فرضت الحكومة الإسرائيلية سلسلة من العقوبات على السلطة الفلسطينية رداً على طلب الأخيرة من محكمة العدل الدولية إصدار حكم بشأن الانتهاكات والاحتلال.
أعربت أكثر من 90 دولة عن “قلقها العميق” إزاء الإجراءات العقابية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، عقب طلب الأمم المتحدة الحصول على رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول الإجراءات الإسرائيلية.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 ديسمبر الماضي بـ 87 صوتاً مقابل 26 وامتناع 53 عن التصويت لصالح القرار الذي يطلب الرأي حول شرعية السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
ودعا الموقعون في بيان إلى التراجع عن الإجراءات الإسرائيلية، بغض النظر عن موقفهم من قرار الجمعية العامة.
ورداً على المبادرة الفلسطينية الناجحة في الأمم المتحدة، صادرت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة 39 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تم جمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية.
ووقع على البيان الذي نشرته السلطة الفلسطينية على حسابها في تويتر ممثلو الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي المكونة من 57 دولة، بالإضافة إلى 37 دولة أخرى، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، منعت إسرائيل وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، من مغادرة الضفة الغربية المحتلة للحيلولة دون لقائه شخصيات أجنبية.
وتعتبر آراء محكمة العدل الدولية التي تفصل في النزاعات بين الدول وتتخذ من لاهاي مقرا لها ملزمة، لكن ليس للمحكمة سلطة إنفاذها، رغم تأثير أحكامها على الرأي العام الدولي.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمجلس وزرائه إن الإجراءات ضد الفلسطينيين تهدف إلى الرد على ما وصفه بخطوة متطرفة مناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة.
اقتحامات يومية
وفي الضفة الغربية المحتلة، أسفرت اقتحامات إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على عدة مدن فلسطينية، بينها الخليل ونابلس ورام الله وجنين، عن مداهمة عشرات المنازل، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين بحجة مقاومة الاحتلال.
ورداً على هذه الاقتحامات، أطلقت بعض الجماعات الفلسطينية المسلحة النار على القوات الإسرائيلية، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات أو قتلى في أي من الجانبين.
وقتل الجيش الاسرائيلي يوم الاثنين فتى فلسطينيا يبلغ من العمر 14 عاما بالقرب من مدينة بيت لحم المحتلة وتسعة آخرين الاسبوع الماضي، ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 14 بينهم ثلاثة أطفال منذ بداية العام.
كما قتل ما لا يقل عن 167 فلسطينيا العام الماضي في الضفة الغربية المحتلة في أعلى حصيلة للقتلى منذ الانتفاضة الثانية.
وتجري القوات الإسرائيلية عمليات بحث واعتقال شبه ليلية في الضفة الغربية، وغالبا ما توقع قتلى في صفوف الفلسطينيين.
وفي الأشهر الأخيرة، تركزت معظم الاقتحامات على نابلس وجنين حيث تتصاعد المقاومة الفلسطينية المسلحة بدورها.