أنقرة تنفي قيام حماس بنقل مكتبها السياسي إلى تركيا

نفت الحكومة التركية قيام حركة حماس بنقل مكتبها السياسي إلى تركيا، وذلك بعد تداول مزاعم عن أن الحركة كانت تبحث عن منزل جديد بعد طلب قطري مزعوم بمغادرة الدوحة.

أوضحت مصادر دبلوماسية تركية أن أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يزورون تركيا بين الحين والآخر، لكن الادعاءات بأن الحركة انتقلت إلى البلاد “لا تعكس الحقيقة”.

يذكر أن هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” كانت قد زعمت أن أعضاء حماس قد غادروا الدوحة إلى تركيا بعد أن طلبت قطر مغادرتهم، فيما زعمت عدة وسائل إعلام أن هذه الخطوة جاءت بسبب إحجام حماس عن التفاوض على وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن في غزة.

في وقت سابق من هذا الشهر، رفضت قطر رسمياً مزاعم حول طلبها من حماس إغلاق مكتبها التمثيلي في الدوحة، معربة في نفس الوقت عن إحباطها من تعثر المفاوضات، مما أدى إلى اتخاذ قرار بالتراجع عن دور الوساطة.

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعد من أشد المنتقدين للعملية العسكرية الإسرائيلية، حيث وصفها بأنها إبادة جماعية، كما انضم إلى قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية

تجدر الإشارة إلى أن العديد من أعضاء حماس يتواجدون في تركيا منذ عام 2011، وذلك كجزء من صفقة تبادل الأسرى التي شملت جلعاد شاليط، كما قام قادة حماس البارزون، مثل إسماعيل هنية وصالح العاروري، بزيارة تركيا وأقاموا فيها لفترات طويلة، ولكن لم تقم حماس بإنشاء مقر لها في إسطنبول بشكل رسمي.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤخراً بأن قطر طلبت من أعضاء حماس مغادرة البلاد، لأنهم لم يوقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن، حيث يحاول المسؤولون الأمريكيون تأمين إطلاق سراح الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس وفصائل فلسطينية أخرى في 7 أكتوبر عام 2023.

من ناحية أخرى، فقد قامت مصادر في حماس بإبلاغ نظرائهم الأتراك والإقليميون بأن الحكومة القطرية لم تتقدم بطلب لهم بالمغادرة.

لقد تدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ 7 أكتوبر عام 2023، فالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعد من أشد المنتقدين للعملية العسكرية الإسرائيلية، حيث وصفها بأنها إبادة جماعية، كما انضم إلى قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

مؤخراً، أعلن أردوغان عن أن حكومته سوف تقطع جميع علاقاتها مع إسرائيل، حيث كشف مسؤولون أتراك أن أنقرة رفضت السماح لطائرة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، باستخدام المجال الجوي التركي للسفر إلى قمة “كوب 29” في أذربيجان، مما أدى إلى منع الرحلة فعلياً.

علاوة على ذلك، فقد قامت الحكومة التركية باتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التدابير القانونية والعقوبات التجارية، لا سيما في أعقاب الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا في مارس الماضي، حيث واجه حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان ردة فعل عنيفة بسبب ما اعتبر ضعفاً في الاستجابة لما يحدث في غزة.

منذ سبتمبر الماضي، تعرضت التجارة التركية المستمرة مع إسرائيل عبر دول ثالثة وفلسطين إلى ضغوط من المعارضة، التي تتهم أردوغان بالفشل في سد الثغرات.

مقالات ذات صلة