أضافت ولاية ساكسونيا-أنهالت الألمانية شرط الاعتراف بإسرائيل ودعم حقها في الوجود إلى قائمة المتطلبات التي ينبغي على الأجانب استيفاءها عند التقدم بطلبات الحصول على الجنسية.
وقالت تمارا زيشانغ وزيرة الداخلية في الولاية أن الشرط الجديد نُشر في مرسوم للمقاطعات والمدن المستقلة في نهاية تشرين الثاني / نوفمبر.
وكتبت زيشانغ، وهي من حزب الديمقراطيين المسيحيين المحافظين الحاكم، إلى مكاتب الجنسية في الولاية، قائلًة أنه يتعين على المتقدمين التأكيد كتابيًا بــ “أنهم يعترفون بحق دولة إسرائيل في الوجود ويدينون أي جهود موجهة ضد وجودها”.
وطالبت زيشانغ مسؤولي الهجرة بإيلاء اهتمام خاص بالمواقف المعادية للسامية بين المهاجرين المتقدمين للحصول على الجنسية والبحث عن الأدلة على ذلك، في حين أثار محامون ألمان تساؤلات حول قانونية هذا الشرط.
وفي الوقت الحالي، يحتاج المتقدمون فقط إلى “تأكيد التزامهم بالنظام الدستوري الديمقراطي الحر” في ألمانيا، دون التطرق إلى وجود دولة أخرى.
وكانت اقتراحات قدمها ساسة ألمان حول طرح مثل هذا الشرط على المستوى الاتحادي عقب الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول / أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة قد أثارت استقطاباً عميقاً داخل البلاد.
يذكر أن وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر قد اقترحت أن يصبح حق إسرائيل في الوجود جزءًا من قانون جديد على المستوى الفيدرالي، قائلة أن “إ إنكار حق إسرائيل في الوجود هو أمر معاد للسامية، وإذا كانت هناك حاجة لتغيير القانون في هذا الصدد، فأنا منفتحة على ذلك”.
ومن شأن إقرار القانون الجديد على المستوى الفيدرالي أن يفرض على الفلسطينيين الساعين للحصول على الجنسية الألمانية الاعتراف بدولة تحتلهم وترفض بشدة الاعتراف بفلسطين.
وقالت مروة فطافطة في منشور على موقع X: ” ألمانيا لا تعترف حتى بأشخاص مثلي كفلسطينيين، أنا مسجلة وأعيش في هذا البلد كشخص عديم الجنسية، وليس هناك ما هو أكثر تجريدًا من الإنسانية من مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة التي تحتلهم بينما يتم إنكار وجودهم”.
وكتب أندرياس كريج، الأستاذ في جامعة كينجز كوليدج لندن، على موقع X “لكي تصبح مواطنًا ألمانيًا، عليك أن تعبر عن دعمك لحق دولة أخرى في الوجود”.
وعلق الصحفي شيموس مالكفضلي على تغييرات القانون المقترحة: ” إذا لم يتم الطعن في دستورية هذا التغيير، وإذا انتقل الأمر من سؤال غير مكتوب يطرحه بعض مسؤولي دوائر الهجرة إلى التدوين الموثق، فأنا لا أعرف ما الذي يمكن أن يخبئه مستقبل ألمانيا الديمقراطية، بصراحة هذه مهزلة لا يمكن تصورها.”
وأشار ناقد آخر إلى أن المهاجرين يُتهمون عادةً بمواصلة “ولائهم لبلدانهم الأصلية” بينما يُطلب منهم الآن أيضًا التعهد بالولاء لوجود دولة أخرى.