انطلقت عدة قوارب متجهة إلى غزة محملة بالمساعدات الإنسانية من إسبانيا وذلك بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى مجاعة مميتة من صنع الإنسان.
يعد أسطول الصمود العالمي أكبر قافلة مساعدات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر عام 2023، حيث انضم إلى البعثة أكثر من 300 ناشط مؤيد للفلسطينيين من 44 دولة، بما في ذلك السياسية البرتغالية اليسارية ماريانا مورتاجوا والناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثنبورغ.
وقد غادر حوالي 20 قارباً من عدة موانئ إسبانية محملة بالغذاء والدواء والإمدادات الأساسية لسكان غزة.
دعت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، وهي مجموعة حملات مقرها المملكة المتحدة، إلى تقديم الدعم العالمي، في بيان لها: “إن أسطول الصمود ليس مجرد مجموعة من القوارب التي تحمل مساعدات رمزية وناشطين من جميع أنحاء العالم، إنه عمل احتجاجي عالمي ورسالة إنسانية قوية ضد صمت المجتمع الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية”.
“نحن ننحدر إلى مجاعة واسعة النطاق، فنحن بحاجة إلى إدخال كميات هائلة من المواد الغذائية إلى القطاع وتوزيعها بشكل آمن في جميع أنحاء قطاع غزة” – ينس لاركه- المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)
وجاء في البيان: “ويؤكد الأسطول أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من الإبادة الجماعية والمجاعة، وأن كل سفينة تبحر تحمل صرخة أمل لغزة المحاصرة وصوتاً عالمياً يطالب برفع الحصار ووضع حد فوري للظلم”.
أكدت اللجنة أيضاً بأن قوارب إضافية سوف تغادر تونس الأسبوع المقبل للانضمام إلى الأسطول القادم من برشلونة.
وقد أعلن رئيس اللجنة، زاهر بيراوي، بالقول: “كل سفينة في أسطول الصمود تحمل رسالة واضحة للعالم، لا يمكن محاصرة إرادة الشعب وصوت الحرية سيجد طريقه إلى الأمام، فهذه ليست مجرد رحلة بحرية، بل هي عمل إنساني من أعمال المقاومة ضد الاحتلال – عمل يفضح جرائمه ويضرب جدار الصمت والتواطؤ والموت”.
حصار
تفرض إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً صارماً على غزة منذ عام 2007، وتفرض رقابة مشددة وتقييداً شديداً على دخول البضائع والمساعدات والأشخاص.
منذ أكتوبر عام 2023، عندما شنت إسرائيل حربها على غزة، اشتد الحصار أكثر، مما دفع السكان إلى أزمة إنسانية كارثية، وفي الأسبوع الماضي، تم الإعلان رسمياً عن المجاعة في غزة بعد أشهر من النقص الحاد في الغذاء.
وقد لقي ما لا يقل عن 340 شخصاً من بينهم 124 طفلاً، حتفهم بسبب سوء التغذية خلال الإبادة الجماعية، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، ولا يزال الوضع سيئاً، فمنذ إعلان المجاعة في 22 أغسطس، ساءت الأوضاع.
حذر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لاركه: “نحن ننحدر إلى مجاعة واسعة النطاق، فنحن بحاجة إلى إدخال كميات هائلة من المواد الغذائية إلى القطاع وتوزيعها بشكل آمن في جميع أنحاء قطاع غزة”.
يذكر أن قافلتي مساعدات نظمهما “تحالف أسطول الحرية” حاولتا الوصول إلى غزة في يونيو ويوليو الماضيين، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتهما في المياه الدولية، وتم اعتقال النشطاء الذين كانوا على متن الطائرة ثم تم ترحيلهم فيما بعد.
وفي شهر مايو، تعرضت سفينة أخرى تابعة لـ FFC كانت تبحر باتجاه غزة لقصف بطائرتين إسرائيليتين بدون طيار بالقرب من المياه المالطية.
وفي عام 2010، اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة، كجزء من مهمة مماثلة لأسطول الحرية، وقتلت القوات الإسرائيلية 10 نشطاء خلال المداهمة.