استشهد 16 طفلاً يتيماً وأرملة على الأقل بعد قصف قوات الاحتلال مدرسة الزيتون التي تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة يوم السبت الماضي.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الأطفال والنساء الذين استشهدوا في القصف كانوا قد فقدوا الرعاية الأساسية لهم في اعتداءات سابقة خلال عدوان الاحتلال المتواصل منذ ما يقرب من عام على قطاع غزة.
وكان الأيتام والأرامل قد وصلوا إلى مدرسة الزيتون جنوب مدينة غزة لتلقي مساعدات نقدية كجزء من برنامج رعاية الأيتام الخيري.
وأوضح المكتب الإعلامي أن “المذبحة المروعة” في مدرسة الزيتون هي أحدث حلقة في مسلسل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد المدنيين في غزة، مؤكداً أن طيران الاحتلال قصف ما لا يقل عن 181 مدرسة تحولت إلى ملاجئ منذ بدء الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن 22 شخصاً استشهدوا في الهجوم بينهم رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، فيما أصيب 30 آخرون بجراح، في حين أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن شخصين مازالا في عداد المفقودين وأن تسعة على الأقل من الأطفال الجرحى فقدوا أحد أطرافهم أو أكثر، بينما أصيب آخرون بحروق شديدة.
وقال شاهد عيان يدعى سعيد الملاحي لرويترز “كانت النساء وأطفالهن يجلسون في ساحة المدرسة، وكان الأطفال يلعبون وفجأة أصابهم صاروخان”، في حين ذكر شاهد آخر يدعى أحمد عزام لوكالة الأنباء أنه لم ير رجلاً واحداً بين الجرحى، مؤكداً أنهم “كانوا جميعاً نساءً وأطفالاً”.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال رسمياً تبنيه للغارة الدموية زاعماً أنها كانت “ضربة دقيقة” ضد “إرهابيين”، وأن الهدف المقصود كان مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس، وهو ذات الادعاء الذي استخدمه مراراً وتكراراً لتبرير هجمات سابقة على المدارس دون تقديم أدلة.
لكن حماس، نفت استخدام المدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى للتخطيط للعمليات العسكرية أو تنفيذها.
وفي هجوم منفصل، شنت قوات الاحتلال غارة على منشأة تخزين لوزارة الصحة جنوب غزة في وقت سابق من يوم السبت مما أسفر عن استشهاد ثلاثة من العاملين في مجال الرعاية الصحية على الأقل وإصابة ستة آخرين.
وقتلت قوات الاحتلال 41391 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم أكثر من 16700 طفل و11000 امرأة، وفقاً لمسؤولين حكوميين ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
ومن بين الشهداء أيضاً ما لا يقل عن 1000 من المختصين في قطاع الصحة، و220 من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من الضحايا من الموظفين في تاريخ الأمم المتحدة.
كما تشمل قائمة الشهداء 170 صحفياً، وهو أعلى عدد من الإعلاميين الذين ارتقوا خلال الصراعات منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين في تسجيل البيانات في عام 1992.