أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء شاباً فلسطينياً بعد أن أرسلته إلى مستشفى النصر في خان يونس للطلب من النازحين هناك بضرورة إخلاء المستشفى.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت الشاب وهو يرتدي ملابس واقية ويداه مقيدتان فيما كان يتحدث إلى الفلسطينيين داخل المستشفى.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الصحفي الفلسطيني محمد أكرم الحلو شهادته التي أدلى بها في الفيديو قائلاً أنه جرى احتجاز الشاب واعتقاله في المستشفى، قبل إعادته ليخبر الآخرين بضرورة مغادرة المبنى.
وأوضح الحلو أن ” القوات الإسرائيلية قامت بمضايقة الشاب ومعاملته بشكل سيئ، وهددته باقتحام المستشفى وإصابة المتواجدين فيه وقتله إذا لم يفعل ما طُلب منه.
وأضاف: ” عندما غادر الشاب المستشفى بعد أن فعل ما قيل له، أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه، ثلاث مرات بدم بارد في محيط المستشفى”.
وتابع الحلو: ” حاولت والدة الشاب إقناعه بعدم الخروج من المستشفى، لكنه اضطر إلى ذلك لأنه كان قد تلقى تهديدات شديدة”.
من جانبه أكد الدكتور خالد السر، وهو أحد آخر الجراحين المتبقين في مستشفى النصر أن مدنيين فلسطينيين استشهدوا دون أن يتضح ما إذا كان من بينهم الرجل الذي أرسله الإسرائيليون لتحذير الآخرين.
ووصف الطبيب الهجوم على المستشفى ومحيطه بـ “المروع”، مضيفاً: ” اليوم، أبلغ الجيش الإسرائيلي الجميع أنه سيقصف المستشفى وطلب من الناس إخلاءه خلال نصف ساعة”.
وتابع: ” لقد صرخ الإسرائيليون على المتواجدين باستخدام مكبرات الصوت عبر طائرة بدون طيار وأرسلوا رسائل مع مجموعة من الفلسطينيين الذين تم احتجازهم من قبل إلى إدارة المستشفى لإبلاغها بضرورة المغادرة”.
وتؤكد رواية السر استشهاد فلسطينيين عند مدخل المستشفى، مشيراً إلى أنه ” على الرغم من مطالبة الجنود للناس بإخلاء المستشفى عبر طريق آمن إلا أنهم أطلقوا النار على ثلاثة مدنيين أمام بوابات المستشفى”.
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، أن ثلاثة أشخاص استشهدوا برصاص قناصة إسرائيليين في المستشفى وأصيب 10 آخرون.
وحذرت الوزارة من أن الوضع أصبح أكثر خطورة بالنسبة للمدنيين مع تصاعد نشاط القوات الإسرائيلية في المنطقة.
وكانت النيران قد اندلعت في مستودع للإمدادات الطبية خلال الهجوم، حيث قدرت الوزارة إتلاف نحو 80% من الموجودات الطبية.
وقال الصحفي بقناة الجزيرة هاني محمود يوم الأربعاء أن وضع الطاقم الطبي ومئات النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى أصبح “محفوفًا بالمخاطر أكثر فأكثر”.
وقال محمود أن البوابة الشمالية للمستشفى قد دمرت وتم إغلاقها بالركام والرمال، مضيفاً أن المستشفى تحول إلى “ساحة معركة”.
وأضاف: ” الجنود يطلقون النار على كل شيء ويستهدفون الجميع بمن فيهم الأطباء والممرضون وهناك جثث في فناء المستشفى”.
وتابع: ” لقد استشهد هؤلاء الأشخاص بعد أن طُلب منهم الإخلاء، هذا الوضع مرهق للغاية بالنسبة للمتواجدين حالياً داخل المبنى”.
ومن وجهة النظر القانونية، فأن هجمات إسرائيل على المستشفيات قد تسجل كانتهاكات لاتفاقيات جنيف التي تتطلب حماية المرافق الطبية.
وقالت ماتيلد فيليب جاي، خبيرة القانون الدولي، لصحيفة الغارديان أنه ” يحظر تحويل المستشفيات المدنية المعترف بها إلى مناطق قتال ويحظر أيضًا استخدام السكان المدنيين المرضى أو الجرحى كدروع بشرية فهذه جريمة حرب مثل القتال من داخل المستشفى”.
كما تحظر المادة 8 من نظام روما الأساسي، الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ” توجيه الهجمات عمدًا ضد المباني المخصصة للأديان، أو التعليم، أو الفن أو العلوم أو الأغراض الخيرية والآثار التاريخية والمستشفيات والأماكن التي يتم فيها جمع المرضى والجرحى”.