أسرى محررون يؤكدون نقل الدكتور أبو صفية إلى سجن سدي تيمان سيء السمعة

قال أسرى فلسطينيون أفرج عنهم مؤخراً من سجون الاحتلال أن الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان محتجز في سجن سدي تيمان سيئ السمعة، حيث تنتشر الانتهاكات من قبيل التعذيب والقتل والاغتصاب.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أبو صفية يوم الجمعة، بعد اقتحامها لمستشفى كمال عدوان الذي تعرض للقصف بعد حصار دام ثلاثة أشهر تقريبا لشمال غزة، وهو آخر مستشفى عامل في المنطقة.

وشهد اقتحام المستشفى واعتقال من فيه أحداثاً مأساوية حيث أخرجت قوات الاحتلال جميع أفراد الطاقم الطبي والمرضى وأقاربهم من المستشفى تحت تهديد السلاح، وأجبرتهم على خلع ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية وقامت بنقلهم إلى مكان غير معروف.

وأظهرت الصورة الأخيرة لأبو صفية الطبيب يغادر المستشفى بردائه الأبيض بين أكوام الركام سائراً بمفرده نحو صف من دبابات الاحتلال التي تجمعت خارج المستشفى المدمر.

وزعم جيش الاحتلال يوم السبت، ودون تقديم أي دليل، أنه يحتجز أبو صفية للاشتباه في “كونه عضواً إرهابياً في حماس”، قبل أن يؤكد عدد من المعتقلين السابقين الذين أطلق سراحهم من سجن سدي تيمان العسكري في صحراء النقب يوم الأحد أنه وآخرون من الطاقم الطبي في كمال عدوان معتقلون هناك.

وأوضح أسير فلسطيني أفرج عنه مؤخرًا إنه سمع اسم أبو صفية يُقرأ، بينما قال معتقلان سابقان لشبكة CNN إنهما رأياه في السجن، فيما ذكر يحيى زقوت أن أبو صفية كان في الزنزانة المجاورة له.

وقال في مقطع فيديو اطلع عليه موقع ميدل إيست آي: “سمعتهم ينادون باسمه بين الأسماء التي ينادون بها كل صباح ومساء”.

وفي الوقت نفسه، قال علاء أبو بنات، وهو أسير آخر أفرج عنه مؤخرًا، إنه تم إحضار أبو صفية وفريق طبي من كمال عدوان إلى سدي تيمان.

وأضاف لشبكة CNN: “ما زالوا جميعًا رهن الاعتقال، لقد عاملوهم بشكل سيئ للغاية، وخاصة الأطباء، وقد سمعت أن أبو صفية تعرض للضرب حتى نزفت عينه“.

وكانت عائلة أبو صفية قد قالت لشبكة CNN: “يُعرف سدي تيمان بالوحشية والتعذيب، لا يمكننا أن نتخيل ما يمر به والدنا في ذلك المكان وما إذا كان بخير أم لا، دافئًا أم بارداً، جائعًا أم متألمًا؟”.

وتابعت العائلة أن “حجم الجهود الهائلة التي بذلها منذ بداية الحرب لدعم نظام الرعاية الصحية الوحيد لسكان شمال غزة معلوم للجميع”.

هذا وازدادت وتيرة الدعوات الموجهة لدولة الاحتلال لإطلاق سراح أبو صفية، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إنها “مذهولة” من اقتحام المستشفى، فيما طالبت منظمة ميد جلوبال، وهي منظمة غير حكومية إنسانية تقدم الرعاية الصحية في مناطق الكوارث، بالإفراج الفوري عنه.

وذكر زاهر سحلول، رئيس ميد جلوبال، في بيان: “اعتقال أبو صفية ليس ظالمًا فحسب، بل هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي، الذي يؤكد على حماية العاملين في المجال الطبي في مناطق الصراع”.

وأضاف: “تدعو ميد جلوبال بشكل عاجل إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور أبو صفية”.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت آلاف الفلسطينيين منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث يتم احتجاز واستجواب معظمهم في سدي تيمان، حتى لو كانوا غير مقاتلين.

وتنتشر في السجن المذكور ممارسات التعذيب والاغتصاب والقتل، حيث وجدت التحقيقات التي أجراها موقع ميدل إيست آي وسي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز أمثلة واسعة النطاق على تلك الانتهاكات.

وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، نشر أبو صفية، وهو طبيب أطفال، عشرات الفيديوهات وأرسل نداءات إلى المجتمع الدولي للتحرك ووقف هجمات الاحتلال على مستشفى كمال عدوان.

وحذر مراراً وتكراراً من أن حياة المرضى والطاقم الطبي معرضة للخطر وسط القصف الإسرائيلي المستمر والحصار الذي يمنع دخول المساعدات والأغذية.

وقال أبو صفية في مقطع فيديو قبل شهرين: “بدلاً من تلقي المساعدات، نتلقى الدبابات التي تقصف مبنى المستشفى”.

وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول، استشهد نجل أبو صفية في غارة سابقة على المستشفى، وفقاً لمسؤولي الصحة، وبعد شهر، أصيب في غارة جوية أخرى على مجمع المستشفى.

هذا ويتُهم جيش الاحتلال باستهداف النظام الصحي في غزة عمداً من خلال الهجمات المستمرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء منذ الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب دولة الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال قد شنت غارات على أكبر مستشفيين في القطاع، هما مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومستشفى ناصر في خان يونس، مما أدى إلى تدميرهما بالكامل.

وكثف جيش الاحتلال هجومه على مستشفى كمال عدوان وشمال غزة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول عندما تم تقديم اقتراح مثير للجدل يعرف باسم “خطة الجنرالات” إلى حكومة الاحتلال.

وتقتضي الخطة تفريغ المناطق الواقعة شمال ممر نتساريم الذي يقسم غزة إلى قسمين من سكانها حتى تتمكن قوات الاحتلال من إنشاء “منطقة عسكرية مغلقة”، حيث تعتبر الخطة كل فلسطيني يختار البقاء في المنطقة عضواً في حماس ويمكن قتله.

ومنذ إطلاق الخطة، اتُهمت قوات الاحتلال بالتسبب في مفاقمة التجويع وسوء التغذية لتطهير الفلسطينيين عرقياً، حيث ذكرت منظمة أوكسفام الأسبوع الماضي أن 12 شاحنة مساعدات فقط دخلت شمال غزة هذا الشهر.

وخلال الشهر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وتواجه دولة الاحتلال أيضًا قضية إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب حربها المستمرة على القطاع.

مقالات ذات صلة