تعمل ألمانيا على السماح ببيع طائرات مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون إلى المملكة العربية السعودية بعد رفع المزيد من القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
وتسعى الرياض من طرفها إلى شراء 48 طائرة مقاتلة من ألمانيا، علماً بأنها تسلمت سابقاً 72 طائرة في عام 2007 بتكلفة بلغت نحو 5.6 مليار دولار.
وكانت ألمانيا قد قيدت في العام 2018 صادرات الأسلحة إلى الدول المشاركة في الحرب على اليمن، مع استمرارها بالسماح بتصدير بعض المنتجات إلى المملكة.
غير أن حظر تصدير السلاح إلى الرياض أصبح شاملاً بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كاتب العمود السابق في ميدل إيست آي وواشنطن بوست، في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.
غير أن برلين اضطرت إلى تغيير سياستها المتعلقة بعدم تصدير الأسلحة إلى مناطق الصراع النشطة حتى تتمكن من تسليح أوكرانيا في حربها مع روسيا. سيما بعد تخفيضها الاعتماد على الغاز الروسي وحاجتها إلى مصادر بديلةٍ للطاقة.
وأثناء عامي 2022 و2023، خففت ألمانيا بعض القيود المفروضة على الصادرات إلى السعودية، لكن الحظر المفروض على بيع طائرات يوروفايتر ظل قائماً.
ويوم الأحد الماضي، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة رسمية لإسرائيل، أن بلادها لن تعارض البيع بعد الآن إلى السعودية.
وورد في بيان لوزارة الخارجية الألمانية أن ” المملكة العربية السعودية اتخذت موقفاً بناءً فيما يتعلق بإسرائيل”.
يذكر أن بريطانيا كانت قد قالت عقب انتهاء التوتر بين السعودية وإيران في وقت سابق من هذا العام أن ألمانيا لم تعد قادرة على منع تصدير طائرات يوروفايتر إلى أطراف ثالثة.
ويتم تطوير طائرة يوروفايتر بشكل مشترك من قبل شركة إيرباص متعددة الجنسيات، وشركة بي أيه إي سيستمز البريطانية، وشركة ليوناردو الإيطالية.
وقالت بيربوك للصحفيين خلال رحلة إلى إسرائيل: ” لا نرى أن الحكومة الألمانية تعارض الاعتبارات البريطانية بشأن إرسال المزيد من طائرات يوروفايتر للمملكة العربية السعودية”.
وتقول الأمم المتحدة أن العدد الإجمالي للقتلى في حرب اليمن التي قادت السعودية فيها تحالفاً عربياً ضد الحوثيين قد وصل إلى 377 ألف شخص بحلول بداية عام 2022.
لكن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي انتهت في أواخر العام الماضي لازالت صامدة، مما وفر للحكومة الألمانية مبررًا لرفع القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
ووفقاً للعديد من الدبلوماسيين فإن المملكة كانت على أعتاب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث صرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز في أيلول / سبتمبر أن البلدين يقتربان “كل يوم” من التوصل إلى اتفاق.
لكن الحرب في غزة أدت إلى “إيقاف” أو تأجيل أي اتفاقيات تطبيع من هذا القبيل، بحسب مسؤولين أميركيين.
وكانت الرياض قد روحت لجهودها الدبلوماسية نحو التطبيع باعتبارها تسعى إلى “وقف التصعيد المستمر” بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن موجةً من الإحباط ضربت العالم الإسلامي حالياً بسبب عجز المملكة والقادة العرب عن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث مؤيد لإسرائيل ومقره في واشنطن، أن 96% من المواطنين السعوديين يعتقدون أن الدول العربية يجب أن تقطع علاقاتها مع إسرائيل رداً على الحرب في غزة، وسط ارتفاع ملحوظ في شعبية حماس.
ووجد الاستطلاع أن 87% من السعوديين يعتقدون أن “إسرائيل ضعيفة للغاية ومنقسمة داخليًا بحيث يمكن هزيمتها يومًا ما”.
وعلى الرغم مما وصفته ألمانيا بـ”الموقف المتعاون” للسعودية تجاه إسرائيل، قال الاستطلاع أن 40% من السعوديين عبروا عن مواقف إيجابية تجاه حماس، مقارنة بنسبة 10% عبروا عن ذلك قبل أشهر من بدء الحرب.