بقلم ليلى وأكرم الوعرة
قتلت القوات الإسرائيلية عشرة فلسطينيين على الأقل، بينهم امرأة مسنة، في هجوم نفذته على مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة اليوم الخميس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص عشرة أشخاص وأصيب 20 آخرون، أربعة منهم على الأقل في حالة حرجة.
وورد في التفاصيل أن الجنود المدججين بالسلاح اقتحموا المخيم صباح الخميس في شاحنة تجارية وفتحوا النار على السكان الذين حاولوا منعهم من الدخول.
وبعد ذلك، اقتحمت عدة آليات عسكرية أخرى، بينها جرافات، المنطقة واستهدفت مبنى يستخدم كمكان للاجتماعات من قبل السكان.
وقال أنس حوشية، مراسل فلسطيني في إحدى القنوات المحلية في جنين، إن المشاهد تذكره بعام 2002، عندما تم غزو مخيم جنين خلال الانتفاضة الثانية.
وقال حوشية ان “اصوات الرصاص والاشتباكات كانت كثيفة وغطت سحب الدخان السماء، بينما قطع الاحتلال الاسرائيلي الكهرباء والانترنت وشبكة الهاتف الخلوي اثناء الاقتحام وهذا يدل على انه عمل مخطط”.
جرافة إسرائيلية في مخيم جنين
وفي تمام الساعة 7:05 صباحًا بالتوقيت المحلي، أطلق الفلسطينيون صافرات الخطر عندما اكتشفوا وحدة إسرائيلية متنكرة في سيارة مدنية تقترب من مدخل المخيم.
وقال حوشية “توغلت قوات اخرى داخل المخيم بعد حدوث تبادل لإطلاق النار بين مقاتلين فلسطينيين وجنود إسرائيليين، في حين فرضت عشرات الآليات العسكرية حصارا على المنطقة”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية زعمت أنها تستهدف مقاتلين تحصنوا في منزل بالمخيم، “لكن هذه روايتهم، فكلنا مدنيون وما حدث اليوم كان دفاعا عن المخيم”.
وأفاد أن القوات الإسرائيلية هدمت قبل انسحابها منزلا في جنين يعود لعضو بارز في حركة فتح من كتائب شهداء الأقصى، علاء الصباغ، الذي قتل عام 2002 بصاروخ مروحية.
مجزرة بحق شعبنا
وقال مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن عمليات القتل هذه “مجزرة ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل الصمت الدولي”.
من جانبه قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، “هذا ما يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب مجازر بحق شعبنا على مرأى من العالم”.
وعلى إثر الأحداث، أعلن الرئيس الحداد الوطني ثلاثة أيام، وأمر بتنكيس الأعلام، كما تم الإعلان عن إضراب عام يوم الخميس في أنحاء الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية دعت الفلسطينيين الى مواجهة القوات الاسرائيلية على الحواجز.
وفيما يتعلق بالضحايا، تم التعرف على سيدة مسنة أصيبت برصاصة في رقبتها أثناء المداهمة، تدعى ماجدة عبيد وتبلغ من العمر 60 عامًا، وكان من بين القتلى أيضا صائب عصام محمود إزريقي، 24 عاما، وعز الدين ياسين صلاحات، 26 عاما.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن الطاقم الطبي في الهلال الأحمر لم يتمكن من إخلاء الجرحى بسبب قيام جنود الاحتلال بتقييد الوصول إلى المخيم.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية “اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وتعمدت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على قسم الأطفال في المستشفى”.
وذكر المسعف مراد خمايسة، 34 عامًا، انه كان من المستحيل تقريبًا دخول المخيم، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية طلقات تحذيرية وطلبت من فريق المسعفين عدم الاقتراب من المنطقة.
وأفاد أن فرق الطوارئ تمكنت في النهاية من الدخول بعد التنسيق بين الصليب الأحمر والسلطات الإسرائيلية، حيث تمكن خمايسة من علاج شخص في مكان الحادث وآخر في طريقه إلى المستشفى.
وقال “إن مداهمة اليوم كانت الأعنف من نوعها، فقد توغلت القوات الاسرائيلية داخل المخيم بشكل أعمق مما فعلته في الاقتحامات السابقة”.
وأضاف:” كمسعفين اعتدنا على ذلك، لكنني بصراحة لم أستطع تمالك نفسي بعد المشاهد العنيفة التي رأيتها اليوم كالجروح التي عالجتها ومناظر الشهداء”.
بدوره أكد الجيش الإسرائيلي التقارير التي تتحدث عن دخول الجنود إلى المخيم، مدعيا أن ذلك جاء بناء على تقارير استخباراتية عن “هجوم إرهابي” مخطط له.
وفي أحدث عمليات القتل يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين هذا العام إلى30 .
يذكر أن القوات الإسرائيلية تجري عمليات بحث واعتقال شبه ليلية في الضفة الغربية، وغالبا ما تكون مميتة.
وتركزت معظم المداهمات في الأشهر الأخيرة على نابلس وجنين، حيث تهاجم إسرائيل المقاومة الفلسطينية المسلحة المتزايدة في المدن المحتلة.
ووفقًا للإحصائيات، فقد قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 220 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة في عام 2022، من بينهم 48 طفلاً، و167 من اجمالي عدد القتلى من الضفة الغربية والقدس الشرقية و53 من قطاع غزة.