إسرائيل تشتري إعلانات مدفوعة لتشويه سمعة وكالة الأونروا

ذكرت مجلة وايرد الأمريكية يوم الاثنين أن إسرائيل تشتري إعلانات في نتائج بحث جوجل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في محاولة واضحة لتشويه سمعة الوكالة.

ووفقا للتقرير الذي أعدته المجلة، فإن وكالة الإعلان الحكومية الإسرائيلية اشترت إعلانات لعمليات البحث عن “الأونروا” و”الأونروا في الولايات المتحدة” لجذب مستخدمي البحث إلى موقع ويب يربط الوكالة بحماس.

وتزعم دولة الاحتلال على موقعها الالكتروني الذي تديره الحكومة أن الأونروا لم تعلن موقفها من توظيف أعضاء حماس لديها، وهي التهمة التي ترفضها الوكالة بشدة.

في يناير/كانون الثاني، علقت العديد من الدول الغربية تمويل الأونروا بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة البالغ عددهم 30 ألف موظف بالمشاركة في الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وخلص تقرير كولونا، الذي طلبته الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم إسرائيل، إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم “أي دليل” لدعم مزاعم ارتباط موظفي الأونروا بحماس.

كما قدمت اللجنة توصيات للأونروا، تضمنت تعزيز وظيفة التدقيق الداخلي وتحسين الرقابة الخارجية على إدارة المشاريع.

ومنذ نشر التقرير، استأنفت عدة دول تمويلها للوكالة الأممية، بما في ذلك المملكة المتحدة، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، والسويد.

وناشد موظفو الأونروا، الذين لاحظوا الإعلانات الإسرائيلية على جوجل، شركة التكنولوجيا الأمريكية لإزالة ما اعتبروه حملة تضليل، ولا زالت تظهر الإعلانات في نتائج بحث جوجل منذ أواخر أغسطس.

وفي الفترة ما بين مايو/ أيار ويوليو/ تموز، وبينما بحث المستخدمون عن 300 مصطلح متعلق بالأونروا، ظهرت إعلانات إسرائيل بنسبة 44% من حالات البحث، أما إعلان الأونروا في الولايات المتحدة فقد ظهر بنسبة 34% فقط من الوقت.

“حملة لتفكيك الأونروا”

ونقل تقرير المجلة الامريكية عن مارا كرونينفيلد، من وكالة الأونروا في الولايات المتحدة، أن الوكالة أنفقت آلاف الدولارات والكثير من الجهد في محاولة للتغلب على إعلانات إسرائيل على جوجل.

وعلى الرغم من الإعلانات الإسرائيلية، فقد حصلت الأونروا على 78 ألف متبرع بحلول أغسطس/آب من هذا العام، وهو رقم قياسي للمنظمة منذ تأسيسها في عام 2005.

وعبرت كرونينفيلد عن قلقها من أن محاولات الدعاية الإسرائيلية قد تؤثر على تصورات الناس لدور الأونروا خلال الحرب الجارية.

وقالت: “هناك حملة قوية بشكل لا يصدق لتفكيك الأونروا. أريد أن يعرف الجمهور ما يحدث وطبيعته الخبيثة، خاصة في وقت تتعرض فيه حياة المدنيين للاعتداء في غزة”.

وقال موظفو جوجل الذين تحدثوا إلى مجلة وايرد إن الحملة المناهضة للأونروا كانت واحدة من عدة حملات إعلانية نظمتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، مما أثار انتقادات من داخل الشركة وخارجها.

وقال متحدث باسم جوجل إن الحكومات يمكنها بث إعلانات تلتزم بسياسات الشركة، وأن “إجراءات سريعة” يتم اتخاذها إذا ما تم انتهاك السياسات.

وقالت كرونينفيلد إن العائد على الاستثمار في كل دولار يتم إنفاقه على الإعلان عبر الإنترنت بلغ 25 دولاراً في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، قالت إن المنافسة من جانب الإعلانات الإسرائيلية تؤثر على نسب ظهور المحتوى الخاص بالوكالة لدى المستخدمين. 

تأسست الأونروا في عام 1949 بعد عام من النكبة التي أجبر فيها 750 ألف فلسطيني على ترك منازلهم خلال فترة إقامة دولة الاحتلال لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان.

اليوم، أصبحت ثاني أكبر جهة توظيف في غزة، بعد حماس، حيث تضم الوكالة 30 ألف موظف في المجموع، 13 ألف منهم في قطاع غزة.

في القطاع المحاصر، تدير الوكالة 183 مدرسة و22 منشأة صحية وسبعة مراكز نسائية، من بين العديد من المرافق الأخرى.

وتضم مدارس الأونروا 286,645 طالباً وطالبة في غزة، في حين تستقبل مرافقها الطبية 3.4 مليون زيارة في المتوسط ​​سنوياً، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة