أعلنت إثيوبيا الانتهاء من ملء سد النهضة الكبير الذي يطل على نهر النيل، والذي ظل سبباً لنزاع طويل الأمد على المياه مع مصر والسودان.
وجاء هذا الإعلان بعد أسبوعين فقط من استئناف الدول الثلاث للمفاوضات، بعد فترة طويلة من الانقطاع، بشأن إبرام اتفاق يأخذ في الاعتبار الاحتياجات المائية للدول الثلاث.
وتخشى كل من مصر والسودان أن يؤدي السد الضخم الذي تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار إلى تقليل حصصها من مياه النيل بشكل كبير.
في صفعة جديدة تلقاها زعيم النظام الانقلابي في #مصر عبد الفتاح السيسي؛ رئيس وزراء #إثيوبيا أبي أحمد يعلن إتمام الملء الرابع لـ #سد_النهضة، متعهدا بـ"مواصلة دعم السد حتى النهاية". pic.twitter.com/hstjZsJoID
— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) September 11, 2023
وكانت الدولتان قد طلبتا مراراً وتكراراً من أديس أبابا التوقف عن ملء السد لحين التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية عمله.
ووصفت وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد ملء إثيوبيا للسد بأنه “غير قانوني” موضحة أنه “يضع عبئا على مسار المفاوضات المستأنفة، والتي من المأمول أن تشهد الجولة القادمة منها تقدماً ملموساً وحقيقياً”.
وقال رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد على موقع X، تويتر سابقا: “إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أعلن إتمام الملء الرابع والأخير لسد النهضة بنجاح”.
أستاذ الجيولوجيا المصري عباس شراقي ينشر فيديو لاكتمال عملية الملء الرابع لسد النهضة pic.twitter.com/U9NOrVCOqW
— شبكة رصد (@RassdNewsN) September 9, 2023
وأضاف أبي: “لقد كان هناك الكثير من التحدي” مشيراً إلى التغلب على العديد من المحاولات لإجبارهم على التراجع في ظل ضغوط وتحديات داخلية وخارجية، وأضاف: “أعتقد أننا سنكمل ما خططنا له بعد ذلك”.
واعتبرت خدمة الاتصالات التابعة للحكومة الإثيوبية على موقع X السد الذي يمكن القول إنه الأكبر في أفريقيا “هدية للأجيال”.
وتابعت: “إن الجيل البطولي اليوم سوف يبني إثيوبيا الغد، إثيوبيا القوية، على أساس متين”.
ويمكن للسد الكهرومائي الضخم، الذي يبلغ طوله 1.8 كيلومتراً وارتفاعه 145 مترًا، أن يولد أكثر من 5000 ميجاوات، وهو ما سيضاعف إنتاج إثيوبيا من الكهرباء، التي لا يحصل عليها حاليا سوى نصف سكان البلاد البالغ عددهم 120 مليون نسمة.
وظل السد محور نزاع إقليمي منذ أن بدأت إثيوبيا أعمال البناء في المشروع في عام 2011.
وتهدف المفاوضات بين الحكومات الثلاث، التي استؤنفت في القاهرة في 27 آب/أغسطس بعد نحو عامين ونصف من الجمود، إلى التوصل إلى اتفاق “يأخذ في الاعتبار مصالح واهتمامات الدول الثلاث”، حسبما قال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم في ذلك الوقت.
وترى مصر، التي تعاني بالفعل من ندرة حادة في المياه، أن السد يشكل تهديداً وجودياً لاعتمادها على نهر النيل في توفير 97% من احتياجاتها المائية.
وذكرت الأمم المتحدة أن المياه قد تنفد من مصر بحلول عام 2025 وأن أجزاء من السودان باتت معرضة بشكل كبير للجفاف نتيجة لتغير المناخ.