أغنى كلية في كامبريدج تصوت لسحب الاستثمار في شركات الأسلحة الداعمة للاحتلال

صوّت مجلس كلية ترينيتي، وهي أغنى كلية تأسيسية في جامعة كامبريدج، لصالح سحب الاستثمارات من جميع الشركات التي تزود دولة الاحتلال بالسلاح.

وقالت مصادر من اتحاد طلبة ترينيتي أن مجلس الكلية، المسؤول عن القرارات المالية الكبرى وغيرها، صوت لصالح وقف استثمارات الكلية في شركات الأسلحة في أوائل آذار/مارس.

وبحسب المصادر، فقد قررت الكلية عدم الإعلان عن قرارها الذي اتخذته بعد أن قام أحد الناشطين بتشويه صورة اللورد آرثر بلفور صاحب وعد بلفور سيئ السمعة الصادر عام 1914.

وحظيت حادثة تشويه صورة بلفور في الثامن من آذار/مارس بتغطية إعلامية واسعة النطاق في المملكة المتحدة، ولقي إدانةً من النواب البريطانيين، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن.

ووفقاً للمحضر الرسمي لاجتماع اتحاد طلاب كلية ترينيتي يوم السبت 11 أيار/مايو، فقد قال رئيس لجنة الاتحاد أن “آخر تحديث هو أن ترينيتي لن تصدر بياناً عاماً حول هذه المسألة”.

وورد في المحضر: “هذا لأن الكلية لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تكافئ تمزيق (الفصل الأخير) من لوحة آرثر بلفور”.

وأشار رئيس اتحاد الطلاب، إلى أنه تم إخبار الاتحاد أن الكلية ستسحب استثماراتها من جميع شركات الأسلحة “بحلول الصيف”. 

وأضاف عضو آخر في لجنة اتحاد الطلاب: “لقد قيل لنا أن مجلس الكلية صوت لصالح سحب الاستثمارات”.

ولم تؤكد كلية ترينيتي كامبريدج أو تنفي حدوث التصويت، لكنها قالت أنها “تواصل مراجعة استثماراتها بانتظام”.

وكشفت صحيفة “ميدل إيست آي” في شهر شباط/فبراير أن شركة ترينيتي استثمرت 61.735 جنيه إسترليني (78.089 دولاراً) في أكبر شركة أسلحة إسرائيلية، “إلبيت سيستمز”، التي تنتج 85% من الطائرات بدون طيار والمعدات الأرضية التي يستخدمها جيش الاحتلال.

وذكر موقع ميدل إيست آي أيضاً أن الكلية استثمرت ملايين الدولارات في شركات أخرى تعمل على تسليح ودعم حرب الاحتلال على غزة والاستفادة منها.

وتعليقاً على التقرير، وجه المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP)، وهو مؤسسة حقوقية مقرها المملكة المتحدة، إشعاراً قانونياً إلى كلية ترينيتي في 28 شباط/فبراير يحذر فيه من أن استثماراتها قد تجعلها متواطئة محتملة في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

ولم تتلق المؤسسة أي رد من الكلية، فقدمت في 7 أيار/مايو، شكوى رسمية إلى لجنة المؤسسات الخيرية تطلب فيها إجراء تحقيق في استثمارات ترينيتي.

وكشف موقع “ميدل إيست آي” في شباط/فبراير أن الكلية تملك استثمارات قيمتها حوالي 3.2 مليون دولار في شركة “كاتربيلر”، وهي شركة معدات ثقيلة مقرها الولايات المتحدة والتي كانت منذ فترة طويلة هدفًا لحملات المقاطعة لبيعها الجرافات لجيش الاحتلال.

 كما تملك الكلية استثمارات في الشركات الأخرى المشاركة في عدوان الاحتلال بما فيها جنرال إلكتريك، شركة تويوتا، رولز رويس، بنك باركليز وصناعات L3Harris.

وأصدرت ميرا نصير، المسؤولة القانونية في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين بياناً وصفت فيه قرار وقف استثمارات كلية ترينتي في شركات السلاح بأنه “انتصار مهم للحركة”. 

وقالت نصير: “لقد قام الطلاب في جميع أنحاء العالم بحملات بلا كلل لحث جامعاتهم على الابتعاد عن شركات الأسلحة التي يحتمل أن تكون متواطئة في الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال”.

وأضافت: “لقد بدأنا نرى النتائج، وحقيقة أن كلية ترينيتي هي أغنى كلية في كامبريدج هي انتصار رمزي حقيقي ويجب على الكليات والجامعات الأخرى أن تحذو حذوه الآن”.

وتابعت: “ولكن من المهم أن نتذكر أن الشركات التي تستثمر فيها شركة ترينيتي ليست متواطئة في عدوان الاحتلال الأخير على غزة فحسب، بل لديها أيضاً سجل حافل في توفير المعدات التي تم استخدامها في هدم المنازل، والجدار العازل غير القانوني في الضفة الغربية وحول القدس وأدوات الفصل العنصري الأخرى”.

وأردفت تقول: “من الجيد أن نرى أن كلية ترينيتي قد تخلت عن شركات الأسلحة، لكن هذه ليست سوى الخطوة الأولى”.

ويوم الخميس، تم نشر رسالة مفتوحة كتبها أكاديميون من كامبريدج ووقعها أكثر من 1700 موظف وخريج وطالب من الجامعة، للتعبير عن دعمهم للمتظاهرين الذين أقاموا مخيم احتجاج الأسبوع الماضي يدعو الجامعة إلى إنهاء أي تواطؤ محتمل في حرب الاحتلال على غزة.

وتجمع نحو مئة طالب في الحديقة خارج كلية كينجز في كامبريدج يوم الاثنين، حيث نصبوا الخيام وطالبوا المؤسسة بالالتزام بسحب استثماراتها من الشركات المشاركة في عدوان الاحتلال على غزة.

وانضم طلاب كامبريدج إلى الطلاب الذين أطلقوا حراكاً احتجاجياً في أكثر من 100 جامعة حول العالم.

وطالب منظمو المخيم جامعة كامبريدج بالكشف عن جميع علاقاتها مع الشركات والمؤسسات “المتواطئة في التطهير العرقي المستمر في فلسطين”.

واستضاف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يوم الخميس رؤساء 17 جامعة على “مائدة مستديرة حول معاداة السامية” في داونينغ ستريت وحثهم على تحمل “المسؤولية الشخصية” لحماية الطلاب اليهود.

وفي اليوم نفسه، أعلنت كلية ترينيتي في دبلن، الجامعة المرموقة في أيرلندا، أنها ستسحب استثماراتها من الشركات المساهمة في احتلال فلسطين بعد اعتصام طلاب يحتجون على الحرب على غزة.

ويرزح قطاع غزة تحت وطأة حصار كامل يحرم سكانه من احتياجاتهم الأساسية ظل عدوان واسع من قبل الاحتلال منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، الذي شنت فيه حركة حماس هجوماً على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه أدت إلى مقتل 1,171 إسرائيلياً وأسر أكثر من 200 آخرين جرى نقلهم إلى غزة.

واستشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني وشرد حوالي 1.7 مليون آخرين، فيما وصفته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير بأنه يحمل معقولية عالية لارتكاب الإبادة الجماعية.

كما أصيب ما يقرب من 77 ألف فلسطيني، وفقاً لمسؤولي الصحة، علماً أن هذه الأرقام لا تشمل الآلاف من الشهداء الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت أنقاض المنازل والمتاجر والملاجئ والمباني الأخرى التي دمرها قصف الاحتلال.

مقالات ذات صلة