أعلنت بلدية غزة أن القصف الإسرائيلي العنيف قد تسبب بتدمير الأرشيف المركزي لمدينة غزة، فيما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية وجامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، المبنى متضرراً بشكل كبير، حيث تتناثر الأوراق والوثائق على الأرض.
ونشرت جامعة بيرزيت عبر منصة التواصل الاجتماعي X، الأربعاء، أن “الاحتلال الإسرائيلي يدمر الأرشيف المركزي لبلدية غزة، ويعدم آلاف الوثائق التاريخية، ويتعمد مسح كافة أشكال الحياة، ومحو المدينة وتاريخها”.
وأضافت: “من الجدير بالذكر أن الأرشيف يحتوي على وثائق تعود لأكثر من مائة عام”.
وانتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي استهداف إسرائيل للأرشيف المركزي، ووصفوه بأنه محاولة “لمحو تاريخ الفلسطينيين”.
وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: “لطالما ظلت تحاول إسرائيل لمدة 75 عامًا محونا وليس محونا فقط، بل تدمير تاريخنا وتشويهه وتحريفه ليناسب روايتهم وسرقة تراثنا وحرقه، لهذا السبب دمروا أكثر من 500 قرية فلسطينية، وقصفوا أقدم كنيسة في غزة والآن الأرشيف المركزي لبلديتها”.
وكان المبنى قد استهدف سابقًا بغارات جوية إسرائيلية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث قال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن الهجوم يشكل “خطرًا كبيرًا على المدينة”، حيث كان المبنى يشكل موطنًا لـ “آلاف الوثائق ذات القيمة التاريخية للمجتمع”.
وفي حديثه لوكالة الأناضول للأنباء، قال السراج أن “هذه الوثائق تمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا”.
وأضاف أن “الأرشيف المركزي يحتوي على مخططات لمبان أثرية ذات قيمة تاريخية ووثائق بخط اليد كتبتها شخصيات وطنية معروفة”.
كما تضررت مرافق ثقافية بارزة أخرى في القصف الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك المراكز الثقافية والحدائق العامة وحديقة الحيوان والمكتبة العامة الرئيسية في غزة.
وبحسب السراج، فقد تم تدمير مركز رشاد الشوا الثقافي التاريخي، الذي يضم مكتبة ومسرحًا، بالإضافة إلى المجلس التشريعي الفلسطيني والنصب التذكاري في الحديقة التذكارية.
وقال السراج إن إسرائيل تستهدف عمداً المباني الهامة والبنية التحتية المدنية في غزة، الأمر الذي يخلف آثاراً طويلة المدى على التراث التاريخي للقطاع المحاصر وهويته.
“محاولة الاحتلال تدمير كل شيء جميل، ومحو الذاكرة الفلسطينية… تجعل المدن الفلسطينية مدناً غير صالحة للسكن” – يحيى السراج، رئيس بلدية غزة
وخلال الشهر الماضي، تحولت المكتبة العامة الرئيسية في غزة إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف، وسط استنكار المسؤولين استهداف المبنى واصفين ذلك بأنه “محاولة متعمدة لتدمير الوثائق والكتب التاريخية”.