“أطلقوا سراح مانديلا من جديد”.. جنوب أفريقيون يطالبون بالإفراج عن معتقلي أسطول “الصمود”

ارتفعت الهتافات صباح الخميس في شوارع كيب تاون: “أوقفوا القتل! أوقفوا الألم! أطلقوا سراح مانديلا من جديد!”، في إشارة إلى اعتقال الناشط نكوسي زويليفيل “ماندلا” مانديلا، حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، بعد أن اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلي من على متن سفينة “الصمود العالمية” المتجهة إلى غزة.

وكانت قوات الاحتلال قد اعترضت، الأربعاء، أكثر من 12 سفينة مدنية شاركت في القافلة البحرية الأكبر من نوعها، حيث انطلقت بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة لأهالي القطاع.

وخلال عملية الاقتحام، اختطفت قوات الاحتلال عدداً من النشطاء البارزين، بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، التي تعتبر من أبرز الأصوات العالمية المنددة بالإبادة في غزة.

إلى جانب مانديلا، اعتُقل أيضاً عدد من الناشطين الجنوب أفريقيين، منهم الدكتورة فاطمة هندريكس، والكاتبة زوكيسوا وانا، والدكتورة زهيرة سومار، ورياز مولا، وبشيرة سومار، وكارولين شيلفر.

“قرصنة واختطاف”

في بيان غاضب، وصفت حملة التضامن مع فلسطين في جنوب أفريقيا الهجوم بأنه “عمل شنيع من الاختطاف والقرصنة والعنف ضد مدنيين عزّل في المياه الدولية”، مؤكدة أنه يمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وإهانة للإنسانية”.

وأضاف البيان أن ما جرى “يكشف مجدداً الطبيعة الخارجة عن القانون لدولة الاحتلال، التي تواصل تجاهل القرارات الدولية الملزمة، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية التي نصت بوضوح على ضرورة السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق”.

أكبر قافلة مدنية في التاريخ

وُصفت القافلة التي ضمّت أكثر من 500 ناشط من 44 دولة على متن 40 سفينة، بأنها “أكبر أسطول مدني بحري في التاريخ”، وأنها تهدف إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً، وإيصال إمدادات طبية وغذائية عاجلة.

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال حربها على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 66 ألف فلسطيني، وتهجير نحو مليوني إنسان في ظروف كارثية، مع تعمد الاحتلال منع دخول المساعدات، ما أدى إلى تفشي المجاعة في أرجاء القطاع.

موقف رسمي متصاعد

من جانبه، وصف الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا اعتراض القافلة بأنه “جريمة خطيرة جديدة” ترتكبها دولة الاحتلال، مؤكداً أن الهجوم يمثل “اعتداء على التضامن العالمي وجهود تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني”.

وأشار رامافوزا إلى أن ما جرى يشكل انتهاكاً مباشراً لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في يناير/كانون الثاني 2024، والذي ألزم الاحتلال بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون إعاقة.

دعوات لتصعيد الموقف ضد الاحتلال

لكن ناشطين اعتبروا أن المواقف الرسمية غير كافية، وقالت روشان دادو، منسقة ائتلاف المقاطعة (BDS) في جنوب أفريقيا، لموقع ميدل إيست آي: “لقد آن الأوان أن تفعل حكومة جنوب أفريقيا ما هو أكثر من إصدار البيانات، نحن نكرر نداء الكاتبة والناشطة زوكيسوا وانا – المختطفة على متن الأسطول- بأن تتحمل الدولة التزاماتها القانونية وتُحاسب إسرائيل على جرائمها.”

ودعت دادو الحكومة إلى تنفيذ قرار البرلمان الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والذي أوصى بإغلاق سفارة دولة الاحتلال في بريتوريا وقطع العلاقات معها، لكنه لا يزال قراراً غير ملزم و يتطلب مصادقة الرئيس.

وأضافت: “كجنوب أفريقيين، فإننا نرفض أن نكون شركاء في جريمة إبادة، على حكومتنا أن تعلن حظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، والذي يستخدم في تغذية حربها على غزة واحتلالها غير الشرعي، كما فعلت كولومبيا.”

مقالات ذات صلة