حذر العديد من القادة اليهود الأمريكيين المسؤولين الإسرائيليين من التحركات العنصرية والمتطرفة للحكومة الإسرائيلية الجديدة والتي من شأنها أن تعرقل بشكل خطير الدعم المقدم لـ “إسرائيل” في اواسط اليهود المقيمين في الولايات المتحدة.
وجاء التحذير خلال اجتماع بين قادة يهود ومسؤولين إسرائيليين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن في السابع من ديسمبر \ كانون أول الجاري، حسبما قالت ستة مصادر لموقع أكسيوس الإخباري.
وتمت دعوة العديد من المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسة للاجتماع مع شولي دافيدوفيتش، رئيس مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية للشتات، حيث أشارت المصادر إلى أن أجواء اللقاء كانت صعبة للغاية وأن جميع الحاضرين تقريبًا أثاروا مخاوف بشأن الخطط السياسية للحكومة الإسرائيلية القادمة.
ومن بين المخاوف ما يتعلق بالتعددية الدينية والتغييرات المحتملة في “قانون العودة” الإسرائيلي، الذي يضع المعايير لمن له الحق في الهجرة إلى “إسرائيل”.
وينص القانون في وضعه الحالي على أن اليهود وغير اليهود ممن لديهم جد يهودي واحد على الأقل هم وأزواجهم مؤهلون للحصول على الجنسية الإسرائيلية.
كما حذر بعض الحاضرين في الاجتماع من “أنهم قد يرسلون مئات الأشخاص في طائرات إلى إسرائيل للتظاهر في القدس” حيث فوجئ المسؤولون الإسرائيليون الحاضرون بهذا التحذير، وحثوا المجموعات على اتباع نهج الانتظار والترقب – كما ستفعل إدارة بايدن حسب قولها.
منع اليمين المتطرف من دخول المعابد اليهودية في الولايات المتحدة
وكان تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي وُصفت بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، قد مثل صدمة لبعض الجهات في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة.
وسيتولى بتسلئيل سموتريتش، زعيم التحالف السياسي للصهيونية الدينية، وإيتمار بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” الإسرائيلي، مناصب بارزة في الحكومة المقبلة، حيث تم تعيين سموتريتش، الناشط في مجال الاستيطان والمتعصب ضد المثليين، وزيرا للمالية وسيتم إدخاله أيضا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، مع الإشراف على المستوطنات داخل الضفة الغربية المحتلة.
ويمنح المنصب الجديد سموتريش صلاحيات إصدار تصاريح البناء في المستوطنات، وهدم منازل الفلسطينيين، وقضايا الأراضي، بالإضافة إلى الإشراف على وحدتين عسكريتين مسؤولتين عن إدارة الشؤون المدنية والأمنية في الضفة الغربية المحتلة.
أما بن غفير، الذي سبق وتمت إدانته في إسرائيل بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية، فسيعين وزيرا للأمن القومي، مع الإشراف على الشرطة والقوات التي تسيطر على الأمن في المسجد الأقصى.
وأعلن المئات من القادة المتدينين من اليهود الأمريكيين عن معارضتهم للجهات اليمينية المتطرفة في الحكومة الجديدة، ووقعوا خطابًا مفتوحًا هذا الشهر يفيد بأنهم لن يسمحوا لأعضاء الصهيونية الدينية بالتحدث في معابدهم.
كما صرحت مجموعة يهودية لحقوق الإنسان، تمثل أكثر من 2300 حاخام في أمريكا الشمالية هذا الشهر، أن الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو كانت “عرضًا صارخًا للفاشية والعنصرية المتصاعدة”.
وفي هذا الشأن، قال الحاخام جيل جاكوبس، الرئيس التنفيذي لشركة “ترواه” في تصريح له أن “حكومة نتنياهو الائتلافية تمنح السلطة للمتطرفين اليمينيين الذين يسعون إلى التحريض على العنف السياسي والذين سيعرضون حياة “الإسرائيليين والفلسطينيين معا للخطر”.
المصدر “ميدل إيست آي”