح أن تضيف هذه المعلومات المزيد من الضغوط على تقارير صحيفة نيويورك تايمز عن غزة، حيث دفعت الانتقادات الداخلية الموجهة للتقرير من قبل موظفي غرفة الأخبار الصحيفة إلى إلغاء بث صوتي مخطط له حول التقرير، وفقًا لما ذكره موقع  The Intercept 

مقالات ذات صلة