في تعليقها على قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة التابعين في غزة والذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 نازح فلسطيني، قالت ألمانيا أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في برلين، سئل فيه نائب المتحدث باسم الحكومة فولفجانج بوشنر عن الغارة، فأكد أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
برر المتحدث موقف الحكومة الألمانية بأن “حماس تستخدم المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال كمراكز قيادة وأن الناس في قطاع غزة يتعرضون للإيذاء كدروع بشرية”، وحذر من “التقارير الأحادية الجانب التي توزعها حماس” على حد زعمه.
يذكر أن الغارة استهدفت مدرسة التابعين في مدينة غزة فجراً، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني أثناء صلاة الفجر، وكان معظم الضحايا من الأطفال والمسنين.
وتعتبر مدرسة التابعين، حالها حال أكثر من نصف مدارس غزة، ملاجئ للنازحين، حيث كان المبنى يأوي أكثر من 1000 شخص بالإضافة إلى استقبال عشرات آخرين مؤخراً بعد إخلاء بيت حانون بالقوة وفق أوامر الجيش الإسرائيلي.
“تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الماضية ولا يوجد مبرر لهذه المذابح” جوزيب بوريل- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
بعد الهجوم، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه أنه استهدف “مركز القيادة والسيطرة الذي كان بمثابة مخبأ لإرهابيي حماس وقادتها”، لكنه لم يقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء.
من جانب آخر، تشير البيانات الأخيرة الصادرة عن اليونيسف إلى أن نصف المدارس المستخدمة كملاجئ في غزة قد تعرضت لقصف مباشر في الأشهر العشرة الماضية، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية أن 85% من المباني المدرسية أي 477 مدرسة من أصل 564، قد تعرضت لقصف مباشر.
أما الرد الألماني فقد جاء مغايراً لكثير من المواقف الدولية الأخرى التي سارعت إلى إدانة تفجير المدرسة، فقد أشار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى أنه “شعر بالفزع والخسائر المأساوية في الأرواح”، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية بأنه “على مدى عدة أسابيع، تم استهداف المباني المدرسية بشكل متكرر، مما أدى إلى سقوط عدد لا يطاق من الضحايا المدنيين، ويجب على إسرائيل احترام القانون الإنساني الدولي”.
من جانبه، قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه “شعر بالرعب من صور الهجوم”، وكتب بوريل على موقع X: “تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الماضية ولا يوجد مبرر لهذه المذابح”، فيما أكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أن “إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية بقتلها أكثر من 100 مدني في مدرسة”.
أما المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، فقد أصدر بياناً قال فيه أنه “يشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع خسائر في صفوف المدنيين”.