بقلم ندى عثمان
ترجمة وتحرير مريم الحمد
رحل الأكاديمي الفلسطيني المرموق، فضل أبو هين، الأستاذ وعالم النفس في جامعة الأقصى في غزة، بعد أن قتلته رصاصة قناص إسرائيلي في 23 يناير.
لقد قتل الدكتور أبو هين خلال حصار القوات الإسرائيلية للمنطقة التي تضم جامعة الأقصى في خان يونس، فرغم تعرض الجامعة لأضرار جرّاء الهجمات الإسرائيلية، إلا أن النازحين كانوا يتدفقون إليها.
“على المدى الطويل، سوف تنمو الصدمة مع الطفل وتصبح جزءًا من شخصيته” الطبيب الراحل فضل أبو هين
ويعتبر أبو هين خبيراً في علاج الصدمات النفسية وحالات الصحة العقلية الناجمة عن سنوات الحرب، مما جعل الكثير من طلابه وزملائه يذكرونه في رثائهم.
نشر أحد الأكاديميين في غزة على موقع اكس فكتب: “لقد أجريت مقابلات مع فضل أبو هين على مر السنين، يجب عليك قراءة كلماته والتعرف على عمله الأكاديمي، قلبي ينفطر على الخسارة الفادحة لشعب غزة”.
وكتب آخر: “من المحزن جدًا أن نفقد زميلًا أكاديميًا، صاحب الخبرة والأبحاث والأنشطة المجتمعية في مجال الصدمات النفسية وتأثيرها على الصحة العقلية وخاصة الأطفال في غزة”.
تجدر الإشارة إلى أن عمل أبو هين تضمن السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة كجزء من المؤتمرات والاجتماعات الأكاديمية، وقد عمل أستاذاً لعلم النفس في جامعة الأقصى لأكثر من 20 عاماً، نشر خلالها في العديد من المجلات والمقالات البحثية في مجال تخصصه، كما كان مديرًا لمركز التدريب المجتمعي لإدارة الأزمات في غزة.
في مقابلة مع صحيفة الغارديان عام 2005، قال الطبيب أبو هين أن الأطفال الفلسطينيين أصبحوا “غير مبالين بالموت” بعد الانتفاضة الثانية، وأضاف: “على المدى الطويل، سوف تنمو الصدمة مع الطفل وتصبح جزءًا من شخصيته”، مشيرًا إلى أن الأطفال أصيبوا بصدمات نفسية بسبب إطلاق النار والغارات الليلية وعمليات الهدم والضغوط التي يتعرضون لها.
منع سيارات الإسعاف من الوصول!
بحسب تقرير في صحيفة نيويورك تايمز، فقد اعتقل أبو هين عام 2003 بتهمة حيازة الأسلحة والتحريض، وذلك أثناء توغل إسرائيلي أدى إلى مقتل 13 فلسطينياً، من بينهم إخوته الثلاثة، وفي وقت لاحق، قامت إسرائيل بتسوية منزل عائلته بالأرض.
ووفقاً لمركز حقوق الإنسان، فقد تعرض أبو هين للحرمان من النوم وأجبر على البقاء في أوضاع مؤلمة لفترات طويلة أثناء استجوابه.
كانت إحدى أهم بصمات أبو هين الأكاديمية هي محاربته لوصمة العار المرتبطة بقضايا الصحة العقلية وخاصة بين الرجال، حيث كان يرى أن الصراع المستمر له “تأثير كارثي” على نفسية أطفال غزة، وأن أعراض الصدمة الطويلة الأمد الشائعة تشمل الذعر وانعدام الثقة وانعدام الشعور بالأمان، مما جعلهم أكثر انطوائية أو أكثر عدوانية تجاه الآخرين.
وفي مقابلة أجريت معه عام 2022 قال: “من الصعب توفير العلاج النفسي للأطفال لأن غزة تعيش واقعاً متغيراً بين الحين والآخر”.
وتعد خانيونس، التي توفي فيها أبو هين، أحدث بؤرة للحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة، فمنذ بدء الحرب، اضطر الفلسطينيون إلى الانتقال من منطقة إلى أخرى، ومع استقرار القناصة والدبابات في مواقعهم في خان يونس قبل أيام، منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)