استشهد ثلاثة أطفال فلسطينيين بسبب انخفاض درجات حرارة أجسامهم جنوب غزة خلال اليومين الماضيين، حيث يجعل حصار الاحتلال الخانق ظروف الشتاء القاسية عاملاً أساسياً في تحويل القطاع إلى بيئة غير صالحة للسكن.
وأفاد الأطباء يوم الأربعاء أن طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أسابيع تجمدت حتى الموت بين عشية وضحاها مع انخفاض درجات الحرارة وسط شتاء رطب في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.
وذكر الأطباء أن خيمة الطفلة لم تكن محكمة الغلق ضد الرياح وأن الأرض كانت باردة، في حين عُثر على طفلة أخرى تدعى سيلا محمود الفصيح فاقدة للوعي يوم الخميس، قبل أن تتدهور حالة رئتيها وتفارق الحياة أيضاً بسبب انخفاض حرارة الجسم.
وقال والد الطفلة في مقطع فيديو تمت مشاركته عبر الإنترنت، وهو يحتضنها في كفن أبيض وشفتيها الأرجوانية مرئية على وجهها الشاحب: “في الصباح، عندما كانت والدتها سترضعها مرة أخرى، وجدناها زرقاء اللون، وكان الدم يسيل من فمها بسبب البرد، لقد عضت لسانها وتجمدت”.
وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، على منصةX أن الطفلة “تجمدت حتى الموت من البرد الشديد” في المواصي، وصف في منشور آخر الخيام في غزة بأنها “ثلاجات الموت”، مستشهداً بوفاة طفلين آخرين بسبب البرد القارس.
ووفقاً لأحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال والتوليد في مستشفى ناصر في خان يونس، فإن الرضيعين كانا يبلغان من العمر ثلاثة أيام وشهر واحد.
وتسلط الوفيات الضوء على الظروف المزرية في غزة، حيث يتم تكديس مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في خيام مؤقتة، للاحتماء من قصف الاحتلال في أجزاء مختلفة من القطاع.
وتحتل قوات الاحتلال غزة منذ أكتوبر/كانون الاول 2023، ومنعت وصول جميع الإمدادات الضرورية لإنقاذ حياة الناس فيها بما في ذلك الكهرباء والمياه النظيفة والوقود والغذاء والأدوية والخيام.
وقتلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 45259 فلسطينيًا في غزة غالبيتهم من الأطفال والنساء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأحد.
كما استشهد العشرات بسبب الظروف القاسية التي فرضها جيش الاحتلال والتي تشمل الجوع ونقص الرعاية الطبية وانخفاض حرارة الجسم.
وأصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الثلاثاء بيانًا كشفت فيه النقاب عن استشهاد طفل في غزة كل ساعة بسبب عدوان الاحتلال المتواصل.
وقالت الوكالة: “إنهم ليسوا مجرد أرقام، إنهم أرواح أزهقت في وقت قصير دون أي مبرر”، مسلطة الضوء على الخسائر الدموية بسبب جرائم الاحتلال.
وفي منشور على منصة X، أكدت الوكالة على المحنة المروعة التي يعيشها أطفال غزة، والذين يعاني العديد منهم من ندوب جسدية وعاطفية، مشيرة كذلك إلى أن الناجين يعانون من صدمة النزوح، ويحرمون من التعليم ويبحثون عن الطعام بين أنقاض منازلهم.
وكشفت الأونروا عن استشهاد ما لا يقل عن 14500 طفل خلال العدوان، داعية إلى وقفه على الفور، وأكدت أن “قتل الأطفال لا يمكن تبريره”، وحثت على اتخاذ إجراءات عالمية لإنهاء إراقة الدماء.
وخلال الأسبوع الماضي، وقع أكثر من 50 نائبًا برلمانياً بريطانيًا على رسالة تحث رئيس الوزراء كير ستارمر على تنفيذ برنامج إخلاء طبي للأطفال الفلسطينيين المصابين في غزة.