لقي أربعة أشخاص مصرعهم يوم السبت في تجدد الاشتباكات بين مجموعات مسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
واندلع القتال مساء الخميس حين اشتبكت عناصر من فصائل مسلحة صغيرة في المخيم المجاور لصيدا مع مقاتلين من حركة فتح قبل أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار يوم الجمعة بعد إصابة ما لا يقل عن 20 شخصا.
غير أن الاشتباكات العنيفة تجددت صباح السبت في أزقة المخيم، ما أدى إلى مقتل الأربعة وبينهم عضو في فتح وآخر من جماعة الشباب المسلم واصابة عشرات آخرين، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
"وين أروح بحالي أنا وأولادي".. نازح من مخيم عين الحلوة يتوجه إلى البحر مع عائلته؛ لعدم وجود مأوى بسبب الاشتباكات المسلحة. pic.twitter.com/Z1bUH6UYax
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 9, 2023
وجاءت الاشتباكات الأخيرة بعد أكثر من شهر من قتال مماثل دار بين ذات الجماعات المسلحة، وأسفر في حينه عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 40 آخرين.
وتصاعدت حدة التوتر في تموز/ يوليو عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها عضو كبير في إحدى الجماعات المسلحة المحلية المنافسة لفتح.
وقُتل أبو شريف العرموشي، أحد كبار قادة حركة فتح في المخيم الخاضع للسيطرة الأمنية من قبل الحركة، مع أربعة من حراسه في كمين انتقامي لمحاولة الاغتيال الفاشلة.
واستخدمت الرشاشات الثقيلة والقنابل اليدوية والصواريخ المحمولة على الكتف في الجولة الماضية من الاشتباكات التي دارت في المخيم المكتظ بالسكان.
وكانت لجنة العمل الفلسطيني المشترك، وهي مظلة تضم الفصائل الفلسطينية في لبنان، قد أعلنت عقب الاشتباكات السابقة عن وقف القتال بعد ثلاثة أيام من اندلاعه.
كما أعلنت عن تأسيس لجنة لتقديم المسؤولين عن وفاة العرموشي إلى العدالة، الأمر الذي لم يتم تنفيذه منذ ذلك الحين.
ويقع مخيم عين الحلوة قرب صيدا في جنوب لبنان، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في البلاد، ويبلغ تعداد سكانه نحو 80 ألف نسمة يعيشون في مساحة 1.5 كيلومتر مربع فقط.
ويقيم أكثر من 480 ألف لاجئ فلسطيني مسجل في 12 مخيماً في جميع أنحاء لبنان، تقع مسؤولية أمنها وإدارتها من الداخل على عاتق الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها فتح، فيما تسيطر القوات اللبنانية على نقاط التفتيش المؤدية إلى المخيمات ولا تتدخل في الأمور الأمنية داخلها.