نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا أكد فيه أن منتخب المغرب يلغي الحدود ويكسب قلوب العرب في مونديال قطر 2022، حيث يعتقد المشجعون أن نجاح أسود الأطلس يعتمد على المواهب العالمية، حيث ولد 14 من أصل 26 لاعباً منهم في الخارج.
وقال التقرير إن أشرف حكيمي، الظهير الأيمن في المنتخب المغربي، ولد ونشأ في اسبانيا وسفيان بوفال، الذي كان له دور فعال في اللعب، ينحدر من فرنسا، فيما ولد اللامع حكيم زياش في هولندا.
إن ظاهرة التوجه للعب في أندية عالمية ليست خاصة بالمنتخب المغربي، حيث إن أكثر من 130 لاعباً في المونديال يمثلون دولا غير تلك التي ولدوا فيها.
ويعد نجم الوسط وهبي الخزري واحدا من بين العديد من اللاعبين المولودين في فرنسا والذين يلعبون في المنتخب التونسي، كما أن الولايات المتحدة وإنجلترا وأستراليا وقطر البلد المستضيف، كلهم استدعوا لاعبين ولدوا في الخارج.
لكن المغرب تميزت بكونها البلد الأكثر ضما للاعبين مولودين في الخارج، في المونديال.
قال أيمن الفلياني، طالب في تطوان، المدينة الواقعة على بعد 220 كيلومترًا شمال العاصمة الرباط، لموقع “ميدل إيست آي” إنه يعتقد أن “مفهوم الجنسية هو مفهوم فضفاض”.
وكمثال على ذلك، أوضح فلياني أن المدافع الهولندي المولد، نصير مزراوي، وهو أحد لاعبيه المفضلين، صنع مسيرته الكروية مع أندية أوروبية لكنه مولود لأبوين مغربيين.
وأضاف قائلاً: “كمغربي، لا يهمني إذا كان اللاعبون قد ولدوا على سطح المريخ”.
ويواصل حكيمي الإشادة بتراثه المغربي، وقد نال الثناء مرارًا وتكرارا من لاعبين أسطوريين مثل نور الدين النيبت، الذي وصفه بأنه “فخر للمغرب وفرحة للبلاد”.
بالنسبة لجماهير أسود الأطلس، فإن أهمية الوطنية وقدرة الفريق على تحقيق الفوز تفوق بكثير أهمية مكان الميلاد.
“يقدر المغاربة حقيقةَ أن العديد من لاعبي كرة القدم هؤلاء كان لديهم خيار اللعب للمنتخبات الأوروبية، لكنهم اختاروا اللعب لبلادهم الأصلية بدلاً من ذلك”- بن موسى
وتقول المغربية، فاطمة الزهراء حياد، المحترفة في مجال التسويق، “إن الفريق الحقيقي- خاصة اللاعبين ثنائيي الجنسية أو الذين عاشوا طيلة حياتهم في الخارج- يمثلون المغرب طالما لديهم حب لهذا البلد ويساهمون في نجاحه”.
وأضافت بالقول: “طالما لديك صلة دم بالمغرب، فأنت مغربي، أي نجاح لك أو حتى أي مساهمة لك في المغرب ستعتبر مصدرا للفخر”.
وبدوره، قال محمد بن موسى، الأستاذ المشارك بجامعة الشارقة، “إن العلاقات بين الوطن والعالم الخارجي تزداد قوة، وذلك بفضل السفر المتكرر والزواج، لدرجة أنك لا تكاد تجد أسرة مغربية واحدة ليس لديها فرد من أفراد العائلة أو ربما أكثر في الخارج”.
وأضاف: “يُنظر إلى المنتخب الوطني على أنه يمثل هذا الجانب الأساسي للهوية المغربية الحديثة، وفي الواقع، إن القدرة على العيش وصناعة النجاح في الخارج، كما فعل هؤلاء اللاعبون، هو مصدر فخر إضافي”.
تطوير البنية التحتية
يشعر المشجعون بالقلق من أن نقص الاستثمار في الدوري المغربي المحلي قد يعيق صناعة نجوم لامعين في البطولات المقبلة.
وأعرب فيلياني، الطالب في تطوان، عن أسفه لأن “العديد من لاعبي كرة القدم الشباب يرون أنه لا يمكن لأحلامهم أن تكبر باللعب على المستوى المحلي، بسبب ندرة، أو بالأحرى الافتقار التام، للبنية التحتية الرياضية التي من شأنها أن توفر الدعم لهذه المواهب الناشئة”.
وقبل عدة سنوات، انعكست بعض هذه المخاوف برفض الفيفا عرض المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 بعد ما أثار تقرير، صدر عام 2018، تساؤلات حول مدى ملاءمة البنية التحتية للمملكة وجودة منشآتها، حيث سلط المفتشون الضوء على الملاعب باعتبارها منطقة “عالية الخطورة”.
لكن المغاربة، اليوم، غدوا متحمسين للتقدم في تطوير كرة القدم في البلاد من قبل مسؤوليهم، حيث وجد استطلاع للرأي، صدر خلال هذا العام، من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وهو وكالة حكومية مغربية، أن 60 في المائة من المشاركين يعتقدون أن “السياسات يجب أن تستهدف” كرة القدم.
وكانت المغرب قد قامت بالفعل باتخاذ خطوات لمعالجة هذه المخاوف حيث افتتحت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لصناعة المواهب المحلية في 2009 واستضاف ورشة عمل “تنمية المواهب” مع الفيفا في يونيو.
أما بالنسبة لمونديال 2022، فالمشجعون يخططون لدعم أسود الأطلس في كل خطوة.
وفي السياق، قال بن موسى: “يقدر المغاربة حقيقة أن العديد من لاعبي كرة القدم هؤلاء كان لديهم خيار اللعب للمنتخبات الأوروبية، لكنهم اختاروا اللعب لبلادهم الأصلية بدلاً من ذلك، فهذا هو الدليل القاطع على كونك مغربيًا حقيقيًا”.