أدلة جديدة عن استمرار تدفق شحنات النفط من تركيا إلى دولة الاحتلال رغم الحظر

بقلم كاثرين هيرست

أظهرت تقارير جديدة تواصل توريد شحنات النفط الخام من تركيا إلى دولة الاحتلال رغم فرض أنقرة حظراً تجارياً على تب أبيب في مايو/أيار بسبب ممارساتها في غزة.

وتشير بيانات الشحن والصور الفضائية التي جمعها باحثون من حملة “أوقفوا تغذية الإبادة الجماعية”، التي تدعمها منظمة “بروجريسيف إنترناشيونال”، إلى أن ناقلة نفط شحنت النفط الخام مباشرة من ميناء جيهان التركي إلى خط أنابيب بالقرب من عسقلان على سواحل دولة الاحتلال.

ويعتبر الميناء المحطة الأخيرة في خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، الذي ينقل النفط الخام من أذربيجان، ثم يتم شحنه من محطة حيدر علييف في جيهان إلى الدولة العبرية، حيث يمثل هذا المصدر نحو 30% من واردات الاحتلال من النفط الخام للاحتلال.

وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، وسط احتجاجات عالمية ضد دور تركيا في تسهيل الشحنات، نفى وزير الطاقة التركي أن تكون أي ناقلات نفط قد غادرت ميناء جيهان إلى دولة الاحتلال منذ أن بدأت أنقرة حظرها التجاري.

غير أن البحث الجديد أشار إلى أن شحنة من النفط الأذربيجاني الخام نقلت على متن ناقلة من جيهان في أواخر أكتوبر/تشرين الأول ثم أوقفت إشارة التتبع الخاصة بها، ولم تظهر إلا بعد عدة أيام في صقلية. 

وباستخدام صور الأقمار الصناعية، تمكن الباحثون من تتبع السفينة وهي ترسو في محطة نفط بالقرب من عسقلان في إسرائيل.

وكشفت بيانات الشحن البحري أن ناقلة سيفيجور وصلت إلى محطة حيدر علييف في جيهان في 28 أكتوبر/تشرين الأول، وسجلت على أنها أثقل وزناً بعد المغادرة.

ويقول الباحثون أنه وبما أن المحطة هي آخر نقطة على خط أنابيب باكو-تيتشي، وتصدر النفط الخام بشكل شبه حصري وفقاً لـ Marine Traffic، فهذا يشير إلى أن الناقلة ربما كانت تحمل على متنها نفطاً خاماً من أذربيجان.

وعندما وصلت الناقلة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أوقفت إشارة التتبع الخاصة بها، ولم تظهر إلا بعد سبعة أيام عندما كانت متجهة إلى ميناء ريبوستو في صقلية.

ووفقاً لسجلات الميناء، وصلت الناقلة إلى صقلية أخف وزناً، مما يشير إلى أنها أفرغت حمولتها بين التوقفين المسجلين.

وباستخدام صور الأقمار الصناعية، تمكن الباحثون من تحديد الناقلة وهي ترسو في محطة EAPC بالقرب من عسقلان في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الباحثون إنهم يعتقدون أن الشحنة ليست الوحيدة، وأن ناقلات نفط متعددة استخدمت الطريق منذ فرض الحظر التجاري التركي في مايو/أيار.

وأوضح فيليكس، الباحث في حملة “أوقفوا تغذية الإبادة الجماعية”، لموقع ميدل إيست آي: “إن الأدلة على وجود سفينة سيفيجور ليست سوى قمة جبل الجليد فيما يتعلق بالتجارة الجارية بين إسرائيل وتركيا”.

وكان موقع ميدل إيست آي قد نقل عن مجموعة المناصرة Oil Change International، التي قدمت تقريراً يتتبع شحنات النفط إلى إسرائيل حتى يوليو/تموز 2024 القول أن مصادر بياناتها أظهرت شحنات متعددة من جيهان منذ مايو/أيار.

هذا وزادت صادرات أذربيجان النفطية إلى دولة الاحتلال أربعة أضعاف منذ بداية هذا العام، حيث ارتفعت من 523.554 طنًا في يناير/كانون الثاني إلى 2.372.248 طنًا في سبتمبر/أيلول.

وقال مسؤول تركي في وقت سابق أن شركة النفط البريطانية تبيع النفط لشركات وسيطة، لا تستطيع أنقرة السيطرة عليها، حيث تلتقط الناقلات النفط “دون الإعلان عن وجهتها النهائية”.

وكشف تقرير استقصائي صادر عن منظمة حظر الطاقة من أجل فلسطين النقاب عن أنه يتم تكرير النفط الخام الذي يوفره خط أنابيب بي.تي.سي واستخدامه في تزويد الطائرات المقاتلة والدبابات والمركبات العسكرية بالوقود في عدوان الاحتلال على غزة.

ولاحظ التقرير أنه في حال قررت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فإنه يمكن اعتبار الجهات الفاعلة المشاركة في الشحنات، بما في ذلك تركيا، تنتهك واجب منع الإبادة الجماعية من خلال توريد الوقود إلى إسرائيل.

وقالت فارشا جانديكوتا نيلوتلا، المنسقة العامة المشاركة لمنظمة التقدم الدولي: “إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة تستند إلى سلسلة إمداد واسعة النطاق”.

وأضافت أن هذه السلسلة تشمل “الأسلحة من الولايات المتحدة، ورحلات الاستطلاع من المملكة المتحدة، وتكنولوجيا المراقبة من الهند، والنفط من أذربيجان، والموانئ في جميع أنحاء العالم”.

وأوضحت أن “على كل دولة التزام قانوني بمنع الإبادة الجماعية، وكل شحنة وقود مسموح بها تنتهك هذا الالتزام”.

وتأتي الأدلة الجديدة في أعقاب إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا قطعت كل العلاقات مع إسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، منعت تركيا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من استخدام مجالها الجوي لحضور مؤتمر في العاصمة الأذرية باكو.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة